النمسا تتحدث العربية: "لغة الاحزان" تتردد في الامم المتحدة

 

لا يمثل خطاب وزيرة خارجية النمسا كارين كنايسل، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، السبت، باللغة العربية، ترفاً أو استعراضاً لمهارات كناسيل اللغوية. فاللغة العربية، التي نظر اليها العرب بفخر بأنها "لغة القرآن"، باتت بنظر كثيرين حول العالم "لغة الأحزان"، لغة المآسي الممتدة من الشرق الى الغرب، والتي تدرك أوروبا حجمها، وتتضامن معها.

حدثان مأساويان قادا وزيرة خارجية النمسا لتعلم العربية، وللحديث بها على منبر الأمم المتحدة، بفارق أكثر من 20 سنة. أثناء الحرب اللبنانية، عاشت كنايسل في لبنان وتعلمت العربية، كما تعلمت كيف يواصل الناس الحياة رغم الظروف الصعبة. وبعد سنوات، نطقت بها على منبر الأمم المتحدة، لتقول ان "هناك نساء ورجالاً من بغداد إلى دمشق يواصلون الحياة". احترامها لهؤلاء، دفعها لتتحدث العربية، التي وصفتها بأنها "لغة مهمة وجميلة وجزء من الحضارة العربية العريقة". 

من هنا، يصبح خطاب الوزيرة باللغة العربية، رسالة أرادت توجيهها الى العالم، للإضاءة على مآسي هذه المنطقة. رسالة تضامن مع شعوب ترزح تحت الحرب، وتستحق النظر اليها، والاطلاع على أحوالها. فالمتحدثون العرب، انشغلوا بانقساماتهم وهواجسهم، منها هواجس التوطين وتداعيات النزوح، بما يتخطى اي قدرة على دفع العالم للنظر الى العالم العربي من زاوية غير سياسية. من زاوية انسانية، كبلاد تستحق الرعاية والاحتضان، وكشعوب تستحق السلام. 

صوت وزير الخارجية النمساوية، كان مدوياً. قالت ما لم يقله العرب بشكل مباشر من منبر أممي يفترض أنه حامٍ للسلام. قالت للحاضرين: "للإنسانية صوت في قاعة الجمعية العامة، وأستخدم هذه اللغة للتعبير عن صوت أولئك الذين هم خارج هذه القاعة، ويعيشون وسط الحروب والصراعات، لاسيما في الشرق الأوسط".
 

المدن