جي جون: الحروف العربية مثار غرابة الصينيين

ياسمين الفردان

 

ما هو «حلم الصين» إزاء هذا السؤال، الذي يثير اهتمام كثير من الناس في العالم؟ يمكنك التحدث مع الصينيين الذين يتحدثون اللغة العربية بشغف ومتعة بالغتين، في حين هناك لغة دارجة بين الشعب بمسمى «الاجتهاد»، وتشاهد بأم عينيك من خلال الشارع الصيني كيف يجري العمل الدؤوب في هذه البلدة التي لا تسكن ليلاً ونهاراً. أما الفرق بين حلم البلد وحلم المواطن فيها فهو نفسه، إذ تلاحظ العمق والبساطة معاً.

جي جون مذيعة في إذاعة الصين الدولية، وهي تعنى بتغطية الأخبار والفعاليات والأنشطة المتعلقة بالجانب العربي، وأحياناً تقوم بترجمة الأخبار الصينية ونقلها إلى العربية، هذه المذيعة، التي يبدو على ملامحها كثير من العمق وفي إجاباتها كم كبير من الإخلاص، تتحدث إلى «الحياة» عن الصدفة التي قادتها إلى العيون العربية، فتقول بشغف واسع: «لا أزعم أنني على دراية كاملة بالمشرق العربي، واخترت دراسة اللغة العربية لأنني شغوفة باللغات الأجنبية»، لكن الصدفة وحدها هي من قادتها نحو دراسة العربية الفصحى، وتابعت: «جاءت الفرصة بناء على تميزي في المدرسة، فكنت بين من اختيروا لدراسة العربية، وبناء على ذلك اضطررت إلى دراستها، وحين شرعت بها وجدت نفسي في متعة وشغف فائقين، فهي لغة عالية المستوى، وأردت إتقانها أكثر فأكثر لأحافظ على المتعة التي أعيشها بها».
وتضيف: «في عائلتي المكونة من والديّ وزوجي وطفلتي البالغة من العمر عاماً ونيفاً، لا أحد يتقن العربية سواي، وهذا تميز يراه الآخرون فيّ، وكثيراً ما يسألونني عما يعجبهم من أمور في المشرق، على رغم أنه في الآونة الأخيرة هناك كثير من الطلاب يدرسون العربية، كما أن هناك فارقاً كبيراً بين كتابة الحروف في العربية، والتي تبدأ من اليمين إلى اليسار (ما يثير غرابة البعض)، والحروف الصينية التي تبدو مختلفة تماماً، وعلى رغم أن دراستي للغة العربية جاء بحكم تميزي، فإنني لو عاد بي الزمن إلى الوراء لاخترتها أيضاً».
ومع أن الصينيين المتقنين للغة العربية كثيراً ما يجدون فرصاً خارجها، فإنها تقول: «لا أود العمل خارج أسوار بلدي، وحصلت على فرصة عمل بعد اجتياز امتحان دقيق، وعلى رغم مضي تسعة أعوام على التحاقي بالعمل، فإنه لا يوجد لدي اهتمام ببلد عربي دون غيره، إذ لم أزر السعودية، وما عرفته أن دخول غير المسلمات يخضع لإجراءات غير سهلة، لكنني زرت المغرب وتونس، ودرست في صنعاء نصف عام، والأخيرة لها عمق في نفسي، نظراً إلى الفترة التي أمضيتها فيها». في حين تحدثت جي عن نفسها، التي وصفتها بـ«طيبة القلب»، وهي بذلك ربما تصف حلم شعب بأكمله، حين تجسد حكمتها في الحياة، التي قالت عنها «أعطي القلب الطيب للطرف الآخر وهو سيعيده اليك أيضاً»، وبسؤال ابنة شرق الصين، وتحديداً مقاطعة شنتون، عن أصعب موقف خاضته في حياتها الشخصية، قالت: «هو سؤال شخصي جداً، لكنني أرى أنه يتعلق باختيار الزوج المناسب، برأيي أن معالجة العلاقة الزوجية أمر معقد للغاية، وأن اختيار الزوج المناسب أفضل بكثير من العلاقة القائمة على جهد لاستمرارها، وهذه النظرة في شكل عام».
 

الحياة