للاطلاع على محتويات الإعلان أنقر هنا  
صحيفة دولية تهتم باللغة العربية في جميع القارّات
تصدر برعاية المجلس الدولي للغة العربية

  المؤتمر الدولي التاسع للغة العربية           موقع الجمعية الدولية لأقسام العربية           الموقع الجديد الخاص بالمؤتمر الدولي للغة العربية           الباحث العربي: قاموس عربي عربي           راسلنا         
الصفحة السابقة الصفحة الرئيسة

التويجرى : حماية اللغة العربية يضمن استمرار الكيان العـربي الإسلامي

شيماء فؤاد

 شارك الدكتور عبد العزيز بن عثمان التويجري، المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة -إيسيسكو-، في المؤتمر الوطني الرابع للغة العربية الذي افتتح أعماله اليوم، وينظمه الائتلاف الوطني من أجل اللغة العربية في المغرب، تحت عنوان (اللغة العربية والإعلام : الواقع والرهانات).

وألقى المدير العام للإيسيسكو كلمة في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، عبر في مستهلها عن تقديره لهذه المبادرة للائتلاف الوطني، التي تعبر عن موقف مبدئي تجاه لغة القرآن الكريم، يعكسه الحرصُ الدائم على نشر اللغة العربية والتمكين لها والنهوض بها، وذلك من خلال التّوصيات المهمّة التي صدرت عن المؤتمر في دوراته الثلاث الماضية.

وتحدث عن موضوع المؤتمر، فقال إن له صلة وثيقة بواقع اللغة العربية وبالتحدّيات التي تواجهها، وبالآفاق المستقبلية المفتوحة أمامها، موضحاً أن إصلاح اللغة وتجديدها وتطويرها والارتقاء بها، كل ذلك ينطلق من الوضع الذي تتمتع به في مختلف وسائل الإعلام التي لها التأثير القويّ والنافذ في الرأي العام، فإذا تحسّن هذا الوضعُ، وتبوأت العربية المكانة اللائقة بها في الإعلام بجميع مرافقه ومختلف وسائله وشتى مجالاته، أمكن لها أن تؤدي دورها بالكامل في الحياة العامة، لتصبح لغة الحياة، كما يعبّـر عن ذلك اليوم.

وقال إن من ضرورات العناية باللغة العربية، فتح المجال أمامها لفرض مكانتها في وسائل الإعلام، لتكون لغة مؤثـرة في الرأي العام، لها الحظوة والقبول من القطاعات العريضة من الشعوب العربية. وتلك مسؤولية يتحمّلها القائمون على الإعلام من جهة، كما يتحملها المسؤولون عن الشؤون العامة في المجتمعات العربية المعاصرة، من جهة أخرى.

وأوضح أن ليس معنى أن يكون للغة العربية مقامها المحمود في الإعلام بجميع حقوله، أن يغلق الباب أمام اللهجات المحلية، فهذا هو ما يَـتَـنَـافَـى مع طبائع الأشياء، ولكن القصد أن لا تطغى العامية على الفصحى، وأن تكون السيادة لها.

وذكر أن من جملة التحدّيات التي تواجه العربية في الإعلام، عدم مراعاة الدقة، والتساهل في إفشاء الأخطاء، وإسقاط الرقابة اللغوية، والخلط بين الفصحى والعامية على النحو الذي يشيع الرداءة اللسانية والإسفاف اللغوي، ويفسد اللغة إفساداً ظاهراً ملموساً. ولذلك فإن الاهتمام بجودة اللغة في الإعلام، هو شرط للحفاظ عليها والنهوض بها.

وقال إن الحصيلة العلمية التي يخرج بها الخبراء والأكاديميون وأساتذة اللغة من المؤتمر، تُـعـدُّ نتائجَ بالغةَ الأهمية، جديرةً بأن تُـترجم إلى ممارسات عملية، وتُصاغ في قرارات تنفيذية، تصدر عن الجهات المعنية التي يعود إليها أمـرُ حماية اللغة العربية والحفاظ على سلامتها والعمل على تجديدها وتنميتها حتى تواكب التطورات والمتغيرات المتسارعة في العالم اليوم.

