للاطلاع على محتويات الإعلان أنقر هنا  
صحيفة دولية تهتم باللغة العربية في جميع القارّات
تصدر برعاية المجلس الدولي للغة العربية

  المؤتمر الدولي التاسع للغة العربية           موقع الجمعية الدولية لأقسام العربية           الموقع الجديد الخاص بالمؤتمر الدولي للغة العربية           الباحث العربي: قاموس عربي عربي           راسلنا         
الصفحة السابقة الصفحة الرئيسة

قتلُ القضية

أ. يونس مجاهد

 

من المؤكد أَن الجدل الدائر حول لغة التعليم هام جداً، مهما كانت خلفياته، لكنه يطرح في جميع الأحوال إشكاليات، كانت ومازالت، مركزية لدى أغلبية الشعوب التي تتطلع إلى التطور ومواكبة روح العصر وتحيين معارفها وقدراتها، لذلك ينبغي أن يستمر النقاش بشكل جدي وبناء وعلمي، لأن الحاجة إلى التجديد ضرورية، خاصة وأن اللغة التي لا تضمحل أو لا تنقرض، هي تلك التي تظل حية تتفاعل مع التغيرات والتحولات.

ومن المعلوم أَن اللغة العربية، التي كانت تستعمل منذ قرون خلت، ليست هي اللغة العربية المستعملة اليوم، فقد دخلت عليها تعديلات كثيرة في اتجاه تبسيطها والابتعاد عن المصطلحات المعقدة والعتيقة، بالإضافة إلى دخول كلمات جديدة، لمواكبة التطور التكنولوجي والعلمي والأدبي والفني، وهذه أمور يعرفها الجميع، فاللغة ابنة بيئتها وليست نصاً سماوياً، بل هي من إنتاج البشر، تخضع لتداخل وتلاقح الحضارات، وتتأثر بمحيطها، كما هو الشأن بالنسبة للعربية الفصحى، التي سبق ظهورها وتطورها وتعميمها في الجزيرة العربية، نزول القرآن.
غير أَن التعديلات والمصطلحات الجديدة، التي ألحقتها العديد من الشعوب بلغاتها، لم تكن عملية ارتجالية، بل إنها تمت ضمن مؤسسات أكاديمية، بطرق علمية، يشرف عليها الخبراء واللغويون وغيرهم من كبار المتخصصين، كما أن كل هذا يخضع لنقاش علمي وعمومي، وليس بالخفة، التي نشهدها اليوم، لدى طرفين، في المغرب، الأول يدعي أَن اللغة العربية مقدسة، والثاني يدعي، بتهافت جلي، أنها أصبحت متجاوزة.
ويمكن القول، إن النزعة المتطرفة، لدى الفريقين، تقتل القضية، لأن اللغة العربية تحتاج دائما إلى المراجعة والتحديث، وهذا ما سمح لها بالصمود والاستمرار ومواكبة التطورات، فلغة الشعر الجاهلي والكتب التراثية القديمة، ليست هي لغة اليوم، التي أصبحت أكثر بساطة وسلاسة، وتجنباً لغريب القول، ومنفتحة على مصطلحات جديدة، مستمدة من اللغة نفسها أو تنحت كلمات أجنبية ملائمة لبنيتها…
وفي جميع الأحوال، إن التطور الذي يمكن أن يطرأ على اللغة العربية، لا يهم المغرب وحده، بل إنه يهم كل المتحدثين بها، فنحن لا نعيش في جزيرة معزولة، وسيكون من المستحيل أن ننسلخ عن محيطنا وتراثنا وتاريخنا، لكن هذا لا يمنع الاجتهاد من أجل تبسيط اللغة العربية، لتكون وظيفية أكثر وسهلة في التعلم وفي التداول، ومنفتحة على التطور، دون الخضوع للضغط الإيديولوجي أو للتهافت الساذج.
 

اللوتس الإخبارية

التعليقات
الأخوة والأخوات

نرحب بالتعليقات التي تناقش وتحلل وتضيف إلى المعلومات المطروحة عن الموضوعات التي يتم عرضها في الصحيفة، ولكن الصحيفة تحمل المشاركين كامل المسؤولية عن ما يقدمونه من أفكار وما يعرضون من معلومات أو نقد بناء عن أي موضوع. وكل ما ينشر لا يعبر عن الصحيفة ولا عن المؤسسات التي تتبع لها بأي شكل من الأشكال. ولا تقبل الألفاظ والكلمات التي تتعرض للأشخاص أو تمس بالقيم والأخلاق والآداب العامة.

الاسم
البلد
البريد الالكتروني
الرمز
اعادة كتابة الرمز
التعليق
 
   
جميع الحقوق محفوظة © 2024
المجلس الدولي للغة العربية