للاطلاع على محتويات الإعلان أنقر هنا  
صحيفة دولية تهتم باللغة العربية في جميع القارّات
تصدر برعاية المجلس الدولي للغة العربية

  المؤتمر الدولي العاشر للغة العربية           موقع الجمعية الدولية لأقسام العربية           الموقع الجديد الخاص بالمؤتمر الدولي للغة العربية           الباحث العربي: قاموس عربي عربي           راسلنا         
الصفحة السابقة الصفحة الرئيسة

العربية في القرن 19.. قضايا الانتقال والتحول

أ. أحمد الجمال

 

منذ حوالى عشرين عامًا جرى حوار بين الأستاذ أحمد عبدالمعطى حجازى وبينى، اقترحت عليه فيه أن يصرف جزءًا كبيرًا من جهده الفكرى لرصد التيارات الفكرية والأدبية، وأيضًا السجالات الثقافية الكبرى التى جرت فى القرن العشرين، بمناسبة اقتراب ختام الألفية الثانية ودنو مطلع الألفية الثالثة، وأنه الأكثر جدارة من غيره لفتح هذا الملف، خاصة أنه عاش فى باريس فترة من الزمن لابد أنه رأى فيها أحداث مصر وتاريخها من بعد يكفى لكشف ثنايا التفاصيل، وذلك بدلًا من انشغاله آنذاك بمعارك صغيرة لا تتناسب مع قامته.. وكان للحوار خلفية وظروف لا يحتمل الوقت الآن الخوض فيها.. وبعدها صارت جفوة محدودة بيننا إلى أن صارحنى بأنه أعاد اكتشافى فوجد ما غيّر قناعته السابقة بأن العبد لله لا يعدو كونه صحفيًا تافهًا.. ثم ذكر مسوغات ذلك التغيير، وفى الحالتين كنت ومازلت أحتفظ للرجل بمكانة إنسانية عالية فى نفسى، رغم ما بيننا من اختلاف جذرى وبعض الاشتباكات حول قراءة وتقييم بعض حقب تاريخ مصر.


ربما لم يستسغ الأستاذ حجازى الفكرة ولم يخطر على باله أن يوكل أمر تنفيذها لغيره من أهل الاختصاص، غير أنها بقيت عالقة فى ذهنى، أطرحها بين حين وبين آخر، وبدت بشائر الخير فى الاتجاه نفسه عندما تلقيت من الأستاذ الدكتور خيرى دومة رئيس مجلس قسم اللغة العربية وآدابها بكلية الآداب جامعة القاهرة، نص إعلان قسم اللغة العربية عن الموضوع الذى سيناقشه المؤتمر الدولى السنوى لقسم اللغة العربية، وموضوع المؤتمر هو «العربية فى القرن التاسع عشر: قضايا الانتقال والتحول»، وموعد الانعقاد هو الفترة من 12 إلى 14 مارس 2019، ولأهمية ما جاء فى النص أستأذنكم فى اقتباسه كما هو:

«شهد القرن التاسع عشر، منذ بداياته، صراع القوى الأوروبية الكبرى على مساحات واسعة من العالم، وفى القلب منها عالمنا العربى والإسلامى، وكان من المثير أن تنشأ الدول العربية الحديثة كلها، وأن تتطور ثقافتها ولغتها العربية، فى سياق هذا الصراع غير المتكافئ، وأن تصيبها (الدول، والثقافة، واللغة) تغيرات عميقة، إن لم تقل تشوهات، صاحبتها عبر تاريخها الحديث كله، وقد استخدم الدارسون فى وصف ما حدث أوصافًا كثيرة متضاربة، فسماه بعضهم «نهضة»، وسماه بعضهم «بعث»، و«إصلاح»، وسماه آخرون «تحديث»، وسماه آخرون «تبعية»، ووصفه البعض بأنه «حداثة تابعة».

ومع أن قرنًا كاملًا أو أكثر قد مضى بعد القرن التاسع عشر، ومع أن دولنا وثقافاتنا ولغتنا قد تغيرت ضمن ما وقع للعالم كله من تغيير، ومع أن عوامل كثيرة قد ساهمت فى أن يبدو لنا ذلك القرن كأنه قارة بعيدة مجهولة، فإن الأسئلة التى طرحها على ثقافتنا لم تزل مطروحة، بحيث يشعر المثقفون العرب بأن أزمتهم مع هذا العالم الحديث مازالت كامنة هناك فى تلك البداية البعيدة المضطربة.

ربما لهذا السبب، بدأ الدارسون، فى العقود الأخيرة، يقلبون من جديد أوراق ذلك القرن، وطبيعة التحول الذى وقع فى مجتمعاتنا: نظامها، وثقافتها، وتعليمها، وفنونها، وآدابها... إلخ. صحيح أن الخلاف لايزال قائما حول وصف ما حدث، وحول الأساليب والمناهج الجديدة فى رؤيتها، لكن أسئلة أخرى تطرح نفسها الآن: كيف نتعلم من خلافاتنا حول وصف ما حدث، وكيف ننتقل من هذه الخلافات إلى التفكير فى المستقبل؟!

وقسم اللغة العربية، بكلية الآداب، جامعة القاهرة، إذ يعلن عن تنظيم هذا المؤتمر يدرك تمامًا أن موضوعه أوسع بكثير من مجرد الحديث عن الانتقال والتحول الذى وقع فى العربية وأدبها وثقافتها فى سياق القرن التاسع عشر، ويطمح أن يساهم دارسون من تخصصات أخرى فى إلقاء أضواء جديدة على هذه التحولات، المقصود دارسو تخصصات مثل التاريخ، والسياسة والاقتصاد والاجتماع، والجغرافيا، والفلسفة والوثائق والمخطوطات.. فضلا عن دارسى اللغات والآداب الأوروبية، كالإنجليزية والفرنسية، وكل الثقافات واللغات والآداب التى احتكت بها الثقافة العربية الناهضة فى القرن التاسع عشر، على أمل أن يسمح هذا كله فى النهاية بقدر أكبر من فهم ما حدث، ومحاولة أقوى للانتقال إلى المستقبل.

وبعد ذلك، ذكرت المحاور التى ستدور من حولها أو فيها أوراق المؤتمر، وهى تسعة محاور.

كل التحية لقسم اللغة العربية وآدابها بجامعة القاهرة، وللقائمين على المؤتمر أن تنبهوا لهذه القضية، وأتمنى أن ينال القرن العشرون الاهتمام نفسه، ولا ننتظر حتى يمر القرن الحادى والعشرون.
 

المصري اليوم

التعليقات
الأخوة والأخوات

نرحب بالتعليقات التي تناقش وتحلل وتضيف إلى المعلومات المطروحة عن الموضوعات التي يتم عرضها في الصحيفة، ولكن الصحيفة تحمل المشاركين كامل المسؤولية عن ما يقدمونه من أفكار وما يعرضون من معلومات أو نقد بناء عن أي موضوع. وكل ما ينشر لا يعبر عن الصحيفة ولا عن المؤسسات التي تتبع لها بأي شكل من الأشكال. ولا تقبل الألفاظ والكلمات التي تتعرض للأشخاص أو تمس بالقيم والأخلاق والآداب العامة.

الاسم
البلد
البريد الالكتروني
الرمز
اعادة كتابة الرمز
التعليق
 
   
جميع الحقوق محفوظة © 2024
المجلس الدولي للغة العربية