للاطلاع على محتويات الإعلان أنقر هنا  
صحيفة دولية تهتم باللغة العربية في جميع القارّات
تصدر برعاية المجلس الدولي للغة العربية

  المؤتمر الدولي العاشر للغة العربية           موقع الجمعية الدولية لأقسام العربية           الموقع الجديد الخاص بالمؤتمر الدولي للغة العربية           الباحث العربي: قاموس عربي عربي           راسلنا         
الصفحة السابقة الصفحة الرئيسة

في يومها العالمي أي دور للإعلام في تقدم اللغة العربية وانتشارها؟

أ. ياسين حكان

 

في اليوم العالمي للغة العربية، وهو الثامن عشر من شهر دجنبر من كل سنة، تحاول المنظمات والمؤسسات والجمعيات الخيرية في أغلب البلدان العربية بعقد احتفال ولو بسيط، للاحتفال باللغة العربية وبمنجزاتها الحضارية وحضورها الدائم في المنتديات والمؤتمرات الدولية، لذلك كان لازما علينا أن نطرح أسئلة من قبيل: أي دور للإعلام في تقدم وانتشار اللغة العربية؟، ماذا قدمنا نحن كعرب أو كناطقين باللغة العربية، للغة العربية؟ هل ساهمنا لو بالقليل في سبيل انتشارها وتميزها بين اللغات العالمية الأخرى؟ أي علاقة بين الإعلام واللغة العربية؟

هذه الأسئلة وغيرها، هي أسئلة لابد أن تدور في ذهن القارئ العربي أو المثقف العربي، لأهميتها، ولضرورة الحفاظ على الهوية الإسلامية العربية، كمؤشر على بقاء واستمرار حضارتنا العربية العريقة؛ ومن بين أهم الأفكار التي نود إيصالها من خلال هذه المقالة العلمية، وهي مقولة الفيلسوف الفرنسي (بوول ريكور) الذي يعتبر أن اللغة كائن حي؛ بمعنى أن اللغة كائن يشيخ ويمرض، فاللغة تقبل التطوير والتحسين، وهذا التطوير والتحسين ناتج عن تطور العقليات والسلوكيات والأفكار والمشاعر المترتبة عن اللغة لدى الانسان العربي، بهذه الطريقة، فاللغة تعكس نفسية هذا الانسان وظروفه الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، وبالتالي فاللغة انعكاس لما يدور في ذهن المتحدث من أفكار ومعلومات ومشاعر وردود أفعال وغيرها، إذن يمكننا القول بأن اللغة كائن متطور ومواكب للعصر، يستجيب لتحديات العصر ويعمل على إحداث رد فعل إيجابي أو سلبي، نتيجة لما تعيشه من أزمات في بناءها الداخلي أو في ما يحيط بها في العالم الخارجي.

حينما تكون بنية لغة ما هشة، تكون سلطة الظواهر الخارجية عليها أقوى وأشد، عندها تصبح اللغة مضطرة لتحدث تغييرا بالإكراه، لتحسن من مفرداتها بغية الاستمرار في الحياة، ومن بين هذه الظروف الخارجية هي وطأة الاعلام، فالإعلام سيف ذو حدين، قد يبني أو قد يهدم، حسب استراتيجيات وطريقة اشتغال الفاعلين داخل حقل الاعلام، هذا الأخير، ليس بريئا كما يعتقد البعض من الناس، الذي مازال يعيش في غيبوبة سعيدة، يهيم نفسه أن الاعلام سيساهم في انتشار اللغة، والحفاظ عليها كموروث ثقافي، وكهوية حضارية، لابد من أن يحتفظ بها صاحبها، لذا كان من الواجب علينا؛ كمثقفين أو كمشتغلين داخل حقل الثقافة، أن نكتب عن اللغة العربية ونعتز بها؛ فهي لغة القرآن الكريم، ولغة أهل الجنة، فهي ثالث لغة تم إدراجها من قبل مؤسسة اليونسكو كلغة رسمية في المؤتمرات واللقاءات الدولية، إذن من المفروض علينا، كأهل البيت، أن نتقنها ونتفنن بالحديث بها وعنها، هنا يتبادر إلى أذهاننا، السؤال المركزي، أي دور لوسائل التواصل الاجتماعي في انتشار اللغة العربية؟

