السنابل في النرويج ومحاولة لتعليم أبناء الجالية العربية

زينب المشاط

 داخل هذا الوطن او خارجه، همّ مُثقفنا الحقيقي هو إنشاء جيل يعرف قيمة الحرف العربي، وأهمية الثقافة العربية، ليشعر بالانتماء لهذه الارض وهذا الوطن، لهذا يسعى البعض منهم وإن كانوا قلّةً قليلة إلى تطوير الثقافة العربية بشكل عام والعراقية على وجه الخصوص، وإيصالها ناصعة نقية إلى الجيل الجديد وخاصة الأطفال.

ذلك لأنهم يُشكلون الوحدة البنائية الاساسية في مجتمعنا، ولكن هنالك اطفالاً دماؤهم وأرواحهم تعود لهذه الأرض، إلا انهم مع شديد الأسف يسكنون بعيداُ عنها، وبسبب قلّة توعية ذويهم لهم لم يجدوا الموجِّه الحقيقي الذي يسمح لهم بمعرفة ثقافة وحضارة وتاريخ بلدهم، ولم يزودهم بالنصائح ليتعلموا لغتهم ويتثقفوا بها لأهميتها، وبذلك كان هؤلاء الاطفال ضحية الإهمال وقلّة التوجيه، وخصوصا ابناء الجاليات العراقية المغتربة، ورغم ذلك هنالك بعض المثقفين العراقيين لعبوا دورا كبيرا في سعيهم من اجل ايصال الثقافة العراقية لؤلئك الاطفال وتغذيتهم بها.
السيد صفاء حسن واحدٌ من تلك الشخصيات الثقافية التي حاولت العزف على هذه الوتيرة، وهو رئيس تحرير مجلة السنابل الأولى للأطفال والتي تصدر باللغتين، العربية والأجنبية. يذكر السيد صفاء حسن " أن ابناء الجاليات العراقية في النرويج يعانون هنالك من عدم معرفتهم لغتهم العربية، فلا توجد مدارس تعلمهم هذه اللغة إلا بعض المدارس المدعومة من جهات خاصة، او تلك التي تدعمها جهات دينية، أما اطفال الجاليات هناك فلا يعرفون اللغة العربية إلا لغتهم المحلية البسيطة التي لا تكفي لنقل ثقافتهم وحضارتهم."
في محاولات قام بها صفاء حسن رئيس تحرير مجلة السنابل، ومن خلال مجلته، حيث أبدى سعيه في نشر الثقافة العربية، من خلال القيام ببعض حملات التوعية والتثقيف وعن طريق هذه المجلة التي يتحدث عنها صفاء حسن قائلاً" تصدر مجلة السنابل بلغتين، وهي مجلة  ملونة مؤلفة حاليا من 20 صفحة، حيث  تم اصدار ستة أعداد منها  خلال عام واحد."
ويلفت صفاء " أن المجلة صدرت  سابقاً في عام 1994، في النرويج،  وبجهود فردية، وكانت تصدر بكتابة اليد (خط ورسم)، حيث صدر منها 8 أعداد في ذلك الوقت، إلا انها لم تحصل  على مشتركين وكانت تصدر بـ12 صفحة 4 صفحات ملونة  إضافة الى الغلاف والصفحات الداخلية." 
صفاء حسن الذي يبحث عن داعم لمجلته يتحدث عن اهداف المجلة قائلاً " الهدف من وراء اصدار هذه المجلة هو محاولة إيصال حضارتنا ومفاهيمنا وثقافتنا للدول الاسكندنافية بشكل عام وخاصة النرويج، لأن الجالية العربية متواجدة بكثرة هناك ولكن للاسف الطفل العربي لا يقراً هناك وهو مكتفي باللغة المحلية."
ويذكر رئيس تحرير مجلة السنابل" أن المشروع حضاري لهذا نحاول ان نهيئ له كمؤسسة ومدرسة من خلال المجلة لنجعل  الطفل يشارك في المجلة ككاتب وليس كقارئ فقط فتكون نتاجات المجلة للأطفال وباشراف رئيس التحرير."
 

المدى