للاطلاع على محتويات الإعلان أنقر هنا  
صحيفة دولية تهتم باللغة العربية في جميع القارّات
تصدر برعاية المجلس الدولي للغة العربية

  المؤتمر الدولي التاسع للغة العربية           موقع الجمعية الدولية لأقسام العربية           الموقع الجديد الخاص بالمؤتمر الدولي للغة العربية           الباحث العربي: قاموس عربي عربي           راسلنا         
الصفحة السابقة الصفحة الرئيسة

إندونيسيا - 250 مليون نسمة مسلمة في إندونيسيا تدرس اللغة العربية من مرحلة الروضة ولا يوجد تهميش للغة

هاني ياسين

 اللغة العربية ليس لها اختبار عالمي موحد مثل اللغات الأخرى ولا يوجد اتفاق حتى الآن على شكل الاختبارات 

عدم توحيد المنهج المدرس في اللغة العربية أحدث نوعا من التفاوت لدى دارسي العربية في إندونسيا.

شيخ الأزهر إمام المسلمين وحامي حمي الإسلام ورمز للوسطية والاعتدال .

اتهام الطلبة الوافدين للدراسة بالأزهر أنهم يقفون خلف نشر الأفكار المتشددة كلام عار من الصحة ولا محل له
اللغة العربية والدين الإسلامي وجهان لعملة واحدة والذين يدرسون العربية سوف يفهمون الإسلام .

يظل الأزهر الشريف هو القلعة الحصينة التي تقف أمام رياح التغريب التي قد تعتري الأمة العربية و الإسلامية علي حد سواء، لا يقاصر موقفه علي مصر فقط بل يمتد إلي الدول الإسلامية في شتي بقاع الأرض ، ولما كانت اللغة العربية هي الأداة التي تساعده علي ذلك، اولاها اهتماماً كبيراً، وسعي إلي تعليمها لمن لا يتحدثها، ويجري الأبحاث والدراسات التي تساعده عن تعديل الوسائل  الادوات وفق متغيرات المكان و الزمان مع الحفاظ علي الأسس والأصول القديمة كما هي .

و مع ما يتردد بشأن ضلوع الطلاب الوافدون للدراسة بجامعة الأزهر في نشر الأفكار و الثقافات المتشددة، لا محل له من الإعراب، لاسيما مع إنخراط الدارسين بالجامعة في سلم التعليم الوسطي الذي يبناه الأزهر الشريف وهو ما يعد حائط الصد أمام مثل هذه الدعوات و هو ما أكد عليه الدكتور محمد شيرازي دمياطي الأستاذ بكلية الدراسات الإسلامية بجامعة الشريف هداية الله الإسلامية الحكومية بأندونيسيا ومع نص الحوار :



بمناسبة حضورك المؤتمر الخاص باللغة العربية بالأزهر الشريف - هل تخدم المؤتمرات التي تعقد بشأن اللغة العربية والقضايا الإسلامية الهدف الذي عقدت لأجله؟

بداية أقول إن جامعة الأزهر هي الجامعة التي ترعرعت ودرست فيها من مرحلة الليسانس والماجستير و الدكتوراة ، وحضوري مثل هذه المؤتمرات هو لي بمثابة العودة إلي مكان دراستي والمكان الذي تعلمت فيه ، وثانياً هذه المؤتمرات مهمه جداً، حيث أن اللغة العربية هي اللغة الوحيدة التي ليس لها إختبار موحد بعكس لغات أخري مثل الإنجليزية و الفرنسية و غيرها .

وهذه المؤتمرات تسهل الكثير في وضع قواعد صحيحة لتعليم اللغة والتواصل إلي حلول تخدم تعليم اللغة لغير الناطقين بها علي مستوي العالم ، بالإضافة إلي أن مناقشة المؤتمر الأخير الذي عقد من قبل مركز الشيخ زايد بجامعة الأزهر عن وضع إختبارات للغة العربية فكرة جيدة، فلا توجد الإختبارات إلا في بعض المراكز الدراسية التي تمتلك هذه الاختبارات.

