|
برافو برافو.. 150 ألف سؤال لتعلم اللغة العربية
"اللغة العربية الفصحى مسألة هوية، والحاجة لتعلمها بأسلوب جديد ملحة، فطلبتنا يواجهون تحديات عدة عند تعلمها في المدارس"، هكذا وصف منذر الفاهوم وجلال مصاروة الفكرة التي دفعتهما لابتكار تطبيق "برافو برافو"، ليكون الفضاء الذي يُعنى بتقديم اللغة العربية بأسلوب شيق يعتمد الألعاب الممتعة في إيصال المعلومة، والأسئلة في تحفيز التحليل والبحث والتساؤل.
وأضاف المهندس مصاروة أن عدم القدرة على استخدام اللغة السليمة يحرم الشخص من التفكير بهذه اللغة وهذا الأمر يصبح أكثر خطورة إذا كانت هي اللغة الوحيدة التي يتقنها، مشيرا كذلك إلى أن هذا قد يفسر الفجوة في نوعية التعليم في الأردن والتي تصل إلى أربع سنوات حسب تقرير البنك الدولي الذي نشر الشهر الماضي.
عدد الذين يتحدثون العربية في العالم في ازدياد مستمر، فهي لغة غنية وجميلة وهذا ما دفع بعض المسؤولين في الحكومة الفرنسية أخيرا إلى اقتراح تعليمها في مدارس فرنسا. لكن أكبر تحد يواجه متعلم اللغة العربية هو انحسار فرص ممارستها بشكل سليم خارج الغرفة الصفية.
برافو برافو أتت بالحل عن طريق تعريض الممارس للغة العربية السليمة لفترات طويلة، يتم ذلك من خلال اللعب في بيئة إلكترونية افتراضية ممتعة تحاكي اهتماماته وتثير الفضول وروح المنافسة لديه. المحصلة النهائية هي تحسن كبير في الأداء.
كانت التحديات كبيرة، بحسب مصاروة، وهو الرئيس التنفيذي للتكنولوجيا في مدرسة أكاديمية عمان؛ "من المهم أن يستخدم طلبتنا التكنولوجيا للتعلم، لكن الخيارات في العالم كانت محدودة بالنسبة للغة العربية."
ساعات طوال قضاها الثنائي في تطوير الفكرة وتجربتها، واجها خلالها العقبات التي زادتهما إصرارا. وعن ذلك، قال الفاهوم، وهو الرئيس التنفيذي لـ "أكاديمية عمان": "تطلبت عملية تطوير التطبيق 40 ألف ساعة عمل شارك فيها الطلبة والأهالي والمعلمون، وحتى مدراء المدارس الأخرى، وأدخلنا التعديلات اللازمة وقمنا بتغيير تصميم اللعبة أربع مرات" على مدار أربع سنوات.
يغطي تطبيق "برافو برافو" لتعليم اللغة العربية مهارات القراءة، والقواعد، والإملاء، والنحو، والبلاغة.
وعن المستقبل، يقول منذر الفاهوم: تطبيق"برافو برافو" متاح اليوم في الأردن ودبي، ويتم حاليا التواصل مع العديد من المدارس في مختلف أنحاء العالم، بما في ذلك السعودية التي ستباشر العمل فيها قريباً.
تم ترشيح منذر الفاهوم وجلال مصاروة وتطبيق "برافو برافو" لجائزة "رواد الأعمال" للعام 2018 ضمن فئة "الواعد لريادة الأعمال".
ويقول مصاروة "لقد تعاملنا مع مشكلة حقيقية، وقدمنا حلا عمليا ومريحا للغتنا الأم بطريقة تليق بها".
يجدر بالذكر أن جائزة "رواد الأعمال"، التي انطلقت قبل 32 عاماً وتنظمها شركة إرنست ويونغ "EY" سنوياً في أكثر من 145 مدينة حول العالم، تساهم في إحداث تغيير هام في مشهد الأعمال من خلال تشجيع أنشطة الريادة بين الأفراد الذين يتحلون بالإمكانيات والقدرات المطلوبة، وتكريم مساهماتهم والاحتفاء بإنجازاتهم.
الغد
|
