ثقافـــــــة التغـــــريب اجتاحـــــت الخـــــليج

 

أكد سعادة د. حمد بن عبد العزيز الكواري وزير الدولة ومرشح دولة قطر السابق لمنصب المدير العام لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “اليونيسكو” أن التعليم أولوية بناء أي نهضة أو حضارة وأن الجهل والفقر خطر على أي مجتمع، لافتا إلى أنه وخلال حملته الانتخابية لرئاسة اليونيسكو صمم عددا من المشاريع الخاصة بالقارة الأفريقية، وكان مخططاً لتعيين كبار المثقفين الأفارقة في أماكن ومناصب رفيعة، كما ركز على الشباب لأن أفريقيا هي مصدر قوة العالم طاقة شبابية تقدر بـ 70? من سكان أفريقيا، وقال: أفريقيا وثقت بمشروعي لخدمة القارة خلال حملتي الانتخابية لرئاسة اليونيسكو واستقبلت بحفاوة وترحاب من قبل المسؤولين والمواطنين في تشاد وحضر حفل استقبالي أثناء حملتي لانتخابات اليونيسكو ثمانية وزراء تشاديين وهذا ما لم يحدث في حملتي الانتخابية في أي دولة أخرى وقد أعجبت بالروح المعرفية التي يتمتع بها المجتمع التشادي.


وقال د. الكواري في حوار مع صحيفة انجمينا الجديدة التشادية أن وضع اللغة العربية في تشاد أفضل مما هو عليه في الخليج لأن ثقافة التغريب اجتاحت الخليج في المدارس والمؤسسات التعليمية، والعامية التشادية أقرب لغة للعربية، داعياً الشباب الأفريقي إلى التمسك بالمعرفة والعلم لأنهما عماد الأمم وإلى تفاصيل الحوار.
 
- ما هو انطباعك عن دولة تشاد بصورة خاصة والقارة الأفريقية عموماً؟
معرفتي وعلاقتي بالقارة السمراء قديمة ولم تبدأ مع حملة اليونيسكو فأثناء عملي كسفير لدولة قطر بالأمم المتحدة كنت ممن شارك في حملة محاربة العنصرية في جنوب أفريقيا وتربطني علاقات جيدة مع زملاء وقادة دول أفريقية.

كما أن حملتي في اليونيسكو عززت من تلك العلاقة وانطباعي إيجابي جدا لقارة أفريقيا فهي تحمل روح الشباب ومصير العالم أجمع مرتبط بمصير هذه القارة وأنه علينا واجب تطوير هذه القارة. أما عن تشاد فقد كنت أسمع الكثير عنها في مختلف مراحل حياتي سواء في الدراسة وأيام عملي كسفير أو وزير، وكنت أتطلع لزيارة تشاد، وما من شخص تشادي التقيت به إلا وجدته متقناً للغة العربية، فصيحاً بها عالماً بأسرارها.

كل العوامل جعلتني في شوق وشغف لزيارة تشاد وأكاد أجزم قائلاً إن اللغة العربية هي اللغة الأولى في تشاد ليس من باب الحماسة وإنما من خلال قراءتي لواقع اللغة العربية في تشاد، وقد استقبلت بحفاوة وترحاب من قبل المسؤولين والمواطنين، فقد حضر حفل استقبالي أثناء حملتي للانتخابات اليونيسكو ثمانية وزراء تشاديين وهذا ما لم يحدث في حملتي الانتخابية في أي دولة أخرى، وقد أضفت كلمة وزير الثقافة حينها يوسف ابا صلاح دفعة معنوية قوية حينما قال (لست هنا لتحظى بدعم دولة تشاد فحسب فأنت هنا لتحظى بدعم الشعب التشادي ولا خيار لحكومتنا إلا اختيارك).