وما المانع من وجود إتفاق من قبل المؤسسات المعنية باللغة العربية في الإتفاق علي إختبار موحد للغة ؟ 

الذي نتمناه أن تتبني المؤسسات المعنية الأمر، وخصوصاً مركز الشيخ زايد لتعليم اللغة العربية و الأزهر الشريف لما لهما الأسبقية في هذا الأمر ، كما أتمني أن يتم إتخاذ خطوات جادة وسريعة، لاسيما و أن المؤتمر الذي عقد بمركز الشيخ زايد تبني هذا الأمر وأكد عليه وعدد من الباحثين الذين قدموا أوراق عمل خلال الجلسات .

ما الصعوبات التي تقف عقبة أمامكم لتنفيذ هذا الأمر ؟
هناك حالة من عدم التوافق علي شكل ونوع معين من هذه الاختبارات، وقد كان من المفترض أن يتم الإتفاق علي اختبارات معينة يتم تقنينها ثم الإعتراف بها وتطبيقها في جميع الجامعات و المراكز الإسلامية التي تدرس اللغة العربية، فجامعة جاكرتا مثلا تدرس اللغة العربية بجانب اللغة الإندونسية، وفي إنتظار الإختبارات الموحدة منذ الثمانيات ولكن لم تنفذ إلي الآن.


وهل تمثل هذه الاختبارات أهمية لدارسي اللغة العربية ؟
بالتأكيد فالهدف الرئيسي لهذه الاختبارات التعرف علي فعالية هذه العملية التعليمية ومدي توفيرها للطاقة والإمكانيات والتمويل والوقت بصفة عامة،وكذلك للتعرف علي مدي تقدم الطلاب بعد تعلمهم اللغة لفترة معينة ولذلك لا ينصب فقط علي العملية التعليمية وانما يشمل جوانب العملية التعليمية بداية من تخطيط المنهج والكتب المقررة وطرق التدريس والوسائل التعليمية والمدرسين والطلاب أنفسهم وأيضا التقويم لا يشترط أن يتم في نهاية العملية التعليمية وانما يمكن أن يتم أولها أو أثنائها أو في آخرها.

هل تعيش اللغة العربية حالة من التهميش ؟
لا أعتقد أنها تعيش حالة تهميش ، فاللغة العربية تدرس في الجامعات والمراكز ومزدهرة جداً، فأندونيسيا بها250 مليون نسمة مسلمون فقط، يدرسون اللغة العربية منذ مرحلة الروضة و الإبتدائية والاعدادية، ومنتشر بأندونيسيا 44 جامعة إسلامية بها مراكز لتعليم اللغة العربية علي مستوي الدولة . 

برغم هذا العدد الكبير والإهتمام الذي تحظي به اللغه لديكم – هل ثمة مشكلات تقف عائقاً حيال تعليم اللغة في بلادكم ؟
مع الجهود التي تبذل لتحسين مستوي اللغة العربية لدي الدارسين في أونيسيا نجد أن مستواهم مازال بعيدا عن المستوي المطلوب وخاصة في مجالي الإستماع والتعبير،بل توجد فجوات كبيرة بين مستويات اللغة العربية لخريجي المدارس الدينية الإسلامية الحكومية التي لا تعطي فرصا كافية للغة العربية في مناهجها وبين مستوياتها لدي خريجي المدارس الإسلامية التقليدية الأهلية التي تهتم إهتماما كبيراً باللغة لإستخدامها الكتب الدينية القديمة المكتوبة باللغة العربية في مقرراتها الدراسية .

وتكمن المشكلة في ذلك في عدم توحيد مناهج اللغة العربية في تلك المدارس فكل مدرسة أو معهد مناهجها اللغوية الخاصة بها ولكل مسؤل في المعاهد والمدارس حرية في تحديد المناهج،فلا توجد مناهج موحدة في تلك المدارس والمعاهد وبالتالي تتفاوت مستويات اللغة العربية لدي خريجي المدارس.

