للاطلاع على محتويات الإعلان أنقر هنا  
صحيفة دولية تهتم باللغة العربية في جميع القارّات
تصدر برعاية المجلس الدولي للغة العربية

  المؤتمر الدولي العاشر للغة العربية           موقع الجمعية الدولية لأقسام العربية           الموقع الجديد الخاص بالمؤتمر الدولي للغة العربية           الباحث العربي: قاموس عربي عربي           راسلنا         
الصفحة السابقة الصفحة الرئيسة

شما العامري: أعمالي دعوة للتأمل والتفكير

غسان خروب

 

في بحر اللغة العربية تغوص الفنانة التشكيلية الإماراتية شما العامري بأعمالها الفنية، التي تتيح لها الفرصة لتفكيك الكلمات وتقديمها بطرق مختلفة، قادرة على استفزاز العقل وإجباره على التأمل، ولو لبرهة واحدة.

اللغة العربية وقدرتها على التشكيل، شكّلت القاسم المشترك لمعظم الأعمال التي قدمتها الفنانة شما في معرضها الشخصي «كل ما تفكر فيه حقيقي»، الذي افتتحته، أول من أمس، منى غانم المري، المدير العام للمكتب الإعلامي لحكومة دبي رئيسة نادي دبي للصحافة، في «فضاء جامعة زايد الإبداعي» بمنطقة السركال، حيث تعمّدت شما اللعب فيه على وتر اللغة، وأن تسخرها لتكون أعمالاً فنية، تتخذ من المدرسة التجريبية والمفاهيمية درباً لها.

حركة

«معظم أعمالي تحمل دعوةً للتأمل والتفكير»، هكذا تلخّص شما نوعية أعمالها الفنية، التي تنوعت بين كلمات كُتبت بـ«دبس التمر»، ومجسّمات تسمح حركتها الميكانيكية بتغيير مواقع الحروف، ليتغير معها معنى الكلمة تماماً، وأضافت شما لـ «البيان»: «أعمالي في هذا المعرض تخرج عن سياق الإطار الغربي للفن المعاصر، الذي اكتشفت خلال رحلة دراستي لشهادة الماجستير في لندن، مدى تأثر الفنان العربي في هذا الإطار، الذي تسيطر عليه اللغات الأجنبية، الأمر الذي يضطر الفنان العربي لأن يقدم أعماله بها، حتى يتمكّن من التواجد على الساحة، وهو ما حاولت الابتعاد عنه، من خلال تمسّكي بلغتي الأم، التي أعتبرها أحد أهم المقومات التي تعتمد عليها مجتمعاتنا وثقافتنا».

كلمات

لوحات ذات خلفية بيضاء تحمل في حدود إطاراتها كلمات عربية، كُتبت بـ «دبس التمر»، الذي يتميز بكثافته وحلاوة مذاقه، لتبدو معاني الكلمات متقلبة، وقابلة للتأويل، بحسب الإطار الذي توضع فيه، وعن ذلك تقول شما: «قد يلفت الانتباه إلى أن هذه الأعمال رُسمت باللسان، الذي يشكّل العضلة الأساسية في التعبير، علماً بأن معظم الكلمات المستخدمة قابلة للتأويل»، مبينةً أن هذا العمل بالأساس هو أدائي وتم توثيقه من قبل الفنان التشكيلي محمد الكاظم؛ وذلك لكون تنفيذ العمل يخرج عن المألوف، إذ لم تستخدم فيه فرشاة الرسم، أو اليد.

وقالت: «أعتقد أن هذا العمل يشابه فن الغرافيتي أو الرسم على الجدران في إتاحته لفرصة التعبير عما يدور في النفس، واستخدامي لمادة دبس التمر، المعروفة في المنطقة، ولكلمات بسيطة جداً، قدمت إيحاءات عديدة، مثل جملة «آبا بس ما أقدر» التي وزعتها على ثلاث لوحات، وكذلك كلمة «الجنة»، حيث أتيح من خلالها الفرصة أمام المتلقي لأن يعمل التفكير، حيث إن لكل كلمة منها معنى مغايراً».

إحساسك

بين «التفكير» و«التكفير» مسافة حرف واحد فقط، ولكن الفرق في المعنى شاسع جداً، وهو ما سعت إليه شما من خلال مجسم «تكفير أم تفكير»، والأمر ذاته انسحب أيضاً على مجسم «إحساسك مشكلتك»، وأيضاً عملها «مخرج»، وهي الكلمة التي تعود الناس رؤيتها في كل مكان، ولكن شما عملت بطريقة التبادل على إخفاء النقطة في حرف «الخاء» لتحولها إلى «حاء»، الأمر الذي يشير إلى تضاد المعنى بين الكلمتين.

في أعمالها الفنية المبتكرة تهدف شما العامري إلى تحفيز المتلقي على تحكيم التفكير، عبر إدراك المعنى وتحليله وبالتالي إسقاطه على واقعه. وتقول شما: «استخدامي للغة العربية جاء من باب التمسك بها، في الدرجة الأولى، ومن ثم إتاحة الفرصة أمام الآخر لكي يقوم بترجمتها والبحث عن معانيها، حتى يتمكن من فهم ثقافتنا العربية، وأشعر بأن اللغة لدينا من أقوى المقومات وأكثرها إدراكاً بالنسبة لنا، فضلاً عن كونها أداة مباشرة قادرة على لفت انتباه المتفرج». وأضافت: «في معرضي هذا سعيت إلى تقديم أعمال فنية مباشرة، وأعتقد أن طبيبعة اختيار الكلمة هو الذي يفرض سطوتها، خاصة عند التبديل بين أماكن الحروف، بحيث يمكن للمتلقي أن يقف أمامها طويلاً، لتثير في نفسه تساؤلات حول المعاني، واستخدامها».

طابع

أشارت شما العامري إلى أن استخدامها للأسلوب المباشر في أعمالها، نابع من طبيعة الفجوة الموجودة بين الكثير من الأعمال الفنية التجريبية والمفاهيمية والمتلقي، حيث لا يفهم في أحيان كثيرة رموزها، كونها تكون مستوحاة من الطابع الغربي.».
 

البيان

التعليقات
الأخوة والأخوات

نرحب بالتعليقات التي تناقش وتحلل وتضيف إلى المعلومات المطروحة عن الموضوعات التي يتم عرضها في الصحيفة، ولكن الصحيفة تحمل المشاركين كامل المسؤولية عن ما يقدمونه من أفكار وما يعرضون من معلومات أو نقد بناء عن أي موضوع. وكل ما ينشر لا يعبر عن الصحيفة ولا عن المؤسسات التي تتبع لها بأي شكل من الأشكال. ولا تقبل الألفاظ والكلمات التي تتعرض للأشخاص أو تمس بالقيم والأخلاق والآداب العامة.

الاسم
البلد
البريد الالكتروني
الرمز
اعادة كتابة الرمز
التعليق
 
   
جميع الحقوق محفوظة © 2024
المجلس الدولي للغة العربية