للاطلاع على محتويات الإعلان أنقر هنا  
صحيفة دولية تهتم باللغة العربية في جميع القارّات
تصدر برعاية المجلس الدولي للغة العربية

  المؤتمر الدولي التاسع للغة العربية           موقع الجمعية الدولية لأقسام العربية           الموقع الجديد الخاص بالمؤتمر الدولي للغة العربية           الباحث العربي: قاموس عربي عربي           راسلنا         
الصفحة السابقة الصفحة الرئيسة

نبحث في جمالية اللغة

أ. سليمان الطعاني

 

ليس خفيا على أحد أن لغتنا العربية باتت تواجه تحديات كبيرة مع سيطرة لغة التواصل الاجتماعي (فيس بوك) على الشباب والتي تشكل تهديدا واضحا للغة، فمن الكتابة باللهجة العامية المحكية على مواقع التواصل الاجتماعي (الفيس بوك)، الى الكتابة بالرموز الى الطلاسم الى الإشارات دون إعطاء أي مستوى من الاحترام لهذه اللغة مما شكّل استخفافا عامّاً عند الكثيرين بهذه اللغة واستهانة بها. 

نحن هنا نبحث قضية جمالية اللغة وخصوصيتها ولا نبحث عن لغة الشعراء والأدباء. انما نبحث لأن نعكس جماليتها في تواصلنا عبر المواقع الاليكترونية فقط... .

يظهر ان هناك توجهاً لغويا جديدا أملاه الواقع الشبابي اليوم في مواقع التواصل الاجتماعي، قد يكون هدفهم منه، التحرر من الموروثات مهما كان نوعها، ومهما كانت سلطتها، أو حب التغيير والميل إلى التخلي عن الماضي لصالح أفكار الحاضر دون هدف معين، أطلق الشباب على هذا التوجه ألأفرانكو أرب أو العربيزي والذي صار يشكل نوعا من التهديد لسلامة اللغة العربية الفصيحة بما يحمله من مفارقات تكاد تعصف بالبنية اللغوية السليمة والتي ظلّت راسخة كالجبال ردحا طويلاً من الزمن، 
هذا التوجه الشبابي الجديد يعمد الى كتابة اللغة العربية بحروف إنجليزية، بالإضافة إلى استبدال بعض الحروف العربية التي لا يوجد لها نظير في اللغة الإنجليزية إلى أرقام، وهى أبجدية مُستحدَثة غير رسمية، تتميز بوجود مصطلحات خاصة لا يعرفها إلا مستخدمو الشبكات الاجتماعية الدائمين، ويستخدمها الشباب العربي أثناء محادثاتهم عبر الإنترنت، فتحولت اللغة العربية إلى مزيج من لفظ عربي يكتب بأحرف لاتينية ورموز وأرقام، لتُشكل لغة جديدة بدأت تطالعنا يومياً أثناء التواصل عبر الشبكة العنكبوتية أو رسائل الجوال، فبات حرف الحاء مثلاً يكتب رقم7، والعين3 فكلمة حزين تكتب 7zeen وكلمة سعيد تكتب s3ed، واللغة العربية تكتب All3 a al3rabih.. الخ.


إلى مَنْ نشير بأصابع الاتهام في هذه القضية؟ هل هي نظرتنا الدونية للغتنا، والذي سمح لها بالتخلخل، إن جاز التعبير، فتطور الأمر إلى أن أصبح الفرد منا ينطق كلمة عربية واثنتين إنجليزيتين، (نسمع البعض يتباهى أن ابنهم الصغير لا يتحدث الا مع الخادمة كي يأخذ منها اللغة!! نسوا أن تعليم الطفل اللغة العربية في بداية التكوين هو من أهم مقومات جهاز النطق وبلورة الذاكرة، 
أم أن هناك دعوات لإحلال اللغات الأجنبية بدل اللغة العربية في تقنيات التواصل، والتدريس الجامعي، واعتماد تعليم اللغات الأجنبية منذ الصفوف الأولى في مدارسنا على حساب اللغة العربية، تحت ذريعة الدعاوى المضادة بأنها لغة صعبة، ومعقدة وغير سهلة التعلم، وبالتالي فإنها لا تتماشى مع مقتضيات العصرنة، مما يصرف الناس عن تعلمها، والتحدث بها، والركون إلى استخدام لغة بديلة.
أرى. أن أسباب انتشار هذه الظاهرة بين شبابنا، أن واقعهم غير المُبشر بالخير ومعاناتهم وابتعادهم عن المشاركة في قضايا المجتمع هو الذي جنح بهم الى هذه المزالق، وأن شعورهم بالاغتراب، دفعهم للتمرد على النظام الاجتماعي، وتكوين عالمهم الخاص بعيداً عن قيود الآباء، حتى راحوا يؤلِّفون هذه اللغة كقناع في مواجهة الآخرين.
 

عمون

التعليقات
الأخوة والأخوات

نرحب بالتعليقات التي تناقش وتحلل وتضيف إلى المعلومات المطروحة عن الموضوعات التي يتم عرضها في الصحيفة، ولكن الصحيفة تحمل المشاركين كامل المسؤولية عن ما يقدمونه من أفكار وما يعرضون من معلومات أو نقد بناء عن أي موضوع. وكل ما ينشر لا يعبر عن الصحيفة ولا عن المؤسسات التي تتبع لها بأي شكل من الأشكال. ولا تقبل الألفاظ والكلمات التي تتعرض للأشخاص أو تمس بالقيم والأخلاق والآداب العامة.

الاسم
البلد
البريد الالكتروني
الرمز
اعادة كتابة الرمز
التعليق
 
   
جميع الحقوق محفوظة © 2024
المجلس الدولي للغة العربية