للاطلاع على محتويات الإعلان أنقر هنا  
صحيفة دولية تهتم باللغة العربية في جميع القارّات
تصدر برعاية المجلس الدولي للغة العربية

  المؤتمر الدولي التاسع للغة العربية           موقع الجمعية الدولية لأقسام العربية           الموقع الجديد الخاص بالمؤتمر الدولي للغة العربية           الباحث العربي: قاموس عربي عربي           راسلنا         
الصفحة السابقة الصفحة الرئيسة

يوسف زيدان يعلق على أزمته الإعلامية مع دول الخليج

 أصدر الكاتب والمفكر المصري الكبير الدكتور يوسف زيدان، بياناً للرد على تصريحاته في مهرجان ثويزا بطنجة، بالمملكة المغربية، والمتعلقة بقلب الجزيرة العربية، والتي أثارت جدلاً كبيراً في وسائل الإعلام المصرية والعربية.

وينشر موقع «الممر» البيان الذي يشرح فيه يوسف زيدان ملابسات الواقعة، والرد على من هاجمه، وقد نشره مساء اليوم، الخميس، على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، وفيما يلي نص البيان:

الضجة المفتعلة المثارة ضدي في بعض دول الخليج، خصوصاً السعودية، ناشئة عن سوء فهم أو سوء قصد، وقد وجد فيها نفر من الإعلاميين فرصة لنفث سموم الكراهية التي تعتمل بصدورهم، أو مناسبة لشد الأنظار إليهم، وعموماً، فإن بيان الأمر كالتالي:

كنت قد قلت في لقاء مع قرائي بالمغرب، أن الثقافة العربية نتاجٌ لأعراقٍ وجماعات كثيرة، وأن اللغة العربية هى السمة الأولى التي تحدّد شخصيتنا الحضارية، فسألني أحد الحاضرين عن أصل اللغة العربية، فأوضحتُ له ما ذكرته في كثير من مؤلفاتي – وذكره كثيرون من كبار الباحثين – أن اليمن هى أصل العرب، وبعد إنهيار سد مأرب في حدود سنة ألف قبل الميلاد، انتقلت قبائل عربية إلى منطقة الشام والعراق، وعاشوا هناك. قال لي أحدهم: اللغة العربية نشأت في قلب الجزيرة، فقلت له: لا، قلب الجزيرة قبل الإسلام لم يكن يسكنها إلا عدد قليل، يتقاتلون فيما بينهم ويُنظر إليهم باعتبارهم: سُراق إبل «راجع، يوليوس فلهوزن: أحزاب المعارضة السياسية في فجر الإسلام، الخوارج والشيعة. ترجمة الدكتور عبد الرحمن بدوي».

وأضفتُ، أن ذلك لا يعيب مواطني المملكة السعودية اليوم، وبالعكس: السعودية هى ثاني أكثر بلد عربي قارئ لمؤلفاتي، بعد مصر، وأنني أعتزُّ كثيراً بأهلنا هناك «قلت ذلك بالحرف»

وفجأة، تم اقتطاع جزء من كلامي وإهمال الجزء الآخر، ونُشر الموضوع «المفبرك» تحت عناوين مستفزة لتهييج الناس ضدي بلا داع، بل وكذب بعضهم فجعل كلامي هجوماً علي «دول الخليج» عموما.. ولا أدري دافعهم لذلك، أو أدري ولا أريد إعلانه حفاظاً على ما بقي فيهم من إنسانية. المهم الآن، أن العبارة المجتزئة من كلامي، لتشويهه، كان الكلام فيها عن قبائل «قلب الجزيرة» «قبل» ظهور الإسلام، وهى منطقة لم يخرج منها عالمٌ واحد من علماء اللغة العربية في تراثنا القديم. وليس هناك أصلاً ما يدعوني للهجوم علي أي دولة عربية، خليجية أو غير خليجية.

وصحيحٌ أنني أتجنّب التعامل مع السياسيين وأصحاب السلطة هناك، وهنا، لكنني دائم التفاعل مع أهلنا في الخليج ومع الجهات الثقافية، ولهم عندي مكانة خاصة. فمن الخليج «الإمارات» أعلن فوزي بالإجماع بالجائزة العالمية للرواية العربية «البوكر» وصدرت لي كتب كثيرة، منها موسوعة الشامل «ثلاثون جزءاً» عن المجمع الثقافي بأبو ظبي. ومن الخليج «الكويت» فزتُ مرتين بجائزة مؤسسة الكويت للتقدُّم العلمي، وألقيتُ ما لا حصر له من محاضرات، وصدرت مجموعتي القصصية «حل وترحال» وستصدر الشهر القادم مجموعتي القصصية الثانية «فوات الوفيات»، وفي بلدان الخليج كلها ألقيت المحاضرات والتقيت بالقراء والأحبة طيلة السنوات الماضية . فما الذي سيدعوني للهجوم، حسبما يزعمون، على دول الخليج.

ولخبث مقصد هؤلاء الإعلاميين، غير المسؤولين، جمعوا في هجمتهم عليّ بين كثير من الآراء والأفكار التي طرحتها موخراً، مما يصعب علي العوام قبوله لأول وهلة، لتهييج الرأي العام ضدي، واتهامي بأنني أميل إلى اليهود! واحتقر الثقافة العربية والتراث! واستهين بنا يسمونه المقدسات الدينية! يعني جمعوا كل المثالب، وعكسوا مواقفي بالكامل، ليضمنوا إثارة الناس الذين لا فرصة أمامهم كي يدقّقوا ويفحصوا كل اتهام على حدة وهى حيلة حقيرة.

وأخيراً يقولون إنني جاهل بالثقافة العربية!، فكيف إذن أنجزت أعمالي ونشرت الثمانية والستين وأغلبها تراثي. ويقولون إنني أجهل طبيعة الحياة قديماً في الجزيرة العربية! فكيف كتبتُ «النبطي» ولماذا لم يكتبوا مثلها ماداموا هم العالمون. ويقولون إن رواية «عزازيل» مأخوذة من قصة وعظية كتبها قسيس إنجليزي منذ ماية وخمسين سنة!، فكيف غاب ذلك عن قراء الرواية في خمس وعشرين لغة تُرجمت إليها، وكيف فازت بجائزتين كبيرتين في إنجلترا، بلد الإنجليز. أم تراهم يعرفون عن الأدب الإنجليزي أكثر مما يعرف أهله.

أقول إجمالاً: لن تعوقني هذه الترهات عن استكمال طريقي للارتقاء باللغة والثقافة العربية في هذا المنحني الحرج وهذه المرحلة التاريخية الصعبة التي نمرُّ بها جميعا، ومعروفٌ أن الزبد يذهب جُفاءً، ولا يمكث في الأرض إلا ما ينفع الناس.
 

الممر

التعليقات
الأخوة والأخوات

نرحب بالتعليقات التي تناقش وتحلل وتضيف إلى المعلومات المطروحة عن الموضوعات التي يتم عرضها في الصحيفة، ولكن الصحيفة تحمل المشاركين كامل المسؤولية عن ما يقدمونه من أفكار وما يعرضون من معلومات أو نقد بناء عن أي موضوع. وكل ما ينشر لا يعبر عن الصحيفة ولا عن المؤسسات التي تتبع لها بأي شكل من الأشكال. ولا تقبل الألفاظ والكلمات التي تتعرض للأشخاص أو تمس بالقيم والأخلاق والآداب العامة.

الاسم
البلد
البريد الالكتروني
الرمز
اعادة كتابة الرمز
التعليق
 
   
جميع الحقوق محفوظة © 2024
المجلس الدولي للغة العربية