للاطلاع على محتويات الإعلان أنقر هنا  
صحيفة دولية تهتم باللغة العربية في جميع القارّات
تصدر برعاية المجلس الدولي للغة العربية

  المؤتمر الدولي التاسع للغة العربية           موقع الجمعية الدولية لأقسام العربية           الموقع الجديد الخاص بالمؤتمر الدولي للغة العربية           الباحث العربي: قاموس عربي عربي           راسلنا         
الصفحة السابقة الصفحة الرئيسة

لا يفهم اللغة العربية ، لكن أغنيته المفضلة بوي ، يا بوي

أ. حمدان العربي

 تم التطرق في مواضيع كثيرة للفرد العربي وكيف هو تائه وفاقد البوصلة في كل الميادين و لا يبدو أن الأمور قابلة لتقويم والتصحيح ، على الأقل في المدى القريب و المنظور ...

فرد من ذكر و أنثى تاها في غياهب الزمن و التصقت بهما ، أو الأصح هما من التصاقا بكل سلبيات الحياة احتفاظا بقشورها (الحياة) و تجنبا للبها ...
لكن الأمور تتعفن أكثر عندما يصل الأمر بهما (الفرد العربي من ذكر و أنثى) ، التشكيك واحتقار هويتهما . والهوية هي العنوان وكل شيء له عنوان بدونه لا يكون الوجود...
على سبيل المثال ، البيوت لولا عنوانيها لما عُرف مواقعها وتصبح مجهولة. تماما كالفرد لولا هويته لما بقى مجهول العنوان ، بمعنى مجهول الهوية و اللغة هي عنوان الفرد و الأمم . ومن يحتقر لغته يحتقر عنوانه و بالتالي هويته...
وقد ذكرت في موضوع سابق أن السبب احتقار الفرد العربي للغته هي العقدة النفسية و مركب النقص الكامن في أعماقه فقد على أثارهما المناعة الثقافية و الاجتماعية...
والمصيبة أن هذه العقدة أصابت حتى العائلات المحافظة التي لها عناوين معروفة في الأصالة قبل أن تُغير وجهتها ظنا منها أن العصرنة و التقدم يكمنا في اللغة رغم أن سبب التأخر يكمن في العقل و ليس في اللغة. وإذا كان العقل متحجرا تكلم ما شئت من لغات فانك ستبقى في مؤخرة الركب... 
لأن اللغة هي مجرد وسيلة يستخدمها الإنسان للتعبير ويتواصل بها مع محيطه و الآخرين. وليس حتما أن تكون هذه اللغة ألفاظا قد تكون إشارات والإنسان هو من يطورها وليس اللغة هي من تطور الإنسان...
أحسن مثال على ذلك ، كندا التي تعمل على قدم و ساق لكي تجعل من لغة الإشارة ، لغة رسمية الثالثة للبلاد ، ابتدءا من العام القادم . وهذا دليل أن لغة وسيلة و ليست غاية لكنها في الأخير هوية و عنوان الفرد... 
وللعودة لعنوان الموضوع ، أن ذلك الشخص الذي لا يعرف اللغة العربية و لكن عنوان أغنيته المفضلة "بوي ، يا بوي"...
وللتعريف ، "بوي ، يا بوي" ، لفظ وعبارة "عربي ، عروبي ، عامي " ، بمعنى "أبي ، يا أبي" ، ومن يعرف و ينطق هذه العبارات لا يعرف فقط العربية و إنما يعرف جذورها التكعيبية ...
و القصة ، كما سمعتها من احد الأشخاص ، أن أحد المغنيين في بلاد الغُربة سألوه عن أغنيته المفضلة عنده ، أجابهم بأنه (أي المغني) لا يعرف و لا يفهم العربية ، أعادوا عليه السؤال بلغة أخرى " ?Quelle est votre chanson preferee " . أجابهم "بوي ، يا بوي"... 

دنيا الوطن

التعليقات
الأخوة والأخوات

نرحب بالتعليقات التي تناقش وتحلل وتضيف إلى المعلومات المطروحة عن الموضوعات التي يتم عرضها في الصحيفة، ولكن الصحيفة تحمل المشاركين كامل المسؤولية عن ما يقدمونه من أفكار وما يعرضون من معلومات أو نقد بناء عن أي موضوع. وكل ما ينشر لا يعبر عن الصحيفة ولا عن المؤسسات التي تتبع لها بأي شكل من الأشكال. ولا تقبل الألفاظ والكلمات التي تتعرض للأشخاص أو تمس بالقيم والأخلاق والآداب العامة.

الاسم
البلد
البريد الالكتروني
الرمز
اعادة كتابة الرمز
التعليق
 
   
جميع الحقوق محفوظة © 2024
المجلس الدولي للغة العربية