للاطلاع على محتويات الإعلان أنقر هنا  
صحيفة دولية تهتم باللغة العربية في جميع القارّات
تصدر برعاية المجلس الدولي للغة العربية

  المؤتمر الدولي التاسع للغة العربية           موقع الجمعية الدولية لأقسام العربية           الموقع الجديد الخاص بالمؤتمر الدولي للغة العربية           الباحث العربي: قاموس عربي عربي           راسلنا         
الصفحة السابقة الصفحة الرئيسة

العربية لغة مرنة وقادرة على نقل الثقافات الأخرى

خلود الفلاح

 

الترجمة عن رقعة جغرافية مجهولة لدى الأغلبية العظمى من القراء، مغامرة تحسب لمهارة المترجم، الذي يعده خالد الجبيلي كاتبا ثانيا للنص، لأنه يعيد كتابة النص الأدبي الأصلي بلغة وخصوصية جديدتين.

لا يؤمن الجبيلي بأقوال من أمثال المترجم مظلوم، المترجم خائن، ومنافس للكاتب إذ لا يعتبر نفسه مظلوما، ويقول “بل على العكس، أشعر بالفخر والاعتزاز لأني أقدم للقارئ العربي نصوصاً لن يتمكن من قراءتها بلغتها الأصلية”. من هنا لا يهتم بترجمة أعمال الأسماء الأدبية المشهورة. ويعتذر عن ترجمة أي عمل إذا لم يعشقه.

تجربة الترجمة
تجربة خالد الجبيلي الطويلة مع الترجمة بدأت منذ حصوله على إجازة في اللغة الإنكليزية وآدابها من جامعة حلب، بسوريا، ومن معهد اللغويّين في لندن. وقد عمل في قسم الترجمة العربية بالأمم المتحدة، بنيويورك لمدة 20 سنة تقريبا.

لكن الجبيلي لم يقف عند حدود الترجمة المتخصصة والفنية التي كان يعمل بها، فقد كان يمارس الترجمة الأدبية بحب ليحقق فيها ترجمة لأكثر من 65 عملا أدبيا، من بينها روايات وقصص ودراسات وكتب تاريخية.
 
نسأله هنا لماذا يهتم بترجمة الرواية بالخصوص؟ ليجيب “عملت لفترة طويلة في مجال الترجمة المتخصصة والفنية، مركز البحوث الزراعية في المناطق الجافة لمدة 17 سنة، ثم في قسم الترجمة العربية بالأمم المتحدة، بنيويورك لمدة 20 سنة تقريباً، وغالباً ما كانت النصوص الفنية تشعرني بالملل، لذلك كنت ألجأ إلى ترجمة أعمال أدبية لأنني أجد فيها متعة كبيرة لأنها مليئة بالحياة، فضلاً عن أنها تشكّل تحديا أكبر بالنسبة للمترجم”.

لا يبدي صاحب ترجمة “معلمة البيانو” لصاحبة جائزة نوبل للآداب الكاتبة النمساوية ألفريدة يلينيك، اهتماماً كبيراً بأسماء الكتّاب المشهورين، بل يبحث دائماً عن الأعمال الجيدة والمتميزة. فقد ترجم أعمالاً لكتّاب لم يكن القارئ العربي يعرفهم، مثل الكاتب البريطاني الهندي الأصل حنيف قريشي الذي ترجم له كتابه “الحميمية والجسد”.

 كما ترجم للكاتبة والشاعرة الأميركية الزنجية آشا بنديلي كتابها “مذكرات زوجة السجين”، وقدم كذلك للكاتبة الإيرانية نهال تجدد روايتها “الرومي نار العشق”، إضافة إلى ترجماته الشهيرة للكاتبة التركية إليف شافاق التي قدم لها رواياتها “لقيطة إسطنبول” و”قواعد العشق الأربعون”، ويعلق الجبيلي “لا يوجد عمل ندمت على ترجمته”.