وذكر أنه لا يحسن أن تظل تلك التوصيات التي جمعت بين التأصيل والتقعيد وبين وضع آليات للتنفيذ وتيسير سبله، مجـردَ حبر على ورق لا تأخذ سبيلها إلى التطبيق العملي في الواقع المعيش، مشيراً إلى أن لهذا المؤتمر قيمتُـه المثـلى وأهميتُـه البالغة، مما يتوجّب معه أن يكون له تأثيره الملموس في الحياة العامة، ليس في المغرب البلد العريق في المجد الحضاريّ الباذخ فحسب، ولكن في العالم العربي الإسلامي، بصورة عامة.

وأكد أنَّ واقع اللغة العربية بات يشكل اليوم قضيةً محوريةً ذاتَ أهمية بالغة، هي إحدى قضايا الوجود الحضاري للأمة العربية الإسلامية، التي تستحق أن تَـتَـضَافَـرَ الجهود على جميع المستويات، الحكومية والأهلية، للاهتمام بها، وإزالة الحواجـز التي تعترض سبيلها، وتمكينها من النفاذ والذيوع والانتشار، واكتساب مقوّمات القوة والاقتدار، موضحاً أن هذه ليست قضية ثقافية لسانية تعليمية فحسب، ولكنها قضيةٌ سياسيةٌ أيضاً، بل هي قضية سيادية في المقام الأول، باعتبار أن اللغة عنصرٌ أساسٌ للهوية الثقافية والحضارية، ومقوّمٌ رئيسٌ للسيادة الوطنية، بالنسبة للدول العربية كافة.

وأوضح أن حماية اللغة العربية هي حماية للكيان الوطني على وجه العموم، وليست ترسيخاً للارتباط بالماضي فقط، ولكنها تقوية للانتماء إلى الحاضر وتعزيز لبناء المستقبل، وإن هذه الحماية اللغوية الضامنة للحفاظ عليها ولازدهارها، ليست انغلاقاً وانكفاءً على الذات وانعزالاً عن العالم، وليست ضرباً من التعصّب لها والتباهي بها أمام الناطقين باللغات الأخرى، وإنما هي واجبٌ شرعيٌ وضرورةٌ حضاريةٌ.

وأضاف قائلاً : « لئن كنا نؤكد على وجوب التحرك المتوازن لإصلاح حال اللغة العربية وتحسينها وتجديدها والنهوض بها، فإننا لا ننكر الجهود المبذولة على عدة أصعدة، للارتقاء بالعربية ولضمان نموّها على جميع المستويات، والتي تتمثَّـل في بعض المبادرات الناجحة التي يسعى القائمون عليها إلى توفير شروط التمكين للغتنا، في اجتهادٍ محمود وابتكارٍ ملموسٍ يشهد لأصحابهما بالفضل في هذا المضمار».

وبـيَّـن أن الصورة ليست قاتمة، وأن الأمل في النهوض بالعربية لم ينقطع، وأن خصوم العربية، وهم كُـثـرٌ، سيبؤون بالفشل، وسترتـدّ سهامهم إلى نحورهم.

وأكد أن اللغة العربية محفوظة بحفظ الله سبحانه وتعالى لكتابه العزيز، ولكنه استدرك قائلاً : « إن المنزلة الشريفة والمكانة السامية للغة العربية، لا تعفينا، بأية حال، من النهوض بالمسؤولية التي تطوق أعناقنا جميعاً حيالها».

واختتم الدكتور عبد العزيز التويجري كلمته بقوله إن هذا المؤتمر الوطني الرابع للغة العربية، يتيح لنا المناسبة للتذكير بأهمية العمل للنهوض باللغة العربية في المجالات كافة، ولتأكيد التصميم على أن نظل أوفياء لهذه اللغة العريقة الجميلة، عارفين قدرها، ومدافعين عنها.
 

محيط

التعليقات
الأخوة والأخوات

نرحب بالتعليقات التي تناقش وتحلل وتضيف إلى المعلومات المطروحة عن الموضوعات التي يتم عرضها في الصحيفة، ولكن الصحيفة تحمل المشاركين كامل المسؤولية عن ما يقدمونه من أفكار وما يعرضون من معلومات أو نقد بناء عن أي موضوع. وكل ما ينشر لا يعبر عن الصحيفة ولا عن المؤسسات التي تتبع لها بأي شكل من الأشكال. ولا تقبل الألفاظ والكلمات التي تتعرض للأشخاص أو تمس بالقيم والأخلاق والآداب العامة.

الاسم
البلد
البريد الالكتروني
الرمز
اعادة كتابة الرمز
التعليق
 
   
جميع الحقوق محفوظة © 2024
المجلس الدولي للغة العربية