ومع تطور الكليات الدينية وازدهارها في الجامعات الإسلامية بدأت هذه الكليات تحس بتفاوت تلك المستويات لدي طلابها،وتأثيرها السلبي في العملية التعليمة فيها،حتي يصبح عائقا لتقدم الدراسة فيها فبعض الطلاب يستطيع أن يتابع الدروس بسهولة ويسر بينما يتعثر البعض الآخر في متابعة تلك الدروس،وبخاصة في الكليات التي تتبني مناهج جامعات الدول العربية مثل كليات الدراسات الإسلامية بجامعة الشريف الإسلامية الحكومية التي تبني مناهج الكلية نفسها بجامعة الأزهر حيث ان المقررات الدراسية كلها باللغة العربية وتتطلب من الطلاب كفاءة لغوية عالية علي مستوي معين من المهارة. 

هل تدريس العربية تغير الآن عما كان عليه في السابق؟
في الماضي كنا ندرس فروع اللغة في عشرة فروع النحو والصرف والبلاغة والاملاء والمطالعة والخط وهكذا اما الأن تدرس اربعة فقط فن الاستماع والتحدث والقراءة والكتابة وهذه هي الطرق المتيسرة المتوافقة مع تكنولوجيا العصر.

وفي الحقيقة مركز الشيخ زايد يقوم بدور مشكور تجاه تعليم اللغة العربية للطلبة الأجانب في هذه الأيام ، لكن للأسف لا توجد لجنة خاصة للطلاب الذين يلتحقون بجامعة الازهر فقد وجدنا بعض المتاعب ونسبة الرسوب كانت مرتفعة وصلت الي 95% .

تتهم اللغة العربية بأنها صعبة التعلم ؟

أستطيع القول بأن اللغة إذا علمها غير المتخصصين سيكون الأمر صعبا أما إذا تم تدريسها علي أيادي متخصصة مؤهلون ستكون سهلة، وأيضا هناك توجهات جديدة لتعليم فنون اللغة العربية وليست فروع اللغة.

هل تري أن الاهتمام بالمؤسسات المعنية باللغة العربية بإعداد الدراسات والمؤتمرات والأبحاث ساهم في ازدهار اللغة العربية وايجاد وسائل أكثر مرونة؟

فعلاً هناك ازدهار في مؤتمرات اللغة العربية في تدريسها علي مستوي العالم ففي مصر تقام حوالي 4 مؤتمرات علي مدار العام وفي اندونيسيا جاكرتا حوالي 10 مؤتمرات وفي دول اخري وهذا دليل علي اهتمام المراكز في ترقية تعليم اللغة لغير الناطقين بها .

برأيك أيهما يؤثر أكثر - دخول الإسلام يمهد لتعليم اللغة أم تعليم اللغة يمهد لدخول الاسلام ويساعد علي نشره؟

اللغة العربية والدين الإسلامي وجهان لعملة واحدة والذين يدرسون اللغة العربية سوف يفهمون الاسلام ويتعلمون الدين الاسلامي وفي نفس الوقت الذين يتعلمون الدين الاسلامي لابد ان يتعلمون اللغة العربية لكي يفهم الكتب المطولة كتب الدينية .

مؤخرا قام الإمام الأكبر بعدد من الزيارات لدول شرق أسيا – ومن بينها إندونيسيا – فما رؤيتك لهذه الزيارات ؟

لقيت زيارات شيخ الأزهر إهتماما و احتفاءاً كبيراً من قبل المسلمين و البلاد التي زارها ، فنحن نعتبره إمام المسلمين ويترأس قلعة العلم وحصن الأمة وحامي الدين فهو يقوم بدور فعال في تصحيح المفاهيم الإسلامية ونشر وسطية الأزهر التي تعلمت منها وأرتويت منها وحب الأزهر يجري في عروقي،ونري أن الزيارات أعلت من قدر الأزهر في نظرنا وأدركنا أن الأزهر عاد لمجده في قيادة الإمام الطيب ،وأيضا جولاته دعماً لخريجي الأزهر والأبناء الوافدين من الناحية النفسية والمادية وتتيح للجميع الذهاب للأزهر لينهل منه وتعرف الجميع أن دين الإسلا مي وسطي معتدل ،وأري أن الإمام الأكبر علًم الدنيا معني الدين الإسلامي وأنه يحتوي الجميع.

