|
فرنسي.. عضوا بمجمع اللغة العربية
تحل،اليوم، الذكري الثانية والعشرين لرحيل المؤرخ الفرنسي جاك بيرك٬ 1910 - 1995.
درس«جاك» في جامعتى الجزائر والسوربون٬ وظل طوال حياته رافضا أن يوصف بالمستشرق٬ فقد كان يري أنه مؤرخ إنساني رغم بدء مسيرته الأكاديمية في دراسة الاستشراق، فقد كان يرى أن الاستشراق، عاجز، عن مواكبة العلوم الإنسانية ذات القدرة الإكتشافية، وعاجز أيضا، عن النظر إلى العرب والمسلمين كونهم قوة بشرية حضارية، وثقافية، فاعلة في التاريخ.
شرح الاستعمار كظاهرة تاريخية، تستلزم جدليتها قيام نقيضها في حركات التحرر من السيطرة الاستعمارية،عمل عضوًا مراسلًا لمجمع اللغة العربية بالقاهرة٬ عن فرنسا منذ سنة 1968، ثم اختير عضوًا عاملًا بالمجمع سنة 1986، وسعد المجمع الأُردني به كذلك عضوًا مراسلًا منذ سنة 1980.
توطدت علاقته مع المثقفين المصريين آنذاك ومن ضمنهم الدكتور طه حسين الذي أنجز دراسة عن بيرك أشار فيها إلي تطابق آرائهما وأهمية مد الجسور بين ضفتي البحر المتوسط.
يُعد «بيرك» من المؤرخين الأوروبيين الذين كرسوا جهدهم المعرفي في القراءة الموضوعية للإسلام، وتعدد نتاجه العلمي بين التأليف والترجمة، ومن مؤلفاته: الشرق ثانيًا، الإسلام أمام التحدي، تحرير العالم، المغرب بين حربين، مصر: الإمبريالية والثورة، المغرب التاريخ والمجتمع، من الفرات إلى الأطلس، الإسلام في زمن العالم٬ عربيات ومذكرات بين الضفتين اللتان روى فيهما مقتطفات من سيرته الذاتية.
يعتبر عمله محاولة ترجمة معاني القرآن الذي أمضى أكثر من عشر سنوات حتى أنجزه من بين أهم أبحاثه العلمية على رغم ما أُثير حوله من ردود فعل في الأوساط العربية والأوروبية،وقال عنه الدكتور عبد الهادي التازي في بحث يحمل اسم جاك بيرك من خلال أعماله:كان جاك بيرك فعلًا سيوطيّ زمانه. كان جسرًا من الجسور الهامة التي ربطت بين الشرق والغرب٬ سنجد أننا أمام عالم قائم بذاته يحمل اسم جاك بيرك.
ترك وصية يهدي بموجبها مكتبته الضخمة التي تضمنت أمهات المخطوطات والكتب٬ إلي مدينة فرندة بولاية تيارت الجرائرية مسقط رأسه.
الدستور
|