العربية في خطر.. ما بين الفرانكو وكاتبيها لغة تغرق في طي النسيان

إسراء الفقي

 

يقول الكاتب مصطفى صادق الرفاعي "ما ذَلّت لغةُ شعبٍ إلا ذلّ، ولا انحطَّت إلا كان أمرُهُ فى ذهابٍ وإدبارٍ".

"أرابيز.. فرانكو أراب.. أنجلو أراب" تعددت المسميات والغرض واحد "غرس الحروف اللاتينية في براثن اللغة العربية"، حيث أصبح الفرانكو الآن هو اللغة الدارجة بين الشباب واستخدام غيرها قد يكون مهينًا أو في عداد القِدَم، حيث يرى الشباب أنه يجب مواكبة الموضة ومعاصرة كل ما هو جديد كي ننهض بأمتنا من حالة القرون الوسطى الغارقة فيها.
تقول ميرنا محمد - ٢٢ عاما - نحن شعب يحب أن يساير كل ما هو جديد فكما نحاكي موضة الأزياء نحاكي أيضًا موضة الثقافات والفرانكو كأي موضة تأخذ وقتها وتنتهي ولكن هذا لا يمنع أن كثرة استخدامها يؤثر سلبيًا على لغتنا وعلى اللغة المقتبسة أيضًا فأحيانا يختلط على الأمر في اللغة الإنجليزية، واكتب رقم بدلًا من الحرف الصحيح للكلمة وهذه المشكلة تحدث لدى كثير من الأشخاص.
كما يقول أحمد نصر - ٢٠ عاما - بدايتًا أنا لست معجبًا بما وصلنا إليه من استخدام التواصل الإجتماعي ولكن طبيعة عملي يضطرني أن استخدم هذه التطبيقات، وعن "اختراعات" الكتابة فلا أحبها خصوصًا وأن بعض الناس يتعاملون معها كلغة فعلية ويجددون من مصطلحاتها، ولكن في عملي من يراسلني بالفرانكو أراسه بالمثل بطبيعة الحال.
ويضيف صديقه محمد غريب - ٣٢ عاما - أشعر "بإعاقة" عند قراءة الفرانكو فمن يراسلني بها لا أجيبه، حيث يجب تحديد اللغة المتواصلة بيننا فإما عربي أو إنجليزي وأنا أجيد كلاهما.
بينما يرى محمد عماد - ١٧ عاما - الفرانكو يعد لغة ثانية، حيث أنها أسهل في الكتابة، كما يستخدم بصورة كبيرة الآن بدرجة تجعلني أحيانًا أخطئ في لغتي الأم ولكن لا أراه مؤثرة باللحد المخيف أو السلبي الذي يقود إلى هدم اللغة العربية كما يقول البعض.
أما محمد حامد - ٣٢ عاما - فيقول أنا لا أستطيع إيجاد الفائدة منها فهي لا تعد لغة يمكن التعامل بها أو حتى دراستها ولكني في الحقيقة من يتواصل معي بها أتواصل منه بنفس أسلوبه.
ويقول إسلام علام - ٢٦ عاما - نحن لا نستعين بالفرانكو حبًا فيه ولكنه مجرد تعود، حيث تكون لوحة مفاتيح الهاتف باللغة الإنجليزية فيصبح أسهل وبالتالي نعتادها ولكن هذه الفترة أحاول الكتابة بحروف عربية، واعتقد أن الكثير سيفعل هذا حتى لا يفقدو صلتهم بها.
وفي نظرة للتاريخ نلحظ أن "الفرانكو" ليس بالأمر الحديث، فبعد احتلال الأسبان للأندلس قاموا بوضع قوانين صارمة وجعل المسلمين يكتبون العربية بحروف لاتينية وهذا يوضح أن محاولات طمس اللغة العربية خطة ممنهجة؛ حيث كتب اللورد دوفرين في تقرير له عام ١٨٨٢ إن أمل التقدم ضعيف في مصر ما دامت العامة تتعلم اللغة العربية الفصيحة".
كما تم وضع بعض الخطوات كي يتم تطبيق محو اللغة عن دراية وهي:-
١- تحويل أبجدية اللغات الإقليمية إلى اللاتينية وكانت تكتب أساسًا بالحروف العربية.
٢- تقديم اللغات الأجنبية في الأقطار الإسلامية على اللغة العربية.
٣- تقديم اللهجات واللغات المحلية وتشجيعها والدعوة إلى كتابة اللغة العربية بالحروف اللاتينية.
٤- ابتعاث الطلاب إلى الغرب لدراسة لغاته، وكان ذلك إيمانًا بأن اللغة هي الوجه الثاني للفكر، وأن من يجيد لغة لا بد أن يعجب بتاريخها وفكرها ويصير له انتماء من نوع ما إلى هذه الأمة.
 

البوابة نيوز