هناك أعمال مترجمة اكتسبت شهرتها بل ونجحت. إما بسبب اللغة المترجم إليها وإما مهارة المترجم. وهنا يوضح الجبيلي “طبعاً اكتسبت تلك الأعمال شهرتها من أهمية تلك الأعمال وجودتها في حد ذاتها، وتساهم قدرة المترجم على نقل تلك الأعمال في إبراز أهميتها في اللغة المنقول إليها. وبالطبع، فإن مهارة المترجم وقدرته على فهم النص الأصلي وإتقانه للغة الأصلية واللغة المترجم إليها ورصيده اللغوي (وهي اللغة العربية هنا) هي العوامل الأساسية لنجاح الترجمة وتقبل القارئ لها”.

ويستطرد “لا توجد عندي طقوس في أثناء الترجمة. النص وجهاز الكمبيوتر وفنجان قهوة هي الطقوس التي أمارسها أثناء الترجمة”.

ترجمات متعددة
يقول صاحب ترجمة “غرباء” لا توجد برامج وسياسات منظمة في أنشطة الترجمة والنشر في البلاد العربية، ويضيف “لا أرى مانعاً من إعادة ترجمة بعض الأعمال الكلاسيكية الهامة التي تُرجمت منذ عشرين أو ثلاثين عاماً، شريطة أن تشكّل الترجمة الجديدة إضافة إلى النص المترجم من حيث الرؤيا واللغة والأسلوب وإلى ما هنالك. أحرص على أن يطرح العمل الذي أقوم بترجمته أفكاراً ومفاهيم قد تكون مفيدة للقارئ العربي والتي تثير نقاشاً وأسئلة”.

يعد صاحب ترجمة “المفتاح” من المترجمين المهتمين بترجمة أعمال كان الصوفي جلال الدين الرومي جزءا منها أمثال، قواعد العشق الأربعون، الرومي: نار العشق والموسيقى الخفية، والروح لا تمل من العاشقين.

وهنا نسأله عن مدى تعمده أن تكون تلك الأعمال ضمن خطته للترجمة. فيقول “أحببت أقوال جلال الدين الرومي وأشعاره ودعوته إلى المحبة ونبذ التعصب. وقد أردت أن أساهم، ولو بنزر يسير في إبراز بعض أفكار وأشعار هذا الشاعر الصوفي الكبير الذي يحتفي به العالم كله”.

مرنة ومطيعة
يقول الجبيلي “إن اللغة العربية لغة جميلة غنية بمفرداتها ومرنة وقادرة على نقل الثقافات الأخرى”. لكن بالطبع تعترضه، كما تعترض أي مترجم صعوبات تتعلق بالتراكيب والمصطلحات والمفردات غير المعروفة في لغتنا وثقافتنا العربية، فيسعى إلى إيجاد حلول لتذليل تلك الصعوبات، وهذا يساعد أيضاً في إثراء اللغة العربية.

وعن مدى تفكيره في القارئ أثناء الترجمة يوضح صاحب ترجمة “جواز سفر” كل ما يهمني هو أن أنتج نصاً أدبياً سلساً لا يجد القارئ صعوبة في فهمه وفهم مفرداته، لذلك أتجنب التقعر في اللغة وأختار قدر الإمكان مفردات سلسلة يفهمها أكثر القراء”.
 

العَرب

التعليقات
الأخوة والأخوات

نرحب بالتعليقات التي تناقش وتحلل وتضيف إلى المعلومات المطروحة عن الموضوعات التي يتم عرضها في الصحيفة، ولكن الصحيفة تحمل المشاركين كامل المسؤولية عن ما يقدمونه من أفكار وما يعرضون من معلومات أو نقد بناء عن أي موضوع. وكل ما ينشر لا يعبر عن الصحيفة ولا عن المؤسسات التي تتبع لها بأي شكل من الأشكال. ولا تقبل الألفاظ والكلمات التي تتعرض للأشخاص أو تمس بالقيم والأخلاق والآداب العامة.

الاسم
البلد
البريد الالكتروني
الرمز
اعادة كتابة الرمز
التعليق
 
   
جميع الحقوق محفوظة © 2024
المجلس الدولي للغة العربية