أسباب ضعف اللغة العربية لدى طلاب المرحلة الابتدائية وبعض طرق العلاج

عادل بدر

 اللغة العربية هي القدر الديني والقومي والحضاري والثقافي لهذه الأمة المترامية، وهي لغة القرآن الكريم.،و هي الركن الأساس للقومية العربية،وهي لغة التعليم والتعلم في المدارس على امتداد الوطن العربي في مراحل التعليم المختلفة،و هي لغة الكتب والمجلات والصحف في الأقطار العربية جميعها؛ لذا فإن إتقانها استماعا وتحدثا وقراءة وكتابة ضروري من أجل التعلم وتحقيق التقدم الحضاري والإبداع الفكري الذاتي والتماسك الثقافي والقومي للأمة العربية من الخليج إلى المحيط.

أهداف تدريس القراءة العربية:
1- جودة النطق وحسن الأداء وتمثيل المعنى
2- اكتساب مهارات القراءة كالسرعة مع فهم الأفكار الرئيسة والفرعية والقدرة على الاستنتاج وإدراك ما بين السطور من معان
3- إثراء الثروة اللغوية باكتساب المفردات والألفاظ الجديدة
4- الميل إلى القراءة بحيث يقبل التلاميذ على القراءة الحرة والاستفادة مما يقرأ
5- تدريب الطالب على التعبير ( الشفهي والكتابي) بطريقة صحيحة
6- توسيع خبرات الطالب العامة عن طريق الكتب والمجلات والصحف والقصص والشعر
7- تأكيد الصلة وتعزيزها بكتاب الله وسنة رسوله والاعتزاز بما خلفه أجدادنا من تراث فكري وأدبي وعلمي ولغوي
وعلى المدرس أن يوافق توافقا سريعا بين هذه العناصر الثلاثة ، فيبدأ بالرمز ثم الكلام ؛ أي القراءة ، ثم ترجمة الرمز إلى المعنى
مشكلة تعليم اللغة العربية ومظاهرها:
- ضعف عام في اللغة العربية لدى الطلبة على مستوى البلاد العربية.
- المربون والمسؤولون وأولياء الأمور يشكون من هذا الضعف.
- تتردد مقولة ظالمة أن اللغة العربية صعبة.
- الطلبة يشكون لأنهم يبذلون جهداً كبيرا لإتقان اللغة العربية ومع ذلك تبقى النتائج بعامة دون المستوى المطلوب.
- أدى هذا الضعف إلى قلة عدد القارئين من أفراد الشعوب العربية.
- قد يؤدي ذلك إلى إعاقة خطيرة للمسيرة الحضارية والإبداعية للأمة العربية.

مشكلة ضعف التلاميذ في القراءة:
القراءة عملية يتم فيها ترجمة الرموز الكتابية مثل (الحروف – الحركات)إلى معان مقروءة مفهومة، وهذا يعني أن هناك ثلاثة عناصر للقراءة وهي: 1- المعنى المجرد 2- اللفظ الذي يؤدي المعنى 3- الرمز المكتوب
والقراءة هي المصدر الأول الذي يستمد منه التلاميذ اللغة ويتوقف إتقان التلاميذ للغة العربية على القراءة الكثيرة المتنوعة، ويلاحظ أن هناك ضعفا في القراءة من قبل التلاميذ ، وهذا يدعونا إلى التفكير العميق المتأني في أسباب هذا الضعف وعلاجه
والضعف موجود في المهارات اللغوية الأربع (الاستماع والتحدث والقراءة والكتابة ) ، ففي الاستماع ـ ترجع أسباب الضعف فيه إلى عوامل تكمن في الكلام كالتفكك في التراكيب وعدم الدقة في التنظيم وغموض المصطلحات ، أو عدم قدرة المستمع ذاته على الاستمـــاع الجيد، أو التفسير الخاطئ والغامض للكلمات ، وقصور ترجمتها منطوقة أو فهمها في غير سياقها المناسب ، وأما في التحدث ـ فيرجع الضعف فيه إلى عدم القدرة على استخدام الكلمات المعبرة عن الأفكار الذاتية ، أو اختيارها وتنظيمها ،أو توصيل الفكرة ، والحالة النفسية التي يعبر عنها ، وأما القراءة ـ فيرجع الضعف فيها إلى عوامل متعددة قد يكون منها :عدم مناسبة الكتب المدرسية لمـستـوى التلاميذ، أو لطرق التدريس غير المناسبة ، أو قصور في إعداد المعلم ،أو لعوامل اقتصادية واجتماعية ، حيث تتوافر أو لا تتوافر إمكانات شراء الكتب والمجلات…
