للاطلاع على محتويات الإعلان أنقر هنا  
صحيفة دولية تهتم باللغة العربية في جميع القارّات
تصدر برعاية المجلس الدولي للغة العربية

  المؤتمر الدولي العاشر للغة العربية           موقع الجمعية الدولية لأقسام العربية           الموقع الجديد الخاص بالمؤتمر الدولي للغة العربية           الباحث العربي: قاموس عربي عربي           راسلنا         
الصفحة السابقة الصفحة الرئيسة

مدير مركز زايد لتعليم العربية للطلاب الوافدين بالأزهر: لغتنا مظلومة بين أبنائها

عصام هاشم
 
يعد مركز الشيخ زايد لتعليم اللغة العربية بجامعة الأزهر أول مركز عالمي لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها
طبقا لمعايير الجودة العالمية.قبل إنشائه كان العائق الأبرز أمام دارسي الأزهر من غير الناطقين بالعربية هو عدم إجادتهم اللغة العربية، مما كان يتسبب في رسوب كثير منهم عاما تلو العام..فضلا عن تثبيط همم البعض عن الالتحاق بالأزهر رغم شغفهم بالدراسة به، لعظم مكانته في قلوب جميع المسلمين.

خلال لقائنا مدير المركز الدكتور محمود فرج أكد أن أبواب المركز مفتوحة لجميع طلاب العالم، بصرف النظر عن دياناتهم أو انتماءاتهم. وأشار إلي أن هناك اتجاها لافتتاح فروع أخري للمركز ببعض دول العالم..وإلي نص الحوار.

فكرة إنشاء المركز.. كيف جاءت؟ وما أبرز أهدافه؟

ترجع فكرة إنشاء المركز إلى الدراسة العلمية التي أعدتها جامعة الأزهر قبل ٢٠١٠م بقيادة الدكتور أحمد الطيب، رئيس الجامعة آنذاك، والتي كان من نتائجها تعثر الطلاب الوافدين في الدراسة بالفرقة الأولى بجامعة الأزهر بسبب عدم تمكنهم من اللغة العربية. والتقت تلك الفكرة مع رغبة مؤسسة الشيخ زايد الخيرية في تقديم شيء للأزهر، فتكفلوا بإنشاء مبني المركز وقاموا بجهود كبيرة في سبيل خروج هذا المركز للنور. ومن هنا جاءت تسمية المركز بـ”مركز الشيخ زايد “، تكريما لاسم المرحوم الشيخ زايد، وللدور العظيم الذي قامت به دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة في هذا الشأن. وقد بدأ العمل فعليا بالمركز في عام ٢٠١٠م بحوالي ٩٦٠ طالبا وطالبة من حوالي ٢٥ جنسية علي مستوي العالم. ويستهدف المركز تأهيل الطلاب الوافدين الراغبين في الالتحاق بجامعة الأزهر لغويا. وتأهيل من يرغب في تعلم اللغة العربية من غير أهلها بصرف النظر عن الالتحاق بجامعة الأزهر الشريف (دراسات حرة). وإعداد وتأهيل السادة المعلمين لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها من خلال ما يقيمه المركز من دورات تدريبية في هذا الشأن.

هل هناك دول معينة لا يسمح لأبنائها بالدراسة بالمركز؟

أبدا، فأبواب المركز مفتوحة لجميع الدارسين من مختلف بلاد العالم بغض النظر عن الديانة، أو أي انتماءات سياسية، حتي الذين لا يواصلون تعليمهم بالأزهر.

ما هي العلاقة بين المركز وكل من الجامعة ومشيخة الأزهر والمنظمة العالمية للخريجين؟

المركز يتبع مشيخة الأزهر الشريف مباشرة بقرار فضيلة الإمام الأكبر، وتقوم المنظمة العالمية لخريجي الأزهر بإدارته لما لها من خبرة في هذا المجال. والمركز بالنسبة للجامعة هو الجهة المسئولة عن تأهيل الطلاب ( لغويا) للالتحاق بها.

ماذا عن نظام الدراسة به؟

نحن نستقبل الطلاب ثم نخضعهم لاختبار تحديد مستوى. يتم تقسيم الدارسين في ضوء نتائجه إلي مستويات دراسية تبدأ بالمبتدئ أول وثان ثم المتوسط أول وثان ثم المتقدم أول وثان ثم المتميز. كل مستوى فرعي شهر ونصف الشهر بواقع ١٢٠ ساعة دراسية باستثناء المستوى المتميز فيعطى شهرا بواقع ٨٠ ساعة. ويدرس الطلاب في المستوى المبتدئ لغة تواصلية من خلال مواقف الحياة اليومية. كما يدرس الطلاب العربية من خلال الثقافة العربية الإسلامية. كما أننا نستعين بالتكنولوجيا الحديثة في تعليم اللغة العربية فنستخدم الكمبيوتر وبرامج تعليم الأصوات وبرامج تعليم الاستماع والتحدث والقراءة والكتابة . وبالمركز ورشة لإنتاج وسائل وألعاب تعليمية . تم من خلالها إنتاج ٢٦ لعبة تعليمية وعدد من الوسائل التعليمية التي يمكن استخدامها في تعليم العربية للناطقين بغيرها بكل سهولة ويسر. كما تم تدريب المعلمين على تطوير تدريس العربية لغير الناطقين بها فتم استخدام مسرحة المناهج وابتكار استراتيجيات تتماشى مع طبيعة اللغة وطبيعة الدارسين.