للإجابة على هذا السؤال الهام والمحير، لابد من أن نعطي لمحة بسيطة عن وسائل التواصل الاجتماعي وعن الاعلام بشكل عام، فالإعلام أداة فعالة ووسيلة للتواصل، وإرسال أو استقبال الخطاب، لذا فأي خطاب نريد إرساله لطرف معين، أو لإحداث حوار مع طرف ما، لابد من وجود لغة مشتركة، كأداة حماية وتقنين لذلك الخطاب، ومن الأهمية بمكان، أن نعرج على وسائل التواصل الاجتماعي كأدوات فعالة لتوصيل الخطاب المطلوب باعتبارها فضاءات للرأي والرأي الآخر، والأخذ والشد، إذ هي مساحات للحرية وللكتابة المسؤولة، فالحرية في نظري، كمتخصص في مجال تطوير الذات، هي أنها مرتبطة بالمسؤولية؛ فعلا أنت حر في ما تكتب في وسائل التواصل الاجتماعي، لكنك في نفس الوقت مسؤول عما تكتبه، هذا باتفاق العقلاء والمجانين، إذن من المسؤولية ومن المصداقية، أن نكتب بجدية وأن نتحرر من كل معتقداتنا السلبية وخلفيتنا العقيمة عن اللغة، فاللغة العربية ليست تخلف كما يظن البعض، فهي لغة كباقي اللغات لها خصوصيتها ومميزاتها، ولها ما يغنيها عن اللغات الأخرى، إذن لابد من كل شخص مدرك لذاته أن يعرف كيف يكتب، ولماذا يكتب، ومن الواجب عليه تجاه اللغة العربية أن يحسن من ذائقته اللغوية، وأن يبتعد عن اللغة الركيكة(العامية) التي يستعملها بعض رواد مواقع التواصل الاجتماعي، ومن هذا المنطلق ينبغي أن نؤسس لموقف إيجابي لمن يريد أن يهمش اللغة العربية في الأوساط الإعلامية ويعزز لخطاب عنصري تجاه أي لغة، فكل لغة ينبغي احترامها وعدم اجترار مفرداتها إذا لم تكون لدى الشخص معرفة كافية عن تلك اللغة، ومن بين الرسائل التي أود البوح بها، هي أنه لابد من أن نؤسس لإعلام يحترم الخصوصيات اللغوية بل يتعداه إلى ذلك يحترم الخصوصيات الإنسانية، فالإعلام ان احترم وقدر هذا الانسان، حتما سيقدر اللغة كجزء لا يتجزأ من هذا الانسان ولا يمكن جرده من لغته الأم.
 

التعليقات
الأخوة والأخوات

نرحب بالتعليقات التي تناقش وتحلل وتضيف إلى المعلومات المطروحة عن الموضوعات التي يتم عرضها في الصحيفة، ولكن الصحيفة تحمل المشاركين كامل المسؤولية عن ما يقدمونه من أفكار وما يعرضون من معلومات أو نقد بناء عن أي موضوع. وكل ما ينشر لا يعبر عن الصحيفة ولا عن المؤسسات التي تتبع لها بأي شكل من الأشكال. ولا تقبل الألفاظ والكلمات التي تتعرض للأشخاص أو تمس بالقيم والأخلاق والآداب العامة.

الاسم
البلد
البريد الالكتروني
الرمز
اعادة كتابة الرمز
التعليق
 
   
جميع الحقوق محفوظة © 2024
المجلس الدولي للغة العربية