وقد ترجع أسباب الضعف في الكتابة إلى :ضعف السمع أو البصر ، وعدم قوة العضلات الدقيقة لليد والأصابع ،أو طريقة التدريس، أو المعلم ،وقلة التدريبات الكتابية ، وفقدان أساسيات تعلمها في المرحـلة التأسيـسية، وهذا ينطبـق على كل مهارات اللـغة ، وبالإضافة إلى ما سبق ، فإن هناك أسبابا متعددة للضعف اللغوي لدى الناشئة، أظهرتها دراسات تربوية عربية في هذا المجال و منها :
* استخدام أفراد الأسرة اللهجات العامية في الحياة اليومية ، وعدم تشجيعها للأبناء على استخدام الفصحى،والعامية أو اللهجة هي لغة السواد الأعظم لمجموعة من الناس، بينما الفصحى تقتصر على الخاصة أي لغة الطبقة المتعلمة، وتعتبر اللغة الرسمية المعترف بها في إطار مؤسسات السلطة وفي المحافل الدولية والإعلامية والتربوية والعلمية والأدبية.وتحرر العامية من التقييدات والأحكام اللغوية لتنطلق على سجيتها الكلامية باعتبارها اللغة الشفهية المحكية، بينما تُحدّد الفصحى بأحكام الصرف والنحو والألفاظ الدلالية المنتقاة0 وقد تقتصر العامية بتشعبات لهجاتها المختلفة على مجموعات سكانية مُتمَيّزة في البلد الواحد من جراء تعايش المجاميع في مواقع جغرافية متفاوتة من البلد كشماله، ووسطه وجنوبه، بينما تفرض الفصحى نفسها على البلد قاطبة من خلال العملية التعليمية والإعلامية رغم انحصار تأثيرها واستعمالها على النخبة الخاصة والمُتَمَيّزة بحكم العمل الوظيفي والشؤون الرسمية
مظاهر العامية:
ـ تتميز العامية بلهجاتها الكثيرة بطابع المُغايرة النبرية والقياس المشترك في البلد الواحد كأن تقول هذه لهجة مصرية، لبنانية، عراقية، بينما تتمثل الفصحى والحالة هذه بمصدرها البليغ المتمثل بالقرآن الكريم الذي يتوجب قراءته وفق الأصول المحتمة وبشكل خاص في عملية التجويد
ـ من يتحدث بالعامية ولا يقوى القراءة والكتابة، عادة ما يعاني صعوبة في فهم واستيعاب ما تعنيه الفصحى من خلال احتوائها على مفردات لم تطرق سمعه في المحيط الذي نشأ وترعرع فيه، وسهولة العملية لمن تسلح بسلاح القراءة والكتابة
ـ افتقار العامية إلى ما لا يُحصى من المصطلحات العلمية والفنية والمفردات المُستحدثة ولا سيِّما العصرية التي تمليها مستلزمات التطور الحضاري والتقدم التكنولوجي لتُستَدرَجَ في قاموس الفصحى تيسيراً لاستعمالها وضرورة انسجامها مع متطلبات مناهج البحث العلمي والعلوم المُستحدثة
ـ اختلاف اللهجات العامية في البلد الواحد باختلاف طبقات الناس وفئاتهم أي ما يسمى باللهجات الاجتماعية حيث تتشعب لغة المحادثة كلهجة الأرستقراطيين والتجار والمهن الأخرى والنساء اللائي ينعزلن عن مجتمع الرجال، بينما تفتقد هذه الظاهرة في عرف الفصحى
ـ ندرة المترادفات في العامية واقتصار المعنى في لفظ واحد يفي بالغرض المطلوب أو الضرورية منها للحديث، بينما تزخر الفصحى بالمترادفات التي لا حصر لها في لغة العرب
ـ قلة التدوينات والمنشورات بالعامية سواءً المخطوطة أو المطبوعة، واكتظاظ المكتبات بما يقتصر على اللغة الفصحى
ـ عدم تواجد المعاجم والقواميس التي تفي بالغرض المطلوب في العامي ـ إلاَّ ما ندر ولحاجات خاصة تقتضيها الضرورة ـ بينما معاجم وقواميس الفصحى تغطي مساحة واسعة في عالم الكتب، وخاصة ما يتعلق بالعربية الفصحى واللغات الأجنبية بسبب ظروف الهجرة والدراسات الأكاديمية أو التعليمية كما هو الحال في السويد والدنمرك والدول الأوروبية الأخرى. -استخدام اللغـــات الأجنبية في تسمية المحلات التجارية والمؤسسات والشركات والمطاعم والفنادق، والمستشفيات والمصارف .
