مركز لتعليم اللغة العربية

أ. خليل الفزيع

 

المنطقة الشرقية من أكثر مناطق بلادنا اكتظاظا بالجاليات الأجنبية، منذ وقت مبكر يعود إلى بداية أعمال أرامكو في التنقيب عن النفط في هذا الجزء من بلادنا العزيزة، ومع ذلك لم تشهد هذه المنطقة نشأة مركز لتعليم اللغة العربية للأجانب، لا من قبل التعليم العام، ولا من قبل الجامعات بأقسامها الأدبية المعروفة، وقد فاجأني الدكتور عبدالله الوشمي الأمين العام لمركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز الدولي لخدمة اللغة العربية، عندما قال: إن مدنا كثيرة في بلادنا قد افتتحت بها مراكز لتعليم اللغة العربية للأجانب، بينما المنطقة الشرقية باتساع رقعتها الجغرافية، وكثافة سكانها، وكثرة الشركات فيها والمتخمة بالعمالة الأجنبية.. ومع كل ذلك لا يوجد بها مثل هذا المركز، كما أبدى الدكتور الوشمي استعداد مركز الملك عبدلله بن عبدالعزيز لخدمة اللغة العربية.. لتقديم دعمه الكامل لأي مشروع في هذا الاتجاه، والمعروف أن هذا المركز يسعى لإطلاق مشروعات نوعية لتعليم اللغة العربية في الخارج، ومن باب مسؤولياته في خدمة اللغة العربية، يحرص أيضا على وجود مراكز لها في مدننا ذات الكثافة العالية من الموظفين الأجانب، وهذا مجال استثماري غفل عنه رجال الأعمال بالمنطقة، كما لم توله جامعاتها ما يستحقه من اهتمام، رغم أنه ميدان خصب للاستثمار التعليمي.. إن صح التعبير.

ما أعرفه أن شركة أرامكو قبل سعودتها كانت لديها فصول لتعليم العربية لموظفيها الأجانب، وكان بالإمكان تطوير هذه الفصول إلى مركز تستفيد منه الجاليات الأجنبية بصفة عامة، هذا إذا كانت هذه الفصول لا تزال موجودة في أرامكو السعودية، ويمكن تطويرها، أو يتولى هذه المهمة بعض أصحاب المجمعات المدرسية الأهلية، كجانب من جوانب التعليم الذي يقومون بمهامه لجميع المراحل التعليمية. ومن باب الحرص على اللغة العربية فقد دعا مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز الدولي لخدمة اللغة العربية، أقول، دعا بعض الجهات الرسمية الأكاديمية والعامة بالمنطقة، لتتولى إنشاء مركز لتعليم اللغة العربية للأجانب، لكن لم تلق هذه الدعوة ما يليق بها من التجاوب، رغم أهمية هذا المشروع على المستوى الوطني، لخدمة اللغة العربية، وانتشارها بين غير الناطقين بها، إضافة إلى الجوانب الربحية التي تغري لاقتحام هذا الميدان وبثقة واطمئنان.

وفي الوقت الذي ندعو فيه إلى العناية باللغة العربية، فإننا ندعو أيضا إلى إنشاء هذا المركز في المنطقة الشرقية التي تعج بالأجانب من مختلف أقطار العالم.
 

اليوم