للاطلاع على محتويات الإعلان أنقر هنا  
صحيفة دولية تهتم باللغة العربية في جميع القارّات
تصدر برعاية المجلس الدولي للغة العربية

  المؤتمر الدولي العاشر للغة العربية           موقع الجمعية الدولية لأقسام العربية           الموقع الجديد الخاص بالمؤتمر الدولي للغة العربية           الباحث العربي: قاموس عربي عربي           راسلنا         
الصفحة السابقة الصفحة الرئيسة

الكراسي تعادي لغة الضاد

د. صادق السامرائي

 

من السلوكيات المسكوت عنها في الواقع العربي , أن الذين يجلسون على كراسي المسؤولية في الدول العربية , من أصغر كرسي إلى أكبرها , لا يجيدون التكلم باللغة العربية , ويقدمون أنفسهم على أنهم يتكلمون بلغة غريبة عنهم وكأنها ليست بلغتهم.

وهذه ظاهرة مرعبة تشير إلى التردي الحضاري وعدم إحترام الهوية , ونكران العربية وربما السخرية منها والتمنطق بلغة ذات خطلٍ بليغ.
فمعظم المسؤولين العرب لا يجيدون فن الخطابة , ولا يعرفون أساسيات اللغة التي يتكلمون بها , فهم يرفعون المنصوب ويجرون المرفوع وينصبون المجرور , ولا يعرفون كيف يأتون بعبارة تامة ذات قيمة فكرية ومعرفية وتأثير في العقول والنفوس.
وكأنهم يغفلون بأنهم يخاطبون بشرا لغته الأم هي العربية , وعليهم أن يساهموا في تحبيبها إليه وإظهارها بما تستحقه من جودة في النطق والتعبير.
وهذا لا يحصل في دول الدنيا , فلو أن مسؤولا أخطأ في التعبير بلغته عما يريد , لوجدت الإعلام قد إنتقده بشدة وإعتبر ذلك إعتداءً على الهوية الوطنية , وتقليل من شأن وقيمة اللغة التي يتكلم بها الناس.
فخطابات المسؤولين في الدنيا تمثل البلاغة بأعلى صورها والتعبير الأفصح والأتم , ولهذا تجد الكثير منها تدرس في المدارس كأمثلة على فنون البلاغة وجزالة التعبير باللغة.
أما في مجتمعاتنا فأن المسؤولين يتكلمون اللغة العربية الفصحى بخطل عجيب , والناس تصفق وتهلل , ولا مَن ينتقد ما جاء بالكلمة من أخطاء في النطق والتعبير والنحو والقواعد.
ولن تجد مسؤولا عربيا واحدا يستطيع إلقاء كلمة بلا أخطاء , ويجيد النطق السليم بلغة الضاد!!
ويشذ عن ذلك ملوك الأردن , فالملك الحسين رحمه الله كان أفصح القادة , والملك عبدالله الثاني يتمتع بفصاحة تامة وبلاغة عالية , أما باقي القادة والمسؤولين فحدث ولا حرج!!
ولا يمكن فهم هذا السلوك الشاذ المنافي لأبسط مبادئ القيادة والمسؤولية , فلماذا لا يتعلمون من أخطائهم , ولماذا لا يقوِّمون ألسنتهم ؟
إنهم بهذا السلوك يعتدون على اللغة العربية , وعليهم أن يتعلموا الكلام المنصبط نحويا , وأراهم سيغضبون من هذا الكلام , وهم الذين يدّعون بأنهم يقرؤون القرآن , فهل مَن يقرأ القرآن يتكلم بإضطراب بلغة الفرقان البليغ العربي المبين!!
ترى لماذا يتعثرون بالكلمات , وكيف ينطقون يساوي كيف يفكرون؟!!


 
 

كتابات

التعليقات
الأخوة والأخوات

نرحب بالتعليقات التي تناقش وتحلل وتضيف إلى المعلومات المطروحة عن الموضوعات التي يتم عرضها في الصحيفة، ولكن الصحيفة تحمل المشاركين كامل المسؤولية عن ما يقدمونه من أفكار وما يعرضون من معلومات أو نقد بناء عن أي موضوع. وكل ما ينشر لا يعبر عن الصحيفة ولا عن المؤسسات التي تتبع لها بأي شكل من الأشكال. ولا تقبل الألفاظ والكلمات التي تتعرض للأشخاص أو تمس بالقيم والأخلاق والآداب العامة.

الاسم
البلد
البريد الالكتروني
الرمز
اعادة كتابة الرمز
التعليق
 
   
جميع الحقوق محفوظة © 2024
المجلس الدولي للغة العربية