ما هي القدرة الاستيعابية للمركز؟

يستقبل المركز كل عام دراسي أكثر من ثلاثة آلف طالب وطالبة من جنسيات متعددة . يتم دمجهم بحيث تشمل القاعة أكثر من جنسية . ويمنع الطلاب من استخدام لغاتهم في قاعة الدرس كما يمنع على المعلمين استخدام اللغة الوسيطة . ونحن نرى أننا بذلك نكون بيئة لغوية حول الدارس تجبره على نطق العربية بسرعة.

من أين يأتي الدعم المالي للمركز؟ وما الصعوبات التي تواجه الدارسين به؟

من خلال رسوم رمزية يتم تحصيلها من الطلاب القادرين، والدارسون بالمركز ثلاثة أنواع: الأول تتحمل نفقته مشيخة الأزهر ، والقسم الثاني تتحملهم بلادهم وسفاراتهم بمنحهم تكاليف هذه الدورات، والقسم الثالث هم الطلاب القادرون ماديا وهؤلاء يتحملون رسومهم بأنفسهم. كما أن المنظمة العالمية لخريجي الأزهر تمنح 5% من طلاب كل سفارة إعفاء من الرسوم. وأبرز ما تواجهنا من مصاعب: مشكلة ازدواجية اللغة. فهم في المركز يدرسون الفصحى ويتعاملون مع المعلمين والإداريين والموظفين والعمال وأفراد الأمن بالعربية الفصيحة قدر المستطاع لكنهم يفاجأون في المواصلات والسوق وغير ذلك من الأماكن باللهجة العامية، بل ويجدون سخرية مع من يتعاملون معهم خارج المركز . كذلك عند انتقالهم للجامعة يفاجأون ببعض أعضاء هيئة التدريس وهم يشرحون بالعامية . لذا يرجعون إلى المركز مرة أخرى يستفسرون عن بعض الأمور العلمية من مدرسيهم، فنوضح لهم أن ما يتعلمونه بالمركز هو الصواب وما يواجهونه بالشارع والمواصلات ونحو ذلك ما هو إلا لهجة لا تمثل صحيح اللغة الفصحي.

ما عدد الخريجين الذين درسوا بالمركز حتي الآن؟ وهل هناك اتجاه لافتتاح فروع للمركز خارج مصر؟

منذ نشأة المركز حتي الآن تجاوز عدد الخريجين 20 ألف طالب وطالبة. وهناك توجه من قبل فضيلة الإمام الأكبر لفتح أفرع للمركز بالدول التي تطلب ذلك. ولقد تم التوقيع مع إحدى الجامعات الروسية لفتح فرع للمركز بها. وهنا دراسة لعرض ماليزي وآخر تايلاندي بهذا الخصوص.

قبل أشهر حصل المركز علي المركز الأول عالميا، وفزتم بجائزة محمد بن راشد آل مكتوم في مجال تعليم اللغة العربية..كيف تري هذا التكريم..وما أثره بالنسبة لكم؟

نعم حصل المركز على جائزة محمد بن راشد آلِ مكتوم باعتباره “أفضل مبادرة في مجال تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها”. وتعد هذه الجائزة بمثابة الدافع لكل من يعمل بالمركز على المحافظة على تجويد العمل قدر الإمكان . ولقد عملت الإدارة بعد الحصول على الجائزة بافتتاح ورشة الوسائل والألعاب التعليمية التي شاركنا ببعض منتجاتها في هذا العام في نفس الجائزة .

برأيكم كيف نحافظ علي الفصحي في البلدان العربية؟!

اللغة العربية لغة عظيمة ويكفي أنها لغة القرآن الكريم، والحفاظ عليها يحتاج منا ـ بالإضافة إلي الجانب التعليمي النظري ـ الجانب التطبيقي والمهاري، فللأسف نحن نهتم بتعليم فروع اللغة كالنحو والصرف وغير ذلك، ونهمل المهارات المتعارف عليها عالميا في تعليم اللغة مثل مهارة الاستماع، والتحدث، والقراءة، والكتابة, وهكذا. فنحن بحاجة إلي إعادة النظر في أسلوب تعاملنا مع لغتنا، بأن نعلمها من خلال المهارات وليس من خلال الفروع.
 

 

الأهرام

التعليقات
الأخوة والأخوات

نرحب بالتعليقات التي تناقش وتحلل وتضيف إلى المعلومات المطروحة عن الموضوعات التي يتم عرضها في الصحيفة، ولكن الصحيفة تحمل المشاركين كامل المسؤولية عن ما يقدمونه من أفكار وما يعرضون من معلومات أو نقد بناء عن أي موضوع. وكل ما ينشر لا يعبر عن الصحيفة ولا عن المؤسسات التي تتبع لها بأي شكل من الأشكال. ولا تقبل الألفاظ والكلمات التي تتعرض للأشخاص أو تمس بالقيم والأخلاق والآداب العامة.

الاسم
البلد
البريد الالكتروني
الرمز
اعادة كتابة الرمز
التعليق
 
   
جميع الحقوق محفوظة © 2024
المجلس الدولي للغة العربية