- قصر استخدام الفصحى على المناسبات والمراسلات الرسمية.
- استخدام كثير من الأدباء والمفكرين للهجات العامية في نتاجاتهم الفكرية .
* اعتقاد البعض أن اللغة العربية غير قادرة على استيعاب المعاني والمصطلحات العلمية الحديثة.
*ندرة اهتمام معلمي المواد الدراسية (غير ) اللغة العربية باستخدام الفصحى في التعليم .
* الضعف اللغوي لدى فئة غير قليلة من معلمي اللغة العربية ، بخاصة في المرحلة التأسيسية (الابتدائية).
* قلة اهتمام المدارس،والمعلمين بالأنشطة اللغوية غير الصفية .
*إسناد تعليم اللغة العربية في المرحلة الابتدائية إلى معلمين غير مؤهلين لتدريسها.
* ندرة ، وعدم اقتناع فئة غير قليلة من العاملين في الميدان التعليمي * باستخدام الوسائل التعليمية والتكنولوجية الحديثة في تعليم وتعلم اللغــة العربيـة.
*عدم تشجيع المدارس أو المدرسين لطلابهم ـ على التحدث بالفصحى.
* عدم التزام فئة غير قليلة من معلمي اللغة العربية أنفسهم ـ باستخدام اللغة العربية الفصحى في أثناء تدريسهم لفروعها المنوعة.
* عدم اهتمام كثير من معلمي اللغة العربية ـ بتصحيح الأخطاء اللغوية التي يقع فيها الطلاب.
*ضعف ارتباط محتويات مقررات اللغة العربية ـ التي يدرسها الطلاب
* بحياتهم وحاجاتهم وميولهم .
لكن الأسباب السابقة نقسمها إلى عدة محاور:
السبب الأول : الطالب:
1-البعض لا يجيد القراءة وينصرف من الحصة ، ومن هؤلاء من يأتي للدراسة دون كتاب، ومنهم من لا يذهب إلى المكتبة
2-أما بعض الطلاب فمرجع ضعفهم في القراءة إلى عوامل جسمية مثل:أ/ ضعف الصحة العامة، وعدم الحضور للمدرسة والمواظبة ،ب/ ضعف البصر وهذا يؤدي إلى تأخر نموه في القراءة، ج/ضعف السمع ،وهذا يؤدي إلى تأخر نموه في القراءة
أسباب التخلف في القراءة
العوامل التي تتعلق بشخصية الطالب وهي:
أ/الأسباب العقلية: هناك علاقة بين الذكاء والقراءة مؤداها أن ضعف الذكاء يسبب ضعف قدرة الطفل على تعلّم جميع مواد الدراسة بما فيهاالقراءة0والأطفال المتأخرون عقليا يتعلمون اللغة ببطء
ب/الأسباب الصحية والجسمية:
تتمثل في اضطراب النمو الجسمي وضعف البنية واعتلال الصحة الذي يقود بالضرورة إلى تدهور التحصيل الدراسي نتيجة إصابة الطفل بسوء التغذية أو السل أو الربو أو النزلات الصدرية
ج/العاهات الجسمية:
كضعف البصر ،والحول،وعمى الألوان، وضعف السمع ، وصعوبات النطق ، واستعمال اللغة الخاطيء الناشيء عن الاضطرابات الكلامية
ومن أعراض " ضعف البصر" الآتي:
-مسك الكتاب بشكل غير مألوف
-العجز عن الاحتفاظ بمكان الكلمة في السطر لإصابة العين بالزغللة
-دعك العينين لإزالة ما فيها من غشاوة
ومن أعراض" ضعف السمع" لدى الطفل بالنقاط التالية:
-الميل بالرأس إلى ناحية مصدر الصوت ، وإحاطة الأذن بكف اليد
-تقلص عضلات الوجه أثناء الإصغاء، وعدم الاستجابة للنداء
-عدم القدرة على تمييز الأصوات ، والخلط بينها ، ووجود عيوب في الكلام0
