للاطلاع على محتويات الإعلان أنقر هنا  
صحيفة دولية تهتم باللغة العربية في جميع القارّات
تصدر برعاية المجلس الدولي للغة العربية

  المؤتمر الدولي التاسع للغة العربية           موقع الجمعية الدولية لأقسام العربية           الموقع الجديد الخاص بالمؤتمر الدولي للغة العربية           الباحث العربي: قاموس عربي عربي           راسلنا         
الصفحة السابقة الصفحة الرئيسة

الثّنائيّة اللّغويّة ناقوس غريب على اللّغة العربيّة

د. نوال بنت سيف البلوشية

تعدّ الثّنائيّة اللّغويّة ظاهرة لغويّة غير واضحة المعالم، لدى معظم الباحثين على أرض الواقع، هذا ما أكدته الدّراسات الّتي تناولت موضوع الثّنائيّة اللّغويّة في مختلف زواياها سواء أكانت في أثرها على الفرد أو أثرها على اللّغة العربيّة، وبحكم الانفتاح على العالم في ظل الثّراء المعلوماتي والتّقدم التّكنولوجي؛ أصبح من الضّروري تعليم أبناء أي مجتمع من المجتمعات اللّغات الأجنبيّة باعتبارها خاصية من خصائص الاتصال والانفتاح على العالم والحضارات الأخرى، وأن تعليم الفرد للغات كلغة أخرى بجانب لغته الأصيلة هو السبيل لتوسيع مداركه، وإثراء تجاربه في تكوين شخصيّة القرن الحادي والعشرين.
وإذا ما تطرّقنا إلى مفهوم ومصطلح الثّنائيّة اللّغويّة كظاهرة لغويّة لوجدنا إنّها تختلف من دراسة إلى أُخرى وفق الزّاويّة المتناولة في كلّ دراسة. فقد عرّفها البعض بأنّها: " استخدام الفرد لغتين مختلفتين كاللّغة العربيّة واللّغة الإنجليزيّة".
كما عرفها البعض بأنّها: " تعلّم الفرد لغة ثانية غير اللّغة الأم مع استخدامها استخدامًا متبادلًا مع اللّغة الأم؛ يهدف من تعلّمها إلى تمكين الفرد من استخدام كلا اللّغتين بنفس القدر من الإتقان.
وقد بيّنتُ سابقًا في مقام الحديث عن الازدواجيّة اللّغويّة أنّ هُناك اختلاف بين الازدواجيّة اللّغويّة والثّنائيّة اللّغويّة كظاهرتين مختلفتين في البناء اللّغوي، وأنّ لكل منهما عوامله وأثره. ومن عوامل وجود الثّنائيّة اللّغويّة في أي مجتمع من المجتمعات:
1.    التّوسع الاستعماري؛ عندما تتوسع الدّولة الغالبة على الدولة المغلوبة، وهذا واضح في الاستعمار الفرنسي للجزائر حينما كان.
2.    الهجرات الجماعية لدى بعض الشّعوب سواء أكان للعمل أو التّخلّص من الكوارث الطّبيعيّة؛ بذلك يتحتم على تلك الجماعات تعلم لغة البلد المضيف لها.
3.    أسباب علميّة ثقافيّة؛ لمواكبة التّطورات المعلوماتية وهذا ما هو ظاهر في مجتمعاتنا العربيّة.
وللثنائيّة اللّغويّة أبعاد ثقافيّة عدّة وأيدلوجيّة متعددة؛ لذا نجد بعض دراسات في العلوم اللّغويّة تناصر الثّنائيّة بهدف تكوين شخصية المتعلم، ودفع عجلة التّعلم بتكوين الميول القرائيّة نحو تراث الأمة والاستعانة بالثنائيّة في توظيف التّقانات التّربويّة الحديثة في العمليّة التّعلميّة التّعلّميّة.
وهناك من يعتقد بأنّ الازدواجيّة اللّغويّة هي نفسها الثّنائيّة اللّغويّة والحقيقة خلاف ذلك:
1)    الثّنائيّة اللّغويّة تختلف عن الازدواجيّة؛ لأن الازدواجيّة وضعٌ لغويّ يظهر في شكلين من أشكال اللّغة الواحدة؛ كاللّغة العربيّة الفصحى واللّهجات العاميّة في كلّ قطر. أمّا الثّنائيّة اللّغويّة تكون بين لغتين تختلف كلّ منهما عن الأخرى.
2)    الثّنائيّة اللّغويّة تصف لنا قدرة الفرد على التّعامل مع لغتين مختلفتين أو أكثر أمّا  الازدواجيّة وضعٌ لغويّ يظهر في مجتمع من المجتمعات في اللّغة نفسها؛ وبذلك تكون من خصائص الاستعمال في مجتمع من المجتمعات.

نستنتج مما سبق أن المصطلحان يدلان على معنى واحد وهو " اللّغة "، يختلفان  في جوهرهما؛ فالازدواجيّة اللّغويّة تدل على لغتين من  أصل واحد كاللّغة العربيّة الفصحى واللّهجات العاميّة لأي دولة من الدول العربيّة، أمّا الثّنائيّة اللّغويّة تدل على معرفة لغتين مختلفتين أو أكثر من أصلين مختلفين كاللّغة العربيّة واللّغة الإنجليزية؛ لذا كانت الثّنائيّة اللّغويّة في المجتمعات العربيّة ناقوس غريب يدق على علوم اللّغة العربيّة.


التعليقات
الأخوة والأخوات

نرحب بالتعليقات التي تناقش وتحلل وتضيف إلى المعلومات المطروحة عن الموضوعات التي يتم عرضها في الصحيفة، ولكن الصحيفة تحمل المشاركين كامل المسؤولية عن ما يقدمونه من أفكار وما يعرضون من معلومات أو نقد بناء عن أي موضوع. وكل ما ينشر لا يعبر عن الصحيفة ولا عن المؤسسات التي تتبع لها بأي شكل من الأشكال. ولا تقبل الألفاظ والكلمات التي تتعرض للأشخاص أو تمس بالقيم والأخلاق والآداب العامة.

الاسم
البلد
البريد الالكتروني
الرمز
اعادة كتابة الرمز
التعليق
 
   
جميع الحقوق محفوظة © 2024
المجلس الدولي للغة العربية