للاطلاع على محتويات الإعلان أنقر هنا  
صحيفة دولية تهتم باللغة العربية في جميع القارّات
تصدر برعاية المجلس الدولي للغة العربية

  المؤتمر الدولي العاشر للغة العربية           موقع الجمعية الدولية لأقسام العربية           الموقع الجديد الخاص بالمؤتمر الدولي للغة العربية           الباحث العربي: قاموس عربي عربي           راسلنا         
الصفحة السابقة الصفحة الرئيسة

الدور الإعلامي لشعراء الدعوة الإسلامية

سعدية حسين البرغثي

 

كان للشعر عند العرب مكانة مرموقة فهو ديوانهم والسجل الذى حفظ فيه العربي مآثرهم ومفاخرهم وأنسابهم ،

لذا كان الشاعر لسان حال القبيلة والمدافع عنها ، وبظهور الإسلام تعرض المسلمون إلى أذى شديد من قريش وأتباعها خاصة على لسان شعرائها ، فأدرك النبي صلى الله عليه وسلم دور الكلمة وسرها فى النفوس وأنها سلاج ذو حدين إن إن استعملت فى الشر أوجعت وإن وظفت فى الخير نفعت ، فكان بحاجة ماسة إلى الشعراء ليقفوا معه فى دعوته ويدفعوا عنه شر شهراء قريش وينشروا معه مباديء الإسلام وقيمه السمحة .

ولأن الشعر كاد أن يكون آنذاك الوسيلة الإعلامية الوحيدة ، استغله كفار قريش فشنوا حملة إعلامية مسعورة ، فهجوا الرسول وأصجابه ، وألبوا عليهم القبائل للنيل من الدعوة الإسلامية للقضاء عليها ، فأدرك الرسول خطورة هذه الحرب الإعلامية ، فاتخذ من الشعر وسيلة إعلامية ، واستنفر شعراء المسلمين للرد على شعراء المشركين ، فتقدم إليه حسان بن ثابت ، وكعب بن مالك ، وعبد الله بن رواحة ، فوزع الأدوار الإعلامية عليهم فى ضوء ما يحسنه كل واحد منهم ، فكان حسان وكعب يعارضانهم بمثل قولهم بالوقائع والأيام والمآثر، ويعيرانهم بالمثالب ، وكان عبد الله بن رواحة يعيرهم بالكفر(الأصفهانى ، ج ، 4 ص 145)

وقد شهد الرسول لهؤلاء الشعراء بالإحسان حين قال " أمرت عبد الله بن رواحة فقال وأحسن ، وأمرت كعب بن مالك فقال وأحسن ، وأمرت حسان بن ثابت فشفى وأشفى " (المصدر نفسه ، ج 4 ، ص 288)

وتنيع أهمية هذا البحث من كونه رسالة تعريف للدور الإعلامي لشعراء الدعوة الإسلامية في طور النبوة إذ يسهم فى توضيح الصورة الإعلامية فى تراثنا الخالد ، وحينما نتحدث عن دورهم الإعلامي فإننا نتناول أجود التراث الذى وصلنا من الشعر العربى النابض بكل معانى الحياة ، فهو يعبر تعبيرا صادقا عن حياة أسلافنا القدماء كما إنه قطعة نادرة من تاريخ أمتنا العربية فالشاعر يحمل رسالة إعلامية هادفة ، وهذا يعنى أن حسان بن ثابت ، وكعب بن مالك ، وعبد بن رواحة قد بلغوا منزلة عالية فى هذا المجال وقد أدوا دورا إعلاميا خطيرا فى نشر الدعوة الإسلامية وتقوية الروح المعنوية للمسلمين وإضعاف معنويات المشركين ، والرد على افتراءاتهم وأكاذيبهم والتصدي للشائعات المغرضة وكشفها وتعريتها للحد من تأثيراتها .

فقد دافعوا عن الإسلام بألسنة حادة لتكون كلمة الله هى العليا وكلمة الذين كفروا هى السفلى فهم الناطقون الإعلاميون للدعوة الجديدة ، وشعرهم وسيلة إعلامية لنشر مبادىء وقيم الإسلام الحنيف وتعميمها بين الناس فقد أعدهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ليكونوا قوة إعلام وأجهزة نشر، وحثهم على الإنشاد ليكونوا دعاة فى الدعوة إلى الدين الإسلامى والإيمان بالله ونبذ عبادة الأصنام .

فقد كانوا شعراء رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين يردون الأذى عنه بأسلوب إعلامي تتجلى فيه الموضوعية ويتألق فيه نجم الحق والعدل ، ويكفيهم شرفا وفضلا حب النبى صلى الله عليه وسلم لهم .

 

التعليقات
الأخوة والأخوات

نرحب بالتعليقات التي تناقش وتحلل وتضيف إلى المعلومات المطروحة عن الموضوعات التي يتم عرضها في الصحيفة، ولكن الصحيفة تحمل المشاركين كامل المسؤولية عن ما يقدمونه من أفكار وما يعرضون من معلومات أو نقد بناء عن أي موضوع. وكل ما ينشر لا يعبر عن الصحيفة ولا عن المؤسسات التي تتبع لها بأي شكل من الأشكال. ولا تقبل الألفاظ والكلمات التي تتعرض للأشخاص أو تمس بالقيم والأخلاق والآداب العامة.

الاسم
البلد
البريد الالكتروني
الرمز
اعادة كتابة الرمز
التعليق
 
   
جميع الحقوق محفوظة © 2024
المجلس الدولي للغة العربية