للاطلاع على محتويات الإعلان أنقر هنا  
صحيفة دولية تهتم باللغة العربية في جميع القارّات
تصدر برعاية المجلس الدولي للغة العربية

  المؤتمر الدولي التاسع للغة العربية           موقع الجمعية الدولية لأقسام العربية           الموقع الجديد الخاص بالمؤتمر الدولي للغة العربية           الباحث العربي: قاموس عربي عربي           راسلنا         
الصفحة السابقة الصفحة الرئيسة

صحافة الاتباع وقتل الإبداع

الكاتب/ أحمد إبراهيم مرعوه


هي الصحافة التي لا تكلف نفسها عناء التفكير : في البحث عما هو أصيل،ليزكي النفس،ويشبع غرائز الإنسان من ناحية الفكر والإبداع،لا الابتداع في اختلاق موضوعات خالية من كل فكر أصيل،فيها الكلمات مبتذلة،مكتوبة بلغة ركيكة لا رقيقة،القيمة فيها مفقودة،والمعاني فيها غير أصيلة،والفكرة فيها مسروقة،والهدف فيها محدود،والبلاغة فيها معدومة،والقواعد النحوية مكسرة،والأحرف فيها مبعثرة بسبب النقل من كلمات الآخرين،دون مراعاة ظروف الحدث الذي كتب من أجله الموضوع،لأن تبديل الكلمات لا يغير شيئا،طالما الفكرة غير مترابطة،بل مفقودة،والحدث مخفي المعالم والأطوار!

فهل الكتابة كلمات ترص بجوار بعضا فتخلق موضوعا : وهل الأحداث تتشابه،وهل الظروف تتناسق مع بعضها لتخلق لنا موضوعا إبداعيا،ينمي فكر الآخرين من القراء والمريدين،ولو سلمنا أيضا بأن الأحداث تتشابه،والكلمات أيضا تتوافق،فهل يتشابه فكر الكتاب والأدباء،وهل تتشابه الأفكار والمعاني واللغة الرصينة!

إن الكتابة عمل إبداعي وفكري يخص كاتبه ومفكره فقط : لا الذين ينقلون ويزورون ـ ويسرقون ويطمسون ويدلسون ويمررون،مقابل المعلوم من النقود والنفوذ المختلق!

إن للكتابة أدباء يكتبون ـ وللكتابة أيضا لصوص يحورون ويسرقون : وللقراء من الناس عقولا بها يميزون،فاتقوا الله أيها السارقون لجهد الآخرين،فماذا تنفعكم أعمال المبدعين ـ إلا لعنة أنفسكم وأنتم تتحسرون حينما تنقلون ما لا تكتبون!

الكتابه لها أدواتها ـ فمن أجادها فقد أوتي حظها عظيما : وبلغ مقاما مرموقا بين الأدباء من الناس،فاعزف أيها الأخ الكريم علي مواطن العزف فيها،لتجيد مقاماتهِا وألحانهٍا،فتعزف أعزب الألحان والنغمات،التي تطرب النفس التواقة،لعشق النغمات التي ذابت عشقا في الكلمات!

ليس المخلوق كما المُختلق من الكلمات ـ أيها العشاق : وليس الأصيل كالخسيس،لأن الخسيس فيه الطبع غلاب،لأنه تعود علي البتر وتضميد الجراح بلا تضميد،لأنه لا يملك أدوات المعالجة المفقودة لديه،بدليل أنه يبتر ولا يكتب،وكان من الأولي له أن يجرب الكتابة ولو بضع سطور (كمنشور) ليخدش حياء المكسور من النقل الغير مباح،الذي ظن أنه من بعده سيرتاح،وكان من الواجب عليه أولا : تعلُم طرق كتابة الأعمال الأدبية،عله يحاكي بها يوما ما فقده من الإبداع!

المعادن كثيرة في باطن الأرض ـ لكن إخراجَها يحتاج الإمكانات : فمن يَملكها يُخرجها،ومن يقدر علي تحويلها لمواد أولية خالية من الشوائب فيفعل،ومن يقدر علي تصنيعها فيفعل،ومن يقدر علي مزجها بالمعادن الأخرى لزيادة جودتها فليفعل،أمَ الذي لا يستطيع فليخمد!

والمعادن كثيرة تخرج من باطن الأرض ـ وكلها تنفع من ناحية النفع : لكنها من ناحية الثمن،ففيها الذهب أثمن،لأنه لا يصدأ بمرور الوقت،وقابل التطويع والتشكيل مع الأجمل من المعادن،ولأن له لمعان وبريق فهو يعرف به،ولأنه غالي الثمن،يحفظ بين الغالي والنفيس،وفي محلات المجوهرات في فتارين من الزجاج بجوار الألماس واللؤلؤ والزمرد والمرجان،وإن بيع يباع في علب ومن القطيفة من القماش الزاهي الألوان!

وإن أراد الملوك أن تخلد ذكراهم ـ كتبوها بأحرف من الذهب الخالص ـ لتوضع في المتاحف ـ لتراها الأحفاد!

وإن أردنا تخليدا للذهب كتبنا به القرآن بين دفتي مصحف : يُعد من أعظم الكلمات التي خلدت الذهب الأتي من النون والقلم!




التعليقات
الأخوة والأخوات

نرحب بالتعليقات التي تناقش وتحلل وتضيف إلى المعلومات المطروحة عن الموضوعات التي يتم عرضها في الصحيفة، ولكن الصحيفة تحمل المشاركين كامل المسؤولية عن ما يقدمونه من أفكار وما يعرضون من معلومات أو نقد بناء عن أي موضوع. وكل ما ينشر لا يعبر عن الصحيفة ولا عن المؤسسات التي تتبع لها بأي شكل من الأشكال. ولا تقبل الألفاظ والكلمات التي تتعرض للأشخاص أو تمس بالقيم والأخلاق والآداب العامة.

الاسم
البلد
البريد الالكتروني
الرمز
اعادة كتابة الرمز
التعليق
 
   
جميع الحقوق محفوظة © 2024
المجلس الدولي للغة العربية