د/الأسباب الانفعالية:
قد يرجع الضعف في القراءة للعديد من الأمراض الانفعالية التي يتعرض لها الطفل ، ومن أهمها:
-عدم النضج من الناحية الانفعالية ؛ مما يجعله لا يعتمد على نفسه، ولا يستطيع تحمل المسؤولية
-أن يكون خجولا ؛ مما يبعده عن كافة أوجه النشاط الصفية واللاصفية التي يقوم بها زملاؤه
-عدم القدرة على التكيف مع درس القراءة
-عدم الارتياح لمدرسي اللغة العربية ؛ لسبب أو لآخر
-الكراهية لمادة القراءة ، أو لدروس اللغة العربية، نتيجة لخبرات مر بها في الصف أو المدرسة
السبب الثاني: المعلم:
1-البعض لا يهتم بحصص القراءة فيتخذون هذه الحصص كأنها فرصة للتخفيف من عناء العمل ، فيبخل المعلم على درسه ذلك النشاط والحيوية الذي يستحقه الدرس ، وهذا ينعكس على الطلاب الذين يحاكون مدرسهم
2-عدم التنويع في طرق التدريس وعرض الدرس
3-عدم التزام مدرسي اللغة العربية باللغة الفصحى السليمة ، والتعبير عنها بأسلوب صحيح
4-عدم تأهيل بعض المدرسين تربويا للتدريس ؛ لأنهم لم يحصلوا على أية دراسة في التربية أو في طرق التدريس
ولذا لابد من وضع استبيان يطرح على الطلاب؛لبيان صفات المعلم الممتازمن وجهة نظرهم،مع الأخذ في الاعتبار ميول الطلاب
ما نريد من المعلّم من صفات؟ ما نستبعده من صفات؟
واع /ملم بأبعاد العملية التعليمية متكاسل/ ليس لديه علم
صديق/ أخصائي اجتماعي/معلم مكتفي بالمادة التعليمية

السبب الثالث: أسباب بيئية:
يتوقف تحصيل الطالب في القراءة على ما يشعر به من مناخ صحي في بيئته، فالأطفال الذين ينتمون إلى أسر أو عائلات يسود فيها التوتر والخلافات المستمرة، لا شك أنهم يبدأون تعلمهم للقراءة في قلق وعدم استقرار، على عكس الطلاب الذين يعيشون في بيئة صحية وجو أسري دافيء يشيع فيه الحب والتفاهم ، فهؤلاء تتاح لهم فرص التحصيل القرائي الجيد0
السبب الرابع: أسباب تعليمية:
تعتبر الظروف التعليمية من أهم الأسباب التي ينشأ عنها التخلف القرائي، من طول المنهج بحيث يستنفد معظم جهد المدرس ووقته، بحيث لا يتاح له فرصة مراعاة الفروق الفردية وملاءمة طريقة التدريس لها

ماذا أفعل؟
محاولات العلاج
- أجريت حتى الآن العديد من الدراسات والبحوث وكتبت رسائل ماجستير ودكتوراه في معظم المراكز والجامعات العربية في محاولات للتشخيص وإيجاد العلاج.
- عقد المختصون والمهتمون العرب المؤتمرات والندوات التي بلغت في مجموعها، على ما نعلم، اثني عشر مؤتمرا وندوة وكلها هدفت إلى إيجاد علاج لموضوع ضعف الطلاب في اللغة العربية
- تركزت توصيات المؤتمرات والبحوث على المادة العلمية وأساليب التدريس وإعداد المدرس وتأليف الكتاب. وجاء في بعضها مطالبة بزيادة عدد حصص اللغة العربية في المنهج الدراسي!!... .
- لم تتطرق التوصيات إلى أي ذكر لمحاولة العلاج منذ مرحلة الحضانة أو رياض الأطفال وذلك بالاستفادة من "قدرة الطفل الهائلة على اكتساب اللغات بالفطرة".
