للاطلاع على محتويات الإعلان أنقر هنا  
صحيفة دولية تهتم باللغة العربية في جميع القارّات
تصدر برعاية المجلس الدولي للغة العربية

  المؤتمر الدولي التاسع للغة العربية           موقع الجمعية الدولية لأقسام العربية           الموقع الجديد الخاص بالمؤتمر الدولي للغة العربية           الباحث العربي: قاموس عربي عربي           راسلنا         
الصفحة السابقة الصفحة الرئيسة

اللغة العربية روح الأمة

أ. عائشة الجناحي

 تنتبه الأم لابنتها الصغرى وهي تتحدث باللغة العربية في تجمع إحدى صديقاتها، فيجن جنونها قائلة «لحظة لحظة، اتكلمي بالإنجليزي»، وبعض الأمهات يتضايقن حين يتحدث أبناؤهن باللغة العربية، ولكنهن يشعرن بالفخر والاعتزاز كونهم أكثر طلاقة في اللغة الانجليزية على اعتبار أن هذا نوع من «البرستيج ومواكبة العصر».

لقد صرحت هذه الأم أن اللغة العربية مهمة جداً، وأنها حريصة على أن يتقنها أبناؤها فهي لغة القرآن، ولكن اللغة الإنجليزية من ضروريات ومتطلبات العصر ومن لا يتقنها خاصة من الأطفال فهو جاهل، فيتأخر ولن يكون له مستقبل ناجح.

«أسمع كلامك أصدق.. أشوف أفعالك أستغرب».

للأسف هناك تناقض فكري لدى بعض الأسر، فهم على يقين بمدى أهمية اللغة العربية ولكنها تحرص على تعليم الأطفال مفردات اللغة الانجليزية بشكل يومي، مع إهمال تعليمهم أساسيات اللغة العربية، لذلك يجب ألا نستغرب حين نسمع الأطفال يتحدثون لغة عربية ضعيفة، ومن المؤسف أنه قد يصل بعض الأطفال إلى سن الرشد ولا يتقنون اللغة العربية فمن نلوم؟

تعتبر المدارس الركيزة الأساسية في تعليم اللغة العربية، وكما للمدرسة دور كبير في تعليم الأطفال اللغة وآدابها، فإن الأسرة أيضاً لها دور في ترسيخها، وحديث الأطفال بها مع الأهل والأصدقاء في الحياة العامة يعلمهم مخرجات اللغة السليمة، وذلك يعد أقوى سلوك لتمكين اللغة العربية في المجتمع، فالمدرسة تُعلم أساسيات اللغة العربية ولكنها لا تغرس حبها في قلوب الأبناء، وذلك يضع مسؤولية كبيرة على عاتق الأسرة في ضخ دماء اللغة العربية في عروق أبنائها.

أولت دولة الإمارات اللغة العربية اهتماماً كبيراً وربطتها بالهوية الوطنية للدولة، وقد تم طرح مبادرات عديدة للحفاظ عليها، فلقد أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، رعاه الله، أن «رؤية الإمارات 2021» تهدف إلى جعل دولة الإمارات مركزاً للامتياز في اللغة العربية، فهي أداة رئيسية لتعزيز الهوية الوطنية لتكون منارة تنير طريق الأجيال القادمة، ومن أحد المشاريع الهادفة هو مشروع «تحدي القراءة العربي» الذي يعد أكبر مشروع عربي يهدف إلى تشجيع الطلاب على القراءة في العالم العربي بشكل مستدام.

قيادتنا تؤمن أن تعزيز وغرس حب القراءة، وبالأخص اللغة العربية في نفوس الطلاب يبدأ من مرحلة الطفولة، وعليه يتم تعزيز أواصر التواصل بلغتنا الأم التي تعد أهم أدوات الفكر وحضارة الأمة، ولقد حذر أحد الخبراء من تجاهل اللغة العربية الذي يتعرض له الصغار، بحيث يتم تعليمهم اللغة الانجليزية قبل أن يتعلموا لغتهم الأم السليمة.

إذا كانت الأسر والمناهج الدراسية تلعب دوراً أساسياً في تشكيل الهوية الوطنية، فإن اللغة العربية هي قلب الهوية الوطنية وروح الأمة، وهي أداة العقول التي يعبر بها الإنسان عن واقعه وطموحه، وهي الإطار الذي يتم من خلاله الولاء والانتماء الوطني للدولة.
 

البيان

التعليقات
الأخوة والأخوات

نرحب بالتعليقات التي تناقش وتحلل وتضيف إلى المعلومات المطروحة عن الموضوعات التي يتم عرضها في الصحيفة، ولكن الصحيفة تحمل المشاركين كامل المسؤولية عن ما يقدمونه من أفكار وما يعرضون من معلومات أو نقد بناء عن أي موضوع. وكل ما ينشر لا يعبر عن الصحيفة ولا عن المؤسسات التي تتبع لها بأي شكل من الأشكال. ولا تقبل الألفاظ والكلمات التي تتعرض للأشخاص أو تمس بالقيم والأخلاق والآداب العامة.

الاسم
البلد
البريد الالكتروني
الرمز
اعادة كتابة الرمز
التعليق
 
   
جميع الحقوق محفوظة © 2024
المجلس الدولي للغة العربية