للاطلاع على محتويات الإعلان أنقر هنا  
صحيفة دولية تهتم باللغة العربية في جميع القارّات
تصدر برعاية المجلس الدولي للغة العربية

  المؤتمر الدولي التاسع للغة العربية           موقع الجمعية الدولية لأقسام العربية           الموقع الجديد الخاص بالمؤتمر الدولي للغة العربية           الباحث العربي: قاموس عربي عربي           راسلنا         
الصفحة السابقة الصفحة الرئيسة

ذكريات رائعة عن اللغة العربية

أ. محمد خليل كيطان

 

من جملة من أذكره عن أستاذي في كلية الآداب قسم الإعلام الراحل الدكتور محمود الجادر عالم اللغة العربية الجليل. 

إذ طالما نصحنا بأن لا نلتفت إلى النحو والصرف والإعراب كثيراً وأن لا نغوص في ثنايا اللغة العربية ما دمنا نريد أن نكون صحفيين مهنيين، فالمتعارف عليه أن لغة الصحافة والإعلام هي لغة المهذبين، وهي لغة بسيطة المفردات تقف في منطقة وسطى ما بين الفصحى والعامية، ولكن هذا لا يعني أن نترك أقلامنا تشرح بجسد لغتنا الجميلة كمشرط جراح خائب.
كان الجادر يسرد لنا كيف يواجه تلاميذ المدارس الإبتدائية عندنا صعوبة كبيرة للتأقلم مع لغتنا العربية نتيجة للفرق الشاسع بينها وبين العامية، وكان يقول بالحرف الواحد: "يتعلم الطفل عندنا في سنواته الادأول مفردات وجمل كثيراً، ولكن يتوجب عليه تعلم جمل ومفردات أخرى غريبة عليه حال دخوله الصف الأول الإبتدائي ككلمة (دار) مثلاً التي يكتشف أنها تعني (حوش) على خلاف الاطفال الإنجليز الذين يجدون معظم مفرداتهم المتداولة يومياً هي ذاتها التي يتعلمونها في المدرسة) ..!! وكان يذكر كثيراً الجدل الذي نشب بين علماء اللغة العربية المعاصرين والذين أراد بعضهم للتعليم المدرسي بأن يكون باللغة العربية الدارجة (العامية) إلا أن المعترضين من مناصري اللغة الفصحي رفضوا ذلك رفضاً قاطعاً بسبب ما سيخلفه من قطيعة مع لغة القرآن والكتب المقدسة ويؤدي إلى شرذمة الأمة وضياع إرثها الحضاري، كما إننا سنحتاج إلى عشرات المناهج بقدر اللهجات العامية للعالم العربي.
كان الجادر يفخر بالقول هل تتخيلون مدى ثراء لغتنا العربية الجميلة والتي يكون لحيوان الأسد وحده أكثر من 300 اسم ما يدل أن هذه الأمة لم تكن أمة بداوة مطلقاً.
وكان يشيد بجمال اللغة العربية من خلال بعض المفردات... مثلاً...
العربي عندما يصعد السلم يسمي السلالم "درجات"، وعندما ينزل من السلم ذاته يسمي سلالمه "دركات" بناءً على ما ذكره القرآن الكريم (الدرجات العُلى) أو (الدرك الأسفل).
كما أن العرب إذا طرق أحد باب بيتهم ليلاً ينادون من (الطارق) ولكن إذا كان الطرق في النهار يقولون (من عند الباب)؟
كما ان كلمة قدح تتحول إلى كأس إذا وضعنا فيه ماء ولكنه يبقى قدحاً ما دام فارغاً.
وكان يعترض بشدة على عبارة "لعب دوراً هاماً" ويقول الأصح "أدى دوراً هاماً" لأن العربية لا تعرف اللعب سوى ما نعرفه عنه في اللهو.
وأن عبارة الأسبوع القادم هي خطأ لأن القادم تعني الذي يسير على قدميه والأصح "الأسبوع المقبل".
وكثيرا ما كان يرفض تسمية الفعل المضارع (بالفعل الحاضر) لأن الحاضر يعني (الآن) وإن الآن سرعان ما ستكون من الماضي ما دام الزمن لا يتوقف، وعليه فان العرب أطلقوا على الفعل الحاضر (بالمضارع). وقد جاءت هذه الكلمة من الناقة التي عادة ما تلد حوارين اثنين يتشاركان ضرعها لرضاعة الحليب، وكان يطلق على الواحد منهم "ضريع" أي شريك وشبيه، كما هو حال الفعل المضارع، فإنه يشبهه ويتشاركان بالزمن الحاضر ولكنه ليس الحاضر بعينه بل ضريعه أي شبيهه فحسب.
 

ميدل إيست اولاين

التعليقات
الأخوة والأخوات

نرحب بالتعليقات التي تناقش وتحلل وتضيف إلى المعلومات المطروحة عن الموضوعات التي يتم عرضها في الصحيفة، ولكن الصحيفة تحمل المشاركين كامل المسؤولية عن ما يقدمونه من أفكار وما يعرضون من معلومات أو نقد بناء عن أي موضوع. وكل ما ينشر لا يعبر عن الصحيفة ولا عن المؤسسات التي تتبع لها بأي شكل من الأشكال. ولا تقبل الألفاظ والكلمات التي تتعرض للأشخاص أو تمس بالقيم والأخلاق والآداب العامة.

الاسم
البلد
البريد الالكتروني
الرمز
اعادة كتابة الرمز
التعليق
 
   
جميع الحقوق محفوظة © 2024
المجلس الدولي للغة العربية