للاطلاع على محتويات الإعلان أنقر هنا  
صحيفة دولية تهتم باللغة العربية في جميع القارّات
تصدر برعاية المجلس الدولي للغة العربية

  المؤتمر الدولي التاسع للغة العربية           موقع الجمعية الدولية لأقسام العربية           الموقع الجديد الخاص بالمؤتمر الدولي للغة العربية           الباحث العربي: قاموس عربي عربي           راسلنا         
الصفحة السابقة الصفحة الرئيسة

كافود: وسائل الإعلام تؤثر على المكون اللغوي للمجتمعات

زينب عيسى

 أكد الدكتور. محمد عبد الرحيم كافود أن دور اللغة العربية يتجاوز كونها وسيلة تواصل الى أنها تمثل العنصر الأساسي المكون للهوية والسمة البارزة والمميزة لهذه الهوية ،مشيرا إلى أن دور اللغة يتجاوز ذلك إلي كونها الوعاء الحاوي لثقافة الأمة والحامل لقيمها وخصائصها وسماتها وتاريخها وتقاليدها.

وقال كافود في تصريحات خاصة ل" الشرق"علي هامش زيارته الأخيرة للقاهرة للمشاركة في فعاليات ثقافية من ضمنها مؤتمر المجمع اللغوي أن اللجوء إلي اللغات الأجنبية واللهجات العامية قد انعكس بصورة واضحة في مجال التعليم ووسائل الإعلام المختلفة غيبت اللغة العربية عن المشهد الثقافي حتى في عقر دارها ما أدي الي فوضي في العلاقة بين التفكير ووسائل التعبير كنتيجة للتفكير بلغة والتعبير بلغة مغايرة.

وحذر من مخاطر إهمال وتهميش اللغة العربية الفصحي وإبعادها عن ميدان الحياة وكذلك القصور في مناهج التعليم وطرق التدريس في مختلف مراحله ،ووسائل الأعلام والازدواجية اللغوية ،حيث زاحمتها اللغات الأجنبية ،واللهجات المحلية المتعددة . موضحا أن هناك تفاعلا قويا ووثيقا بين اللغة والهوية يصعب الفصل بينهما.

وحول مفهوم وأهمية اللغة كمكون أساسي للفكر والمفاهيم وعلاقتها بالكون والحياة قال أن هذه التفاعلات بين الإنسان وما حوله لاتحكمه فقط الجوانب الفكرية ، وإنما تدخل فيها العواطف والأحاسيس في تصنيف الأشياء وترابطها ، لافتا إلي أن التفكير الإبداعي ذهنيا لايكون إلا باللغة الاصيلة الذي ينتمي لها الشخص لان العلاقة بين اللغة والتفكير علاقة قوية، لذلك فإن ضعف اللغة يؤدي إلي ضعف الفكر وضبابية الرؤية وفساد اللغة يؤدي إلي فساد الفكر.

وطالب وزير التعليم الأسبق بموقف جماعى من المتخصصين تجاه اللغة العربية الفصحي وهذا لايكون إلا بالمحافظة عليها والسعي للنهوض بها وتنميتها عبر كل الوسائل ،ومنها وسائل الإعلام لدورها الكبير والمؤثر .لأن وسائل الإعلام المختلفة متغلغلة وخاصة في الوقت الراهن في بنية المجتمع كمكون ثقافي مؤثر لمختلف المراحل العمرية لأفراد المجتمع وخاصة مرحلة الطفولة والتنشئة.

وحول تأثير الأوضاع السياسية الراهنة والمعاصرة في اللغة قال :قد ساهمت تلك الأوضاع في بروز دور الإعلام وتأثيره .بإعتبار اللغة جزء من رسالة الإعلام التربوية والتثقيفية وهي وسيلة وغاية في حد ذاتها. وقناة الجزيرة قد قدمت نموذجا متميزا للارتقاء بالمستوي اللغوي في معظم برامجها حيث لم تكتف بإستخدام الفصحي كوسيلة للبث في برامجها المختلفة والحرص علي سلامة اللغة ، ولجأت الي التدقيق في إختيار كوادرها وإخضاع مراسليها ومذيعيها الي دورات تدريبية في اللغة ،كما سعت الي خدمة اللغة العربية بأسلوب تعليمي جديد من خلال موقع الجزيرة لتعليم العربية و يتخذ مواد الإعلام محتوي وشبكة الانترنت أداة ووسيلة .

وحول دور وسائل الإعلام في ترسيخ أو تراجع اللغة العربية حذر د.كافود من وسائل الإعلام المدفوعة بمؤسسات وفضائيات بدوافع متعددة سياسية وثقافية واقتصادية ودينية، مشيرا إلي أن هذه الوسائل تسعي للتأثير علي المشاهد باستخدام الأدوات والوسائل وفي مقدمتها اللغة المناسبة لكسب الرأي العام بالأهداف التي تتبناها وهي متفاوتة من قناة لأخري ،ويجدر الإشارة هنا إلي القنوات الخاصة بالأطفال، وهي لاشك لها تأثيرا واضحا في التنشئة التربوية علي رأسها المكون اللغوي لدي الطفل لان الإعلام بصفة عامة سلاح ذو حدين يمكن ان يسهم ايجابا في الارتقاء باللغة وتربية الملكات اللغوية وتنميتها لدي المشاهد ولدي الأطفال خاصة لأنهم في طور التكوين لاسيما عندما تكون اللغة هدفا ووسيلة في البرامج الموجهة للطفل .

مواقع عربية تستخدم الفصحى

ودعا د. كافود إلى المساهمة في إنشاء مواقع عربية تستخدم الفصحى لغة مدعمة بموضوعات وأبحاث ودراسات وبرامج علمية متنوعة، كل ذلك سيسهم في تمكين وحضور اللغة العربية على المستوى العربي والعالمي، وهذا بدوره يتطلب من المؤسسات الثقافية العربية والمجامع اللغوية والجامعات أن يكون لها دور فاعل ومؤثر، ولن يكون ذلك إلا إذا اتخذت هذه المؤسسات، وبدعم جاد ومنظم، خططا واضحة وعملية لإنشاء مثل هذه المواقع التي يكون هدفها الأساسي خدمة اللغة العربية، وتوفير قاعدة معلومات باللغة العربية تكون متوفرة للباحثين والدارسين على الشبكة العالمية.
 

الشرق

التعليقات
الأخوة والأخوات

نرحب بالتعليقات التي تناقش وتحلل وتضيف إلى المعلومات المطروحة عن الموضوعات التي يتم عرضها في الصحيفة، ولكن الصحيفة تحمل المشاركين كامل المسؤولية عن ما يقدمونه من أفكار وما يعرضون من معلومات أو نقد بناء عن أي موضوع. وكل ما ينشر لا يعبر عن الصحيفة ولا عن المؤسسات التي تتبع لها بأي شكل من الأشكال. ولا تقبل الألفاظ والكلمات التي تتعرض للأشخاص أو تمس بالقيم والأخلاق والآداب العامة.

الاسم
البلد
البريد الالكتروني
الرمز
اعادة كتابة الرمز
التعليق
 
   
جميع الحقوق محفوظة © 2024
المجلس الدولي للغة العربية