
إنقاذ اللغة من التوصيات
أ. عبداللطيف الزبيدي
هل يدرك حماة العربية معنى حماية اللغة؟ نواياهم حسنة، لكنهم لا يشرحون الحماية. كلّ ما يطرحونه في مؤتمرات العربية، لا يشكّل إنقاذها من كبوتها.
مرّت أربعة أشهر على «المؤتمر الدوليّ السادس للغة العربية». أليس من حق دبي أن تسأل: لقد استضفتكم في ست سنوات، فهل تحقق شيء من عشرات ألوف الصفحات من الحديث عن مشكلات العربية؟ هل توصل اللغويّون للتفاهم على جدول لتسلسل الحلول وضرورة المتابعة؟ هل تقدّمتم خطوة على طريق إحياء عمليّة الأمل في احتمال التفكير العمليّ في حماية العربية من سوء فهم معنى الحماية؟ المحبط هو رؤية إقحام بيروقراطية الجامعة العربية نفسها في قضايا اللغة. متى صارت تُفتي في توصيف الداء ووصف الدواء؟ السؤال: ما الفرق بين المؤتمر الأوّل وبين الأخير؟ من عجائب كلمات المؤتمر السادس: دكتور: «في أثناء تدريسنا للعربية، نكتشف أننا ندرّس أبناءنا بطريقة تجعلهم ينفرون منها، لأن المنهاج بعيد من مفردات عصرهم ومتطلباته». دكتور آخر: «طلاب الجامعات لا يحسنون الكتابة ويخطئون في الإملاء وقواعد العربية». دكتورة: «يتخرج الطالب في قسم اللغة العربية، وهو لا يحسن الإعراب ولا قراءة صفحة من أي كتاب على نحو سليم» (الخليج 6/5).
أمام المؤتمر ثمانية أشهر لحسن إعداد الدورة السابعة. المؤتمرات السابقة، عفا الله عمّا سلف. لا بدّ من آليّة لحسن الإدارة. لا فائدة من تقديم أوراق لا يتابع محتواها أحد. الدورات التي تستضيفها دبي، لا تعني أن دبي، أو دولة الإمارات، مسؤولة عن إيجاد الحلول لمشكلات لغة 22 دولة عربية. الحلقة المفقودة: علاقة البحوث والدراسات بأصحاب القرار في البلدان العربية. يجب استبعاد الجامعة المشغولة بعظائم الأمور، والمشغول لا يُشغل. «بنضحك على بعض؟».
مشكلة العربية ليست في عدم سلامة لغة التلاميذ والطلاب. هبهم أحسنوا الكتابة وأتقنوا استخدام القواعد، فهل بهذا تفرض العربية وجودها عالميّاً؟ الأسوأ تطرّق بعض المتكلّمين إلى أن العمالة الوافدة لا تتكلم العربية، وهذه مغالطة للهروب من الحقيقة.هب الأجانب في الدول الخليجية تكلموا العربية، فهل بهذا تنهض «الضاد» وتُعرّب العلوم وتصبح لغتنا في مصاف اللغات المتقدّمة؟ هل صارت لغات المالايالم والهندية والأوردو والتاجالوج والبشتو هي السبب في تدهور العربية؟ كم نسبتها في مئات ملايين العرب؟ لا بدّ من إيجاد آليّة للمتابعة وإعلان نتائج التقدّم ولو خطوة واحدة، للرأي العام، لوضع جميع الجهات المعنيّة أمام التخطيط العلميّ العمليّ.
لزوم ما يلزم: النتيجة الطباقيّة: اللغة كلام، لكن حلول مشكلاتها فعل وعمل. التنمية الشاملة.
الخليج
|
|
|