وعلى هذا يجب تحديد العوامل المؤثرة في عملية تعلم القراءة والصعوبات التي يواجهها الأطفال في هذا المجال ، وضرورة إيجاد الوسائل المناسبة ؛ لتدريس القراءة بما يلائم الحاجات الفردية للأطفال فمن الضروري أن نهتم بالجوانب التالية:
1-يجب أن تكون الخطط فردية، تقوم على إدراك السمات العقلية والجسمية لكل طفل
2-يجب أن تتمشى الخطة مع الصفات المميزة للطفل من حيث مستوى ذكائه
3-يجب أن تشتمل الخطة على أساليب علاجية متنوعة؛ مما يجعل البرنامج العلاجي جذابا.
4-يجب أن تتسم الخطة بالنشاط؛ بحيث يكون إقبال الأطفال على القراءة نشطا.
5-يجب أن تكون مواد القراءة مناسبة للطفل،وأن تكون مختارة بعناية حتى تشبع اهتمامات الطفل المختلفة.
6-الاستعانة بجهود الآخرين في صياغة الخطة والمساعدة في تنفيذها ، من أخصائي اجتماعي وخبراء في التربية ، ودرسي المواد الأخرى.
ولكن ما المقترحات اللازمة للتغلب على أسباب هذا الضعف الشائع ؟
أولها : وجوب جعل اللغة العربية الفصحى ـ اللغة الوحيدة المستعملة داخل الصفوف الدراسية مهما كانت نوعيـة المادة التي تدرس، ونشـر المكتبــات العامة فـي كل الأحيـاء والأنحاء، وتشجيع القراءة بالجوائـــز والمكافآت، وتشجيع الكتابات الأدبية الفصيحة بكافة أنواعها .
وثانيها :الاهتمام الشديد بالمرحلة الأولى في إعداد الناشئة وتهيئتهم لتعلم وممارسة مهارات اللغة العربية الأربع.
وثالثها :التركيز على التدريب والممارسة ، وتقديم المحتوى المناسب لكل فئة عمـــرية معينة ، ومراعاة اهتمامات وميول وحاجات الناشئة عند بناء مقررات اللغة العربية
ورابعها : الإعداد التربوي والأكاديمي السليم والكافي لمعلمي اللغة العربية، والتنويع في طرق التدريس لمقابلة الفروق الفرديـة ، والاهتمام باستخدام مصادر التعلم المنوعة ، ودمج الطلاب في أنشطة لغوية غير صفية.
وخامسها : وجوب التخلي عن الخادمات الأجنبيات في مجال تربية الناشئة العرب، لتأثيرهن البالغ والسلبي على اللغة العربية السليمة لدى هؤلاء الناشئة .
وسادسها : تفعيل الدور المهم للأسرة في رعاية وتنمية ميول واستعدادات أبنائها ، وإكسابهم مهارات اللغة ، وتشجيعهم بقوة في هذا المجال
لقد حدد رذرفوردruther ford خصائص وشروط التعليم الفعّال بما يلي:
-استخدام المرونة في طرق التدريس
-ملاحظة العالم من وجهة نظر المتعلم
-تقديم تعليم شخصي مباشر يخاطب المتعلم
-استخدام التجريب
-إتقان مهارة إثارة الأسئلة
-معرفة المادة الدراسية بشكل متقن
-إظهار الاتجاهات الودية نحو المتعلم
-إتقان مهارات الاتصال والحوار مع المتعلمين
واضح أن أغلب هذه الشروط تتعلق بالمعلم وعلاقته بالتلاميذ"لذا فمن الضروري أن يكرس المعلمون قدرا أكبر في تفاعلهم مع التلاميذ"

أ/ طريقة البطاقات :
والبطاقة هي قطعة من الورق المقوى تثبت عليها جملة أو فقرة أو قصة ، مع وجود بعض الأسئلة، وفي هذه الطريقة جذب للطال ،وتنويع وتجديد مستمر، وهي توفر له الإثارة والرغبة في قراءتها والإقبال عليها، وهي وسيلة مفضلة في العلاج الفردي لضعاف التلاميذ
أنواع البطاقات المستخدمة:
