للاطلاع على محتويات الإعلان أنقر هنا  
صحيفة دولية تهتم باللغة العربية في جميع القارّات
تصدر برعاية المجلس الدولي للغة العربية

  المؤتمر الدولي العاشر للغة العربية           موقع الجمعية الدولية لأقسام العربية           الموقع الجديد الخاص بالمؤتمر الدولي للغة العربية           الباحث العربي: قاموس عربي عربي           راسلنا         
الصفحة السابقة الصفحة الرئيسة

تحولات الثقافة العربية فى القرن الـ ١٩» فى مؤتمر بجامعة القاهرة

عبد الحكيم الأسواني

 

نظمت كلية الآداب جامعة القاهرة مؤخرا، فعاليات المؤتمر الدولى السنوى لقسم اللغة العربية تحت عنوان «العربية بالقرن التاسع عشر: قضايا التحول والانتقال»، برعاية الدكتور محمد عثمان الخشت، رئيس الجامعة، والدكتور أحمد الشربينى، عميد الكلية.

تضمنت جلسات المؤتمر على مدى 3 أيام بحث التحولات التي وقعت للثقافة العربية مع مجىء القرن التاسع عشر واللقاء الذي كان له ما بعده، اللقاء بين أوروبا وقوتها الناهضة وبين ما صار يعرف باسم العالم الثالث. كما تدارس المشاركون قضايا التاريخ العربى في القرن التاسع عشر ثنائية النخبة والعامة والتحديث والحداثة والأنواع الأدبية في القرن التاسع عشر. كما ناقش المشاركون من مصر والبلاد العربية والعالم قضايا الانتقال والتحول واللغة ومواجهة المخططات الاستعمارية والرومانسية وتأثيرها على الشعر المهجرى والشعر الوطنى في فترة التحول، رفاعة الطهطاوى نموذجا. وناقش المؤتمر قضايا التعليم في القرن التاسع عشر ونتائجه وحركة الترجمة وتأثيرها على الأدب واللغة العربية في وثائق العثمانيين في القرن التاسع عشر.

من جهته أكد الدكتور خيرى دومة، رئيس قسم اللغة العربية بكلية الآداب جامعة القاهرة، مقرر المؤتمر، في كلمته أن القرن التاسع عشر شهد منذ بداياته، صراع القوى الأوروبية الكبرى على مساحات واسعة من العالم، وفى القلب منها عالمنا العربى والإسلامى. وكان من المثير أن تنشأ الدول العربية الحديثة كلها، وأن تتطور ثقافتها ولغتها العربية، في سياق هذا الصراع غير المتكافئ، وأن تصيبها «الدول، والثقافة، واللغة» عدد من التغيرات العميقة، إن لم نقل تشوهات عميقة، صاحبتها عبر تاريخها الحديث كله. وقد استخدم الدارسون في وصف ما حدث، أوصافًا كثيرة متضاربة؛ فسماه بعضهم «نهضة»، وسماه بعضهم «بعث»، و«إصلاح» وسماه آخرون «تحديث»، وسماه آخرون «تبعية»، ووصفه البعض بأنه «حداثة تابعة». وأضاف: ربما لهذا السبب، بدأ الدارسون في العقود الأخيرة، يقلَبون من جديد أوراقَ ذلك القرن، وطبيعةَ التحول الذي وقع في مجتمعاتنا: نظامها، وثقافتها، وتعليمها، وفنونها، وآدابها...إلخ. صحيح أن الخلاف لا يزال قائمًا حول وصف ما حدث، وحول الأساليب والمناهج الجديدة في رؤيته، لكن أسئلة أخرى تطرح نفسها الآن: كيف نتعلم من خلافاتنا حول وصف ما حدث، وكيف ننتقل من هذه الخلافات إلى التفكير في المستقبل.

واستعرض الباحثون المشاركون دراسات وبحوثا علمية جادة ترتبط بقضايا القرن التاسع عشر الثقافية في مجالات الفكر والأدب والاجتماع والتاريخ وغيرها، كما ترتبط بالأسئلة المتجددة دوما عن مسارات التقدم وتشكلات الهوية وعلاقاتها بالآخر. وحاول الباحثون والمناقشون أن يفهموا قضايا القرن التاسع عشر فهما أعمق يلقى مزيدا من الضوء على قضايا واقعنا المعيش المستجد منها والممتد من تلك الحقبة. فقد رأوا أن هذا القرن كان قرنَ التأسيس والبناء للمؤسسات الحربية والإدارية والثقافية، مثل: مدرسة الألسن ودار العلوم والمعلمين، ولنشاط الطباعة والصحافة والترجمة، وأن فهم الواقع الحالى لا يتم دون إدراك جذوره التاريخية والثقافية. ورأى الباحثون أن القرن التاسع عشر كان حافلا بما يضيق عنه مؤتمر واحد أو عدة مؤتمرات، فما زال يحتاج إلى مزيد من الدراسات الفاحصة لموروثه الثقافى من باب المساءلة والانتقاء والتجديد، وأن كثيرا من أسئلته الملحة التي أثارها خاصة ما يتصل منها بقضايا الهوية والتقدم لا تزال أسئلة حائرة ومؤرقة ومطروحة للنقاش.

واقترح المشاركون في ختام المؤتمر عددا من التوصيات منها: إتاحة أعمال المؤتمر في كتاب جماعى عبر منصة جامعة القاهرة أو موقعها الإلكترونى، ووضع مقررات وبرامج تعليمية جامعية تهتم بهذه المرحلة التاريخية المهمة، وتربط المتعلمين بموروثهم الثقافى، فضلا عن إنشاء مجلة تهتم بكل ما يتصل بموضوعات الفكر والأدب في القرنين الماضيين.

وأوصى المشاركون بالإفادة من معجم البابطين الذي قدم سيرًا وشعرًا لأكثر من عشرة آلاف شاعر وشاعرة، عبر سلسلة من الدراسات الكاشفة عن إبداعهم ورؤيتهم الفنية والاجتماعية. واقترحوا تخصيص الدورة المقبلة من المؤتمر للغة العربية من القرن التاسع عشر حتى حاضرها في عصر العولمة والحوسبة والرقمنة.
 

المصري اليوم

التعليقات
الأخوة والأخوات

نرحب بالتعليقات التي تناقش وتحلل وتضيف إلى المعلومات المطروحة عن الموضوعات التي يتم عرضها في الصحيفة، ولكن الصحيفة تحمل المشاركين كامل المسؤولية عن ما يقدمونه من أفكار وما يعرضون من معلومات أو نقد بناء عن أي موضوع. وكل ما ينشر لا يعبر عن الصحيفة ولا عن المؤسسات التي تتبع لها بأي شكل من الأشكال. ولا تقبل الألفاظ والكلمات التي تتعرض للأشخاص أو تمس بالقيم والأخلاق والآداب العامة.

الاسم
البلد
البريد الالكتروني
الرمز
اعادة كتابة الرمز
التعليق
 
   
جميع الحقوق محفوظة © 2024
المجلس الدولي للغة العربية