توجه بعض الاتهامات إلى الطلبة الوافدين إلي الدراسة بالأزهر أنهم يقفون خلف نشر الأفكار المتطرفة في مصر ؟

بل العكس فإن الطلاب الوافدين، والطلاب الأندونيسيين علي وجه الخصوص لا يشتركون في هذه الحركات ولا ينتمون الي اي تيارات بل بالعكس هم مشغولون بمتابعة دروسهم في الحلقات التي فتحتها جامعة الأزهر في الازهر ويتعلمون ويحفظون القرآن ومشايخ الازهر فتحت ابوابها لتعليم القاء الدورس لامهات الكتب والطلاب يشتركون فيها. 

هل ظهور العمليات المسلحة في أوروبا وآسيا أثر على دخول بعض الأشخاص في الدين الإسلامي ووسمته ببعض الاتهامات؟
بالعكس شهدت اندونيسيا دخول عدد كبير من المسيحيين للدين الإسلامي بعد حوادث الأرهاب وبعد حادثة ستمبر وفي اماكن اخري لانهم ينظرون الي التعليم الاسلامي المعتدل فالارهاب ليس له دين ولايمكن ان نقول ان الارهاب له دين ،فالاسلام اكبر حشد اسلامي في اندونيسيا فهناك سكان مسلمون حوالي 250 نسمة فهم يطبقون التعاليم الاسلامية بشكلها الصحيح علي حتي المدراس الحكومية طلابها مسلمون يدرسون العلوم الاسلامية، وقد أصبح الناس من الذكاء في التمييز بين كون هذا العمل ينتمي للاسلام أم لا .

آليات العمل الدعوي عندكم؟
المساجد والمراكز والحلقات التعليمة وخطب الجمعة ، والعمل الدعوي متمثل في وزارة الاوقاف .

آليات حرب الفكر المتطرف.
التعليم في المدراس ومناهج الأزهر المعتدل هي المناهج التي تدرس، بعض المدارس الإسلامية وتتبني مناهج الأزهر ، والبعض ينتقي من هذه المناهج .

كيف تري دور الأزهر وتعامله في خدمة الوافدين؟

الأزهر له دور كبير ويتزداد يوما بعد يوم في خدمة الطلاب الوافدين ويتمثل في توفير السكن وتوفير المنح الدراسية ، فيوجد 100 منحة دورية من الازهر والحالة في تزايد.

هل بدأت اللغة العربية تنتشر في أوروبا ودول شرق آسيا ؟

بالفعل اللغة بدأت تنتشر بقوة ويوجد إقبال كبير على تعلمها بهدف دراسة الدين الإسلامي و حفظ القرآن الكريم خصوصا مع وجود اهتمام كبير من قبل المدارس الإسلامية في إندونسيا وغيرها بهذا الأمر ، وفي رمضان الماضي في مسابقة حفظ القرآن في الأزهر الحائز على المركز الثالث طفل عمره 11 سنة من إندونيسيا.
 

الدستور

التعليقات
الأخوة والأخوات

نرحب بالتعليقات التي تناقش وتحلل وتضيف إلى المعلومات المطروحة عن الموضوعات التي يتم عرضها في الصحيفة، ولكن الصحيفة تحمل المشاركين كامل المسؤولية عن ما يقدمونه من أفكار وما يعرضون من معلومات أو نقد بناء عن أي موضوع. وكل ما ينشر لا يعبر عن الصحيفة ولا عن المؤسسات التي تتبع لها بأي شكل من الأشكال. ولا تقبل الألفاظ والكلمات التي تتعرض للأشخاص أو تمس بالقيم والأخلاق والآداب العامة.

الاسم
البلد
البريد الالكتروني
الرمز
اعادة كتابة الرمز
التعليق
 
   
جميع الحقوق محفوظة © 2024
المجلس الدولي للغة العربية