1- بطاقات تنفيذ التعليمات، وفيها يعرض المدرس بعض البطاقات التي تطلب عمل شيء معين، ثم يوزع المدرس هذه البطاقات على الطلاب ، ويطلب منهم القراءة الصامتة لمحتوى البطاقة وتنفيذ ما فيها
2- بطاقة الإجابة عن سؤال محدد، وهنا يكتب تحت القصة سؤالا فقط ، وتكون إجابته صغيرة أيضا ، ثم يوزعها على التلاميذ ويطلب منهم قراءتها قراءة صامتة ، ويكتب التلميذ الإجابة في كراسته مع رقم البطاقة
3- بطاقة الألغاز؛ وهو الحديث عن شيء معين بحيث يتحدث هذا الشيء عن نفسه فيذكر صفاته أو إهماله ، وبذلك يساعد القاريء على معرفة الشيء ثم ينهي كلامه بمن أنا ؟ - أو ما هو ؟ ثم يكتب الطالب الإجابة بعد القراءة الصامتة
4- بطاقة التكميل؛ ويوزع المدرس هنا بعض البطاقات وبها قصة قصيرة محذوف منها بعض الكلمات وترك مكانها فارغا ، وتكون الكلمات المنزوعة في أعلى البطاقة من غير ترتيب ويكتبها الطالب بعد القراءة الصامتة في كراسة كاملة
ب/ برامج علاجية فردية: وذلك للطفل الذي يجد صعوبة في الاستجابة لبعض التعليمات،فيبدأ بالتأخر عن باقي التلاميذ ، وتكثر هذه الصعوبات بسبب فشل الطفل بالتقدم، وميزة هذه البرامج تحديد مستوى الطفل القرائي ، ومستوى تقدمه ، ومستوى أدائه العام، وتستخدم للطفل الذي يود مشاركة الآخرين في مستواهم العادي في القراءة
ونتيجة هذه البرامج ؛ تعزز العلاقة بين الطفل وأقرانه ، لما له من أهمية كبيرة في حياته
طرق تعليم الكتابة والقراءة:
يمكن استخدام بعض الطرق ؛ لتشجيع الطلاب على التهيئة للقراءة:
1-حسن معاملة المدرسين للطلاب وفتح صدورهم لهم ومشاركتهم في الحديث، وتعويدهم الالتزام بالدور وحسن الإصغاء للآخرين
2-الهوايات الفنية والألعاب الحرة ؛ لأنها تتيح فرصا للطلاب للتكلم والتعبير عن أنفسهم
3-عدم مقاطعة الطالب ؛ لتصحيح كل خطأ يقوم به
4-عرض صور تمثل قصصا وأحداثا ويطلب من الطلاب التمعن فيها ووصف ما يجري فيها بلغتهم الخاصة
5- الطلب من الطلاب إعطاء كلمات تبدأ بحرف معين
6-كتابة اسم الطالب على بطاقة خاصة والطلب منه تعرف اسمه
7- عرض مجموعة من الصور والطلب من الطالب تسمية كل شيء باسمه مستخدما اللغة الفصحى بدلا من العامية0
ب/الحاسوب في اللغة العربية:
اللغة العربية بحر زاخر بالكنوز،وتحتاج إلى المعلم الواعي المتمكن؛ليغوص في أسرارها، ويهتدي إلى شواردها ، ويتفهم ما فيها من بلاغة ، ولكن المعلمين متفاوتون في مستوياتهم ، بل إن الميدان التربوي يشكو أحيانا من الأداء المتواضع لبعضهم ، فعن طريق الحاسوب نستطيع توفير خدمات تعليمية أفضل وتوصيلها إلى جميع المناطق، بل ربما يخلصنا من ظاهرة الدروس الخصوصية؛لأننا من خلال الحاسوب نركز على تنمية المهارات لا على التحصيل والتلقين ، فهو يقوي ويطور المهارات الذهنية للطلاب ويزيد من قدرتهم على التفكير المنهجي المنظم
-التعليم بالحاسوب سيتيح لمعلم وقتا أطول لتوجيه طلابه واكتشاف مواهبهم والتعرف على نقاط ضعفهم ؛لأن التعليم سيكتسب الطابع الذاتي ،حيث سينكب كل طالب على جهاز الحاسوب الخاص به؛ ليجيب بشكل فردي عن البرنامج المعدّ ،وهكذا يتحول دور المعلم من ناقل للمعلومات إلى موجه ومرشد ،ويصبح الحاسوب بأسلوبه التجاوبي التفاعلي وسيلة فعّالة للتخلص من آفة التلقي السلبي التي رسختها أساليب التلقين
