جائزة الشيخ زايد للكتاب تعزز مكانة الأدب العربي في الثقافات الأخرى

 

تنظم جائزة الشيخ زايد للكتاب ندوة ثقافية تحت عنوان “ترجمة الأدب العربي” في مكتبة نيويورك العامة الأربعاء المقبل 18 يوليو لتسليط الضوء على مبادرة الترجمة التي أطلقتها الجائزة مؤخرا، والتي تهدف إلى دعم دور النشر في ترجمة الكتب الفائزة بالجائزة إلى اللغات الإنكليزية والفرنسية والألمانية. ويأتي اختيار عقد الندوة في مكتبة نيويورك العامة لما لها من عراقة تاريخية ورمزيّة كمحفل أدبي وثقافي قديم.

دعم الأدب بالترجمة

تعقد الندوة بحضور مجموعة من المؤلفين والناشرين والمترجمين، ويلقي الكلمات الترحيبية في حفل الاستقبال كل من يورغن بوز مدير معرض فرانكفورت الدولي للكتاب، وماجد السويدي قنصل عام دولة الإمارات العربية المتحدة في نيويورك، وعبدالله ماجد آل علي المدير التنفيذي بالإنابة لقطاع دار الكتب في دائرة الثقافة والسياحة بأبوظبي، والذي يقدم عرضا توضيحيا عن جائزة الشيخ زايد للكتاب، ومنحة الترجمة التي تقدمها الجائزة للكتب المؤلفة عن الثقافة العربية.
 
تسعى جائزة الشيخ زايد للكتاب منذ تأسيسها إلى دعم الأدب العربي سواء من خلال التشجيع على نقله إلى الثقافات الأخرى عن طريق دعم الترجمة، أو من خلال تشجيع مختلف الثقافات على دراسة الأدب والفكر العربيين. الاهتمام بالترجمة والانفتاح الثقافي رسخا للجائزة على مدى 11 دورة سابقة وصولا إلى دورتها الـ12 هذا العام، مكانة مرموقة كأهم واجهة للأدب العربي اليوم، حيث لا تتوقف عند منح الجوائز بل تواصل فعالياتها التي تشمل الندوات واللقاءات وغيرها.

ويشارك في الندوة كل من جون سيسليانو المحرر التنفيذي في دار بنجوين وبنجوين كلاسيكس، وهو مترجم رواية “فرانكشتاين في بغداد” للروائي العراقي أحمد سعداوي، أول رواية عربية تصل إلى القائمة القصيرة لجائزة مان بوكر العالمية.

كما ترجم المجموعة القصصية “معرض الجثث” للكاتب العراقي حسن بلاسم، والحاصل على جائزة الإندبندنت العالمية للأدب الأجنبي، وأحد أفضل عشرة كتب لعام 2014، وألكسندر إلنسون الأستاذ المشارك في كلية هنتر، وماكس ويس الأستاذ المشارك في جامعة برنستون، ويدير الندوة تشيب روزتي مدير تحرير سلسلة المكتبة العربية الصادرة عن دار نشر جامعة نيويورك.

وقالت موزة الشامسي مديرة جائزة الشيخ زايد للكتاب “تسعى جائزة الشيخ زايد للكتاب إلى تعزيز مكانة الأدب العربي في الثقافات الأخرى، وذلك بفتح آفاق الحوار والتواصل في مختلف المؤسسات الثقافية والأكاديمية المرموقة، والتي تهتم بمعرفة آخر التوجهات الأدبية في العالم العربي. ومن خلال سلسلة النقاشات التي نعقدها حول العالم نعمل على تعزيز علاقاتنا مع هذه المؤسسات بما يخدم حركة التأليف، ويروج للجائزة التي تقدر إبداع المؤلفين في كل مكان”.

كما تنظم جائزة الشيخ زايد للكتاب عدة ندوات ثقافية أخرى خلال هذا العام، منها ندوة في إنكلترا وأخرى في إيطاليا، بهدف زيادة الوعي حول منحة الترجمة المقدمة للناشرين.

ويُذكر أن مكتبة نيويورك العامة سبق أن احتضنت ندوة مماثلة عام 2009، نظمتها جائزة الشيخ زايد للكتاب بعنوان “الترجمة من وإلى اللغة العربية”، على هامش معرض نيويورك للكتاب، بمشاركة إليوت كولا أستاذ الأدب المقارن ومدير دراسات الشرق الأوسط في جامعة براون الأميركية، وسعد مصلوح الفائز بجائزة الشيخ زايد للكتاب في فرع الترجمة للعام 2009 وأستاذ اللغويات في جامعة الكويت، وكريستوفر براون أستاذ اللغة العربية ورئيس البرنامج العربي في جامعة هانتر الأميركية.

تواصل قبول الترشحات
نشير إلى أن جائزة الشيخ زايد للكتاب في دورتها الثانية عشرة لعام 2018-2019 قد افتتحت باب الترشح أمام المؤسسات والأفراد منذ مايو الماضي، ويستمر قبول الترشحات إلى غاية شهر أكتوبر 2018.

ويمكن أن يتقدم للجائزة المبدع نفسه شخصيا، أو الاتحادات الأدبية، والمؤسسات الثقافية، والجامعات. كما يمكن تقديم ملف مشترك من قبل ثلاث من الشَّخصيات ذات المكانة الأدبية والفكرية المرموقة. أما بالنسبة لفرع «شخصية العام الثقافية»، فيتم ترشيحها من خلال المؤسسات الأكاديمية والبحثية والثقافية.

جائزة الشيخ زايد للكتاب تنظم عدة ندوات ثقافية أخرى خلال هذا العام، لزيادة الوعي حول منحة الترجمة المقدمة للناشرين

ويحق للمرشح التقدُّم بعمل واحد لأحد فروع الجائزة فقط، وأن تكون المؤلَّفات المرشَّحة مكتوبة باللغة العربية، باستثناء فرع جائزة الترجمة، وفرع جائزة الثقافة العربية في اللغات الأخرى حيث

يجوز منح الجائزة لمؤلَّفات مُترجمة من اللغة العربية إلى غيرها أو مؤلَّفة في اللغات الأخرى.

ومن شروط الجائزة كذلك أن يكون النتاج الفكري والإبداعي منشورا في شكل «كتاب ورقي» باستثناء فرع النشر والتقنيات الثقافية حيث تُقبل «الأعمال الرقمية»، كذلك أن يكون الكتاب المرشح قد نُشرَ ولم يمض على نشره أكثر من سنتين، فيما لا تمنح الجائزة لعمل سبق له الفوز بجائزة عربية أو أجنبية كبرى.

كما تشترط الجائزة الالتزام بالشروط الواردة في «الاستمارة» الخاصة بالاشتراك في كل فرع من فروعها، مؤكدة أنه يجوز إعادة الترشُّح للجائزة بالعمل ذاته مع ضرورة استيفائه لشرط المدَّة الزمنية والتقدُّم بطلب ونسخ جديدة له.

وتمنح الجائزة للمرشَّحين الذين ترى أنهم قد أسهموا في تنمية الفكر والإبداع في الثقافة العربية، سواء كان من المبدعين أو المفكِّرين أو الناشرين، وأن تُحقِّق الأعمال المرشَّحة درجة عالية من الأصالة والابتكار، وأن تمثِّل إضافة حقيقية للثقافة والمعرفة الإنسانية.

العَرب