للاطلاع على محتويات الإعلان أنقر هنا  
صحيفة دولية تهتم باللغة العربية في جميع القارّات
تصدر برعاية المجلس الدولي للغة العربية

  المؤتمر الدولي العاشر للغة العربية           موقع الجمعية الدولية لأقسام العربية           الموقع الجديد الخاص بالمؤتمر الدولي للغة العربية           الباحث العربي: قاموس عربي عربي           راسلنا         
الصفحة السابقة الصفحة الرئيسة

هل يتحدث الناس الفصحى غداً

أ. أحمد إبراهيم الشريف

 

كنت فى مناقشة علمية يدور موضوعها عن مدى التزام الصحافة بقواعد اللغة العربية السليمة، وبغض النظر عن النتائج التى توصلت إليها الدراسة ومدى القرب والبعد الذى أصاب المقالات والتقارير وفنون الصحافة الأخرى، فإننى فكرت فى سؤال جوهرى: هل من الممكن حقا أن يتحدث الناس لغة عربية فصحى غدا؟  

طبعا ليس المقصود باللغة الفصحى هنا كلمات المعاجم والقصائد القديمة والمقامات العربية والتفاسير الدينة والأحاديث النبوية والآيات القرآنية بصفتها كلمات «منفردة» فى سياق ما، لكن المقصود هى اللغة السليمة الواضحة التى تضم كل مجالات الكلمات السابقة مع التنبه إلى ما فعله الزمن بها وما فعله السياق الحديث أيضا.
 
هل يمكن أن يحدث ذلك خاصة أن مجمع اللغة العربية يفتح المجال بشكل كبير ويقبل كلمات شائعة بين الناس، وكنا نظن أنه لا يفعل ذلك، وأنه يغلق أبوابه أمام كل شىء؟
 
عن نفسى أدرك أن طريقتنا فى الكلام لن يحدث لها أى انضباط لغوى، وأننا سوف نواصل رحلتنا ناحية التغريب اللغوى إلى أقصى مدى، وذلك ليس تشاؤما، لأن الأمر أكبر من ذلك، فهناك أسباب جوهرية تقود حياتنا، منها أن المدرسين وأساتذة الجامعات ومقدمى البرامج لا يتبنون فكرة اللغة السليمة فى دروسهم ومحاضراتهم وبرامجهم.
 
لكن أخطر ما فى الموضوع هو أن العقلية العربية لا تعرف بالضبط ما الذى تريده، بمعنى هى تريد التقدم «نظريا» لكنها تعيش فى الماضى «تطبيقيا» لكن معظمنا لا يعرف ذلك، فيسعى إلى محاربة الماضى فى أحد أشكاله وهى اللغة الخاصة، فكثيرون يظنون أن اللغة السليمة هى سبب «التخلف» الذى أصاب كثيرا من المجتمعات العربية، لذا كثير من الدول بدأت لغتها الخاصة «العربية» تختفى تقريبا تحت هجوم اللغات الأجنبية عليها، لدرجة أنك تدخل هذه البلدان وتخرج منها ربما دون أن تسمع كلمة عربية واحدة.
 
أما فى المجتمع المصرى، فظهر جيل لا يعرف عن التمرد سوى مظاهره، يؤمن بأن الشىء الذى لا يبدو على السطح لا قيمة له، وبالتالى هو يسعى لتغيير حياته، لكن معظمهم لا يتخذ العلم أو العمل سبيلا لهذا التغيير، بل يتبنى أفكارا «ظاهرية» مثل طريقة النظق والقدرة على استحداث ألفاظا معينة يختصرون بها العالم لكنها فى جوهرها ليست دالة إلا على ابتعادهم عن أنفسهم.
 
بالطبع لن نتحدث لغة عربية فصحى، لكن الواجب تجاه أنفسنا على الأقل، أن نحتفظ بخصوصيتنا فلا نتغرب فى حياتنا اليومية أكثر ونساق خلف أبطال الأفلام العشوائيين.
 

اليوم السابع

التعليقات
الأخوة والأخوات

نرحب بالتعليقات التي تناقش وتحلل وتضيف إلى المعلومات المطروحة عن الموضوعات التي يتم عرضها في الصحيفة، ولكن الصحيفة تحمل المشاركين كامل المسؤولية عن ما يقدمونه من أفكار وما يعرضون من معلومات أو نقد بناء عن أي موضوع. وكل ما ينشر لا يعبر عن الصحيفة ولا عن المؤسسات التي تتبع لها بأي شكل من الأشكال. ولا تقبل الألفاظ والكلمات التي تتعرض للأشخاص أو تمس بالقيم والأخلاق والآداب العامة.

الاسم
البلد
البريد الالكتروني
الرمز
اعادة كتابة الرمز
التعليق
 
   
جميع الحقوق محفوظة © 2024
المجلس الدولي للغة العربية