-اللغة العربية تتسم بكثرة فروعها كقواعد النحو والصرف والإملاء والبلاغة والأدب والنصوص والنقد، فكيف يستطيع الطالب أن يستوعب هذا الكم الهائل من المعلومات بأساليب التعليم الراهنة؟ لكن عن طريق الحاسوب يمكن تصميم البرمجيات الجذّابة التي تحاور الطالب بصبر لا ينفذ فتمكنه من فهم الحقائق والتطبيق عليها والنسخ على منوالها ، وهذا بالتالي يؤدي إلى تحسين مخرجات التعليم في اللغة العربية

رؤى مستقبلية لاستخدام الحاسوب:
سيتمكن الطلاب من استخدام كل ما يتعلق بتقنيات الحاسوب وتوظيفها عن طريق التعلم الذاتي المستمر أو بالتعليم النظامي في مختبر الحاسوب،وسيحصلون على المعلومات ويستجيبون للأنشطة المختلفة بسرعة معقولة،وبطريقة تتناسب مع مستوياتهم وقدراتهم
ستختلف نوعية الاختبارات ونوعية المواد الدراسية بما يتلاءم مع الإمكانيات المتاحة،وبالتالي يمكن استخدام الحاسوب في معالجة القصور في القراءة؛لما له من جاذبية ومتعة للطلاب،بأن يسجل الطالب نطقه للكلمة المعروضة أمام على شاشة الحاسوب،ثم يسمع النطق السليم ، وهكذا، ويستطيع المدرس أن يحصل من الحاسوب على تقرير عن أداء كل طالب مع بيان الصعوبات التي واجهها،وعدد الإجابات الصحيحة والخطأ وعدد المحاولات التي تمت لوصول إلى الإجابة الصحيحة؛وهذا يعين المعلم على تقويم خطته التدريسية في القراءة والكتابة
كيف يمكن الوصول إلى مرحلة الإتقان؟
عند بناء الاختبارات بالحاسوب يمكن تكوين بنك الاختبارات عن طريق برمجية خاصة،ويوضع في هذا البنك مجموعات كبيرة من الأسئلة،وبالتالي يستطيع المعلم الاختيار من داخل البنك بطريقة عشوائية ،وعادة يكون عدد المفردات داخل البنك أكثر بكثير من عدد المفردات المطلوبة للاختبار فهذا يضمن عدم تكرار مفرادتها
ماذا نريد من الحاسوب؟
لتعزيز الاستفادة من هذه التقنية التعليمية أرى إعداد وتدريب المعلمين والمدربين المتخصصين في مجال الحاسوب،وعدم ترك التدريس والتدريب في هذا المجال للاجتهادات الشخصية أو لمدربين ومعلمين ليسوا معدين لهذه المهمة الضرورية
-حث المعلمين على استخدام برامج الحاسوب التعليمي كلما أمكن في التدريس
-تصميم برامج خاصة لتعليم اللغة العربية بالذات مع الاستفادة من تجارب وآليات تعليم اللغات الأخرى مثل:الإنجليزية والفرنسية والألمانية
-دخل متغير جديد الآن ألا وهو الانترنت ويجب التركيز في كيفية استخدامه

وأخيرا …فإنه وإن تعددت الأسباب ومقترحات العلاج التي ذكرت ، والتي لم تذكر ـ فإن اللغة العربية هي لغة القرآن الكريم، ورابطة العرب والمسلمين في كل زمان ومكان، فالمحافظة عليها ورعايتها استبقاء لقوة وحياة الأمة العربية والإسلامية بين الأمم ، فلا محيص عن إتقانها تحدثا وقراءة وكتابة واستماعا ، وليسهم كل منا على قدر استطاعته : معلما، ولى أمر ، طالب علم … في إزالة الأسباب التي قد تؤدى إلى ضعف الناشئة فيها، وليكن أمامنا دائما قول الله تعالى: ( وَهَذَا كِتَابٌ مُصَدِّقٌ لِسَاناً عَرَبِيّاً لِيُنْذِرَ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَبُشْرَى لِلْمُحْسِنِين)(الأحقاف/12)



الحوار المتمدن