وقد أعجبت بالروح المعرفية التي يتمتع بها المجتمع التشادي فأثناء محاضرتي بجامعة الملك فيصل والتي كانت عبارة عن قراءة لكتابي (على قدر أهل العزم) امتلأت القاعة وكان الحضور يقف بالخارج يستمعون للمحاضرة، متلهفين لحديثي ومستمعين له مفتخرين بشخصيتي العربية الإسلامية، وخرجت إبان المحاضرة بنتيجة مفادها أن وقع اللغة العربية في تشاد أفضل مما هو عليه في الخليج لأن ثقافة التغريب اجتاحت الخليج في المدارس والمؤسسات التعليمية، والعامية التشادية أقرب لغة للعربية. 

الثقافة والمعرفة
- في ظل الأزمات التي تعيشها القارة الأفريقية كالإرهاب والمجاعة ... هل هي بحاجة إلى الغذاء أم إلى الثقافة والمعرفة؟
كلا الأمرين يسيران في خط واحد متواز فالجوع خطر والجهل خطر أيضا والتعليم يأتي كأولوية لبناء أي نهضة وأي حضارة وعندما وثقت أفريقيا بمشروعي لخدمة القارة الأفريقية لصالحي مع الضغوطات التي مورست ضدها من تهديدات وإغراءات وإنما وثقت بمشروعي وبشعاري لليونيسكو (أفريقيا أولوية) وهو شعار شكلي في الواقع سابقاً فقد كنت أنوي خدمة القارة الأفريقية لو فزت برئاسة اليونيسكو.

- ماذا كنت ستقدم لقارة أفريقيا في حال فوزك برئاسة اليونيسكو؟
كنت مؤمناً منذ البداية أن الدول الكبرى لن تصوت لي لخدمة أجندتها وأهدافها وإنما أتيت لخدمة الدول التي تحتاج لليونيسكو فبدأت حملتي الانتخابية قبل عامين جاعلاً القارة الأفريقية وجهتي فكنت مخططاً لتعيين كبار المثقفين الأفارقة في أماكن ومناصب رفيعة وركزت على الشباب لأن أفريقيا هي مصدر قوة العالم طاقة شبابية تقدر بـ 70? من سكان أفريقيا.

وعملت على تصميم المشاريع لصالح المحتاجين الأفارقة بدلاً من أن تستفيد الدول الغنية فقط من مشاريع اليونيسكو ومع تلك المعاناة وهو ما أكسبني عدداً من الأصوات التي لا يستهان بها.

- ما مصدر الثقافة الفرانكفونية التي تتمتع بها ؟
عملت سفيراً في باريس لمدة خمس سنوات كما أن دراستي في السوربون أهلتني لإتقان اللغة الفرنسية ولدي موهبة تعلم اللغات لما لها من أثر بالغ في تطوير العلاقات ورفع الكفاءات وبناء القدرات.

- ماذا عن خذلان معظم الدول العربية لمشروعك في اليونيسكو؟
لم أترشح لليونسكو من أجل المال أو المنصب وإنما للعمل وقد صرحت بذلك في جلسة مناقشتي وطلبت منهم ألا يصوتوا لي إذا رأوا أني أتيت للمال والمنصب فقد أخذت من المناصب ما يكفي وما يحزنني أنني أردت العمل ولم أوفق وأن 50? من الدول كانت محتاجة لي ولمشروعي ولو رأيت الدول المنافسة لوجدتها عريقة جداً ففرنسا هي دولة المقر والصين لها تأثير في العالم ومصر وخبراتها المتراكمة في الانتخابات.

- كلمة أخيرة تقولها للشباب الأفريقي؟
أفريقيا قارة واعدة بالرجال والطاقات البشرية ولقد كان مختار أمبو مديراً عاماً لليونسكو وقاد المنظمة بصورة رائعة للغاية، ولدورتين متتاليتين وليس ببعيد لهذه القارة أن تنجب رجالاً يملكون ناصية المعرفة والثقافة فنصيحتي لهم التمسك بالمعرفة والعلم لأنهما عماد الأمم.

الراية