|
لغتك الجميلة... الضاد بين يديك إملاءً وبلاغةً ونحواً ولغةً
قصة حساب
في بداية الأمر، أنشأ أستاذ البلاغة في جامعة الكويت الدكتور مشاري الموسى حساباً للتواصل مع الأصدقاء وطلبته في الجامعة، ولم تكن بدايته موفقة، فبعد شهرين من إنشاء الحساب هم في إغلاقه لأنه كان يستهلك وقته في المحادثات والتواصل الكتابي من دون أية فائدة قيمة، فعزم على إغلاق الحساب، غير أنه في اللحظات الأخيرة قرر أن يمنح الحساب فرصة أخيرة شرط أن يغير من طبيعة المادة المطروحة في الحساب بحيث تكون مادة علمية تخصصية في مجاله الأكاديمي التخصصي. وكانت هذه نقطة تحول كبيرة، فبعد أن بدأ بطرح المنشورات العلمية اللغوية، بدأ يشعر بمتعة التعليم الإلكتروني عن بعد. وجدها متعة آسرة، حفزه إلى مزيد من البذل والعطاء. واليوم إذا دخل أحدنا إلى إنستغرام وبحث تحت هاشتاق #لغتك_الجميلة سوف يجد أكثر من ألف وأربعمئة منشور تخدم اللغة العربية إملاءً وبلاغةً ونحواً ولغةً.
نشر ثقافة
بدأت حسابات الموسى على إنستغرام وتويتر تأخذ الطابع العلمي التعليمي منذ منتصف عام 2015 تقريباً، أما تفاعل الجمهور مع الحساب كبير وملحوظ جداً مما يسعد د.مشاري ذلك لأنه يشعر بأنه نجح في إيصال معلومة لغوية إلى الجمهور كونه يسعى من خلال حساب #لغتك_ الجميلة إلى نشر الثقافة اللغوية، فكما أن الطبيب يسعى إلى نشر الثقافة الطبية الصحيحة بين الناس، وكما أن المحامي يسعى إلى نشر الثقافة القانونية بين الناس، هو أيضاً ينطلق من المنطلق نفسه مؤمناً بأن اللغة ثقافة جميلة تستحق أن تُنشر.
مخزون لغوي
من أكثر الأسئلة التي يطرحها الناس على الموسى بشكل يومي هو كيفية إثراء المخزون اللغوي، ويؤكد الدكتور بأن السر يكمن في القراءة ثم القراءة ثم القراءة، لكن ليست أي قراءة، وإنما القراءة بقصد زيادة الثروة اللغوية، فكلما قرأ الإنسان كلمة أو تعبيراً جديداً، عليه محاولة حفظها عن ظهر قلب واستخدامها في الحديث اليومي لكي ترسخ في ذاكرته وتنصهر مع ما يملكه من مفردات وتعابير في مخزونه اللغوي.
تلاقح ثقافي
يرى د.مشاري بأن حديثنا لا يقتصر على اللغة العربية فقط، وإنما كثير من المصطلحات والمفردات التي يستخدمها الناس في أحاديثهم اليومية هي من لغات أخرى لا سيما اللغة الإنكليزية، ولذلك نحن لا نستخدم اللغة العربية بنسبة مئة في المئة وهذه ظاهرة صحية طبيعية، فهي تدل على وجود تلاقح ثقافي ومعرفي.
وعي واستمرارية
وعن الأخطاء الإملائية واللغوية الكارثية التي نجدها على بعض اللافتات واللوحات في الأماكن العامة، يرى الموسى أنه يمكننا التخلص من هذه الظاهرة عن طريق زيادة الوعي اللغوي بين الناس بحيث يصبح الناس أنفسهم رقباء على ما يكتب في اللافتات واللوحات ويدعون أصحابها إلى تصحيحها في حال وجود خطأ.
الراي
|