للاطلاع على محتويات الإعلان أنقر هنا  
صحيفة دولية تهتم باللغة العربية في جميع القارّات
تصدر برعاية المجلس الدولي للغة العربية

  المؤتمر الدولي العاشر للغة العربية           موقع الجمعية الدولية لأقسام العربية           الموقع الجديد الخاص بالمؤتمر الدولي للغة العربية           الباحث العربي: قاموس عربي عربي           راسلنا         
الصفحة السابقة الصفحة الرئيسة

تركيا - تركيا توسع اهتمامها بالعربية: الترويج لها عالميا بعد رفع الحظر عنها داخليا

 تبدو عودة الحياة إلى اللغة العربية في تركيا بعد حظر دام حوالي 90 سنة أمرا طبيعيا، في سياق العثمنة التي تجري على قدم وساق في البلاد؛ وكان أول قرار اتخذته الحكومة التركية في هذا السياق ذلك الذي اتخذه مجلس الوزراء عام 2010، والقاضي بتدريس اللغة العربية بشكل اختياري في المدارس الابتدائية والإعدادية، وبشكل إجباري في مدارس الأئمة والخطباء.

ولحقت هذا القرار مجموعة أخرى من القرارات الحكومية التي رفعت الحظر عن تداول العربية، ووصلت إلى حد اضطلاع تركيا بدور الترويج للغة الضاد في العالم، حيث أعلنت مؤخرا رئاسة الشؤون الدينية في تركيا أنها أعدت كتابا حمل عنوان “ألف باء” لتعلم لغة الضاد. وتم توزيع الكتاب في عدد من دول العالم مثل كندا والسويد وسويسرا واليابان فضلا عن الولايات المتحدة وبريطانيا لنشر اللغة العربية والتعريف بها.

وقال بيان صادر عن الوزارة التركية إن هذه الخطوة تأتي في إطار جهود رئاسة الشؤون الدينية وخدماتها الرامية إلى تعليم لغة الضاد لغير الناطقين بها والراغبين في قراءة وتعلم القرآن الكريم. وتضم كتب “ألف باء” التي أعدتها دائرة مطبوعات اللغات واللهجات الأجنبية برئاسة الشؤون الدينية، دروسا متنوعة تسهّل قراءة وتعلم القرآن الكريم لغير الناطقين باللغة العربية.

وقدر عدد الناطقين باللغة العربية من الأتراك بحوالي 3 مئة، فيما يشير الخبراء إلى أن هذه النسبة ارتفعت في السنوات الأخيرة، خصوصا مع تدفق اللاجئين السوريين. وقد أحيت تركيا هذا العام اليوم العالمي للغة العربية (18 ديسمبر) بشكل مختلف، حيث حظي باهتمام واحتفاء كبيرين.

ونظمت مؤتمرا دوليا شارك فيه العشرات من الأكاديميين والباحثين العرب والأتراك، وحمل عنوان “تعليم العربية للناطقين بغيرها، تطوير المناهج ومنهج التطوير”، نظمته جامعة السلطان محمد الفاتح الوقفية بإسطنبول. وتعتبر هذه الجامعة أول جامعة تركية يتم التدريس فيها باللغة العربية في العصر الحديث.

وفي أكتوبر الماضي انطلقت أعمال مؤتمر “إسطنبول الثاني لتعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها، إضاءات ومعالم”، بالمركز الثقافي “باغلاباشا” في الطرف الآسيوي لمدينة إسطنبول التركية، ويهدف هذا المؤتمر إلى تأسيس معرفي لتعليم اللغة العربية في تركيا، وتطوير مناهج تدريس اللغة العربية للطلبة الأتراك، بالإضافة إلى تأطير نظري للمناهج والانطلاق من العشوائية والتجارب الفردية إلى تأصيل معرفي في هذا المجال. ومنع مصطفى كمال أتاتورك، مؤسس تركيا الحديثة، تدريس اللغة العربية في المدارس التركية من عام 1928، وألغى الحرف العربي واستبدله بالحرف اللاتيني في كتابة اللغة التركية، متخليا عن أكثر من ألف عام من الكتابة بالأبجدية العربية، وتم حظر تعليمات اللغة التركية “العثمانية”.

لذلك، يعتبر الخبراء أن قرار إعادة اللغة العربية لا يخلو من أبعاد سياسية تتعلق بمشروع الرئيس رجب طيب أردوغان لإعادة إحياء الدولة العثمانية، خصوصا في ما يتعلق بالسياسة الداخلية لتركيا، وسلوكيات المجتمع. كما يشير خبراء إلى أن الرئيس التركي يرى أن مثل هذه الخطوات ومساعي إحياء الروابط التي تجمع تركيا بدول المنطقة العربية تساعد على تقليص الفجوات. ومثلما كانت اللغة وسيلة أتاتورك لتوجيه البوصلة نحو الغرب، يريد أردوغان أن تكون بوصلته لإعادة التوجه نحو الشرق.

وأثارت هذه المساعي حفيظة العلمانيين الذين واجههم أردوغان بقوله إن هؤلاء المعارضين “يريدون لهذه اللغة أن تدرَّس. وسواء رغبوا في ذلك أم لم يرغبوا، فإن اللغة العثمانية سوف تُعلّم وتدرس في هذا البلد”، مؤكدا أن اللغة التركية العثمانية لن تبقى لغة ميتة منقوشة في الرقوق والأضرحة والآثار العثمانية فقط.

واللغة التركية بكل لهجاتها، هي لغة أقوام مختلفة، وتعود جذور اللغة التركية “توركتشه”، إلى وسط قارة آسيا، حيث تنتمي إلى سلالة “اللغات الآلطية”، نسبة إلى “جبال آلطاي” في آسيا الوسطى. وتأثرت اللغة التركية بالفارسية والعربية. ولم يعرف بالضبط في أي عهد من عهود سلاطين الدولة العثمانية دخل الحرف العربي على اللغة التركية العثمانية، التي اتسعت رقعتها بتوسع الإمبراطورية العثمانية لتنحسر بانحسارها.
 

العَرب

التعليقات
الأخوة والأخوات

نرحب بالتعليقات التي تناقش وتحلل وتضيف إلى المعلومات المطروحة عن الموضوعات التي يتم عرضها في الصحيفة، ولكن الصحيفة تحمل المشاركين كامل المسؤولية عن ما يقدمونه من أفكار وما يعرضون من معلومات أو نقد بناء عن أي موضوع. وكل ما ينشر لا يعبر عن الصحيفة ولا عن المؤسسات التي تتبع لها بأي شكل من الأشكال. ولا تقبل الألفاظ والكلمات التي تتعرض للأشخاص أو تمس بالقيم والأخلاق والآداب العامة.

الاسم
البلد
البريد الالكتروني
الرمز
اعادة كتابة الرمز
التعليق
 
   
جميع الحقوق محفوظة © 2024
المجلس الدولي للغة العربية