استثمارات رابحة في الثقافة والإنتاج الإبداعي تضمن صدارة اللغة العربية

 

دعونا في اليوم العالمي للغة العربية، نستكشف كيف أصبحت اللغة الكورية موضع اهتمام الكثيرين من العرب، سواء كانت مسلسلات أو حتى موسيقى وأغاني تأتي في أحيان كثيرة على حساب اللغة العربية.

لا بد من الانتباه إلى أن الاستثمار في  اللغة العربية من خلال منتجات الثقافة والفنون لا يعني العمل الخيري بل هو مكسب هائل اكتشفته دول عديدة فخصصت استثمارات كبيرة لدعم انتشار لغاتها كما هو الحال مع كوريا وبريطانيا وغيرها من الدول التي تتصدر حاليا في عوائد بالمليارات في قطاع أصبح الأضخم لديها.

ومثلا، قررت كوريا عقب الأزمة المالية سنة 2008 العثور على ما يمكنها تصديره للعالم مع محدودية الموارد والمنتجات التي يمكنها الاستفادة منها في ذلك، وتوصلت الجهود الحكومية إلى خلاصة وهي أن أن اللغة والثقافة الكورية هي المصدر الذي لا ينضب والمنتج الأكثر ملائمة لانتشالها من التراجع الاقتصادي،  وسخرت مراكز وخبراء لتصميم منتجات تدمج بعضها اللغة الكورية وتطورها لتخطف اهتمام الشباب حول العالم وها هي تتصدر حاليا في نشر المسلسلات والأفلام والألعاب والأغاني الشعبية وتكتسح اهتمام الشباب حول العالم كما هو الحال مع فرق K-Pop وغيرها بل يكفي الانتباه لاختيار قراء مجلة " تايم الأمريكية" مؤخرا لفرقة كورية للقب شخصية العام 2018!
 
أما في بريطانيا فقد نجح القطاع الابداعي بتحقيق عوائد بلغت 250 مليار جنيه استرليني سنة 2017 ويتوقع أن يكون هناك ضعف هذا الرقم سنة 2018، فهاهو قطاع  السينما البريطانية يشهد نهضة غير مسبوقة بعد بيع 176 مليون تذكرة خلال الأشهر الـ 12 الماضية، وهو رقم لم يُسجّل منذ عام 1971 .

يشيد أستاذ الدراسات العربية والهيلينية في جامعة «ييل»، ديميتري غوتاس، بجهود الترجمة ودورها الهائلة في مساهمة العرب في الحضارة العالمية وكان ذلك حين تُرجمت في بغداد الأغلبية الساحقة من الأعمال العلمية والفلسفية للعصر الكلاسيكي  

لعل أبرز مكاسب الاستثمار في الإنتاج الإبداعي العديدة هو حفظ اللغة العربية وتطويرها بعد جمود وخمول لم يسبق أن شهدته لغة الضاد في تاريخها، خاصة مع تراجع تطويعها لمواكبة التطورات التقنية.

الاهتمام بالاستثمارات في الثقافة العربية هو أحد أهم سبل  تعزيز مكانة اللغة العربية بين شبابها مع غزو العولمة واللغات والثقافات الأجنبية التي يسوق لها بأساليب تخطف البصر.
 

 

arabianbusiness