كارمن حداد
اللغة العربية هي لغتنا التي نعتز ونفتخر بها فهي مرهونة بحضارتنا, بهذه العبارات بدأ ميخائيل سمعان محاضرته بعنوان “اللغة العربية مرهونة بالحضارة” في المركز الثقافي بجديدة عرطوز.
قال سمعان: لغتنا هي أمُتنا هذه هي الحقيقة والأم هي أحب الناس إلينا وهي بعض منا ولا تنفصل عنا, فهي تدخل قلوبنا وتنبض بمحبتنا لترافقنا العمر كله ,مؤكداً على أهمية اللغة العربية على أنها الوطن الثالث لأنها الأم هي الوطن الأول والبلد هو الوطن الثاني فاللغة هي الوطن الثالث الذي لانستغني عنه أبداً, فإذا سافر أحدنا كانت اللغة هي وطننا الأم والأرض فاللغة هي حضارة عريقة بناها العرب وقد امتزجت بكل الثقافات أخذت منها وأعطت لها وأثرت بها وأثرت فينا, لأنّ اللغة وسيلة تعبير ورابطة اجتماعية عميقة ومتميزة الفكر في أسلوبها هي امة تمثل الذاكرة الحضارية وهي قوام الشخصية وعمق الأصالة وجذورها فهي كباقي اللغات أداة في النمو الاجتماعي والتطور فهي صورة المجتمع في حركته وسكونه.
وأشار سمعان إلى أنّه في مطلع القرن التاسع عشر بعد عصور الاستعمار استيقظت الأمة لاستعادة دورها الحضاري فاهتمت وأصدرت الكتب والمجلات والجرائد وحققت نجاحات ملموسة في القرون 19-20 و21 الذي نعيشه بكل تفاصيله وايجابياته وسلبياته, ونتساءل اليوم فيما إذ كانت اللغة قادرة أن تسهم في الحفاظ على الهوية القومية والحضارية؟ .. فالإنسان مهتم اليوم بالأشياء الفاخرة دون الاكتراث لواقع الأمة أو لأهمية اللغة, لأسف لقد أصبحنا في عصر القوي يستغل الضعيف.
وأضاف: من المفيد أن نقول إن اللغة العربية بالنسبة إلينا تراث ثقافتنا وموضع اعتزازنا ويجب أن ننتبه إلى مايروجه الغرب الذي يقول: “افتح الحدود لأننا عالم واحد بلغة واحدة”, وهكذا تتآكل اللغة العربية وهذا يعني تأكل الذاتية والعقل وعندها لا يبقى إلا الثقافة الرديئة والمسطحة التي يصدرونها إلينا لإلغاء خصوصياتنا لدى الأمم والشعوب والتي هي إحدى هذه الأساسيات ولاسيما إنها ركيزة الثقافة والمعبر إلى الفكر وضمير الحضارة, فاللغة هي هدف عالي لا مثيل له, فحضارات العالم في رأي الغرب وُجدت من أجل حضارته في محاولة منه لإلغاء حضارات الآخرين وكأننا وصلنا إلى مقولة الذي لايستطيع أن يضيء يحاول أن يطفئ كل شي مضيء, ولا ننسى الأثر الصهيوني وبالتأكيد هو وراء ذلك لمسح حضارتنا العريقة, كما أنها لغة واقعة دقيقة سهلة, فهي كائن حي والكائن الحي يتجدد وينمو مع حاجات المجتمع ومتطلباته فيجب أن نقضي على نقاط الضعف ونتلمس نقاط القوة لتظل ثقتنا مستقلة, ولا ننسى الدور الكبير الذي تقوم به المراكز العربية والثقافية لما قدمته وتقدمه من خدمات مهمة لهذه اللغة الحضارية.
وختم سمعان محاضرته: أن لغتنا هي صورة عن مجتمعاتنا تقوى إذا كانت مجتمعاتنا قوية وتضعف إذا كانت مجتمعاتنا ضعيفة, فلذلك علينا جاهدين تحقيق النهضة العربية المبنية على العزة والكرامة والحضارة ولتكون اللغة العربية مرهونة بحضارتنا.
تشرين