اتحاد الكتاب اللبنانيين: تحديات تواجه اللغة العربية تهدف الى تمزيق الأمة وتفتيتها
اصدر اتحاد الكتاب اللبنانيين بيانا في "يوم اللغة العربية"، جاء فيه: "يحل اليوم العالمي للغة العربية مناسبة مهمة للتذكير بواجبنا، مسؤولين وكتابا وأدباء وحملة مشاعل علم، حيال لغتنا الأم رمز حضارتنا ودليل ثقافتنا.فاللغة تحصين للإستقلال القومي وتعميق لفهم التراث واستخراج لإجابياته الجمة، كما هي السبيل لخروج كثير منن ناس المجتمع العربي وجماعته من ضيق الإنتماء الطائفي والمذهبي والإثني الى رحاب العروبة الحضارية الجامعة التي تتسع لكل مكونات أبنائها كما كانت سابقا وكما ينبغي ان تكون مستقبلا.ان الأمم تتوسل لغاتها الأم لتبني تقدمها الحضاري من دون أن تنعزل ومن غير أن تذوب، وها هي الأمثلة حية أمامنا في مغارب الأرض ومشارقها، قديما وحديثا.
إن الغرب حين افاد من الحضارة العربية لم ينس لغته اللاتينية، والصين وهي تستفيد اليوم من السبق العلمي الغربي فإنها تبني مستقبلها وهي أكثر تمسكا بلغتها وثقافتها وحضارتها.وما يزيد من تمسكنا بهذه اللغة العظيمة والجميلة هو ميزاتها التي لا تضاهيها ميزات اللغات الأخرى اتساعا واشتقاقا وقدرة على التعبير، فضلا عن أنها لغة القرآن الكريم الذي يدين به ربع البشرية على الأقل.
في يوم اللغة العربية، لا بد أن نتذكر التحديات التي تواجه هذه اللغة ليست لأنها لغة غير لغتهم، بل لأنها لغة العرب، والعرب يقيمون على ملتقى قارات ثلاث، ويمتلكون ثروة وموارد أولية هي محط اطماع المستعمرين والصهاينة، لذلك نراهم يحاربون لغتنا تارة تحت ستار التمدين المزيف وطورا تحت ستار قصورها عن مواكبة العصر وتعبيراته العلمية والتقنية، وهم في كل ذلك يخفون خبث أطماعهم تحت ستاتر نبل مقاصدهم.
ان اللغة العربية هي العنصر الأهم في وحدة مجتمعاتنا وتكامل وطنياتنا وهم يريدون لنا التفتيت والتقسيم والتجزئة لنبقى في حالة التخلف كي يتمكنوا من نهب ثرواتنا وجعلنا سوقا استهلاكية لبضائعهم وشركاتهم المتعددة الجنسيات.
من هنا، فإننا كاتحاد كتاب لبنانيين ندعو الى ما يلي:
تنفيذ مقررات القمم العربية المتخذة بشأن اللغة العربية، بعمل مباشر من جامعة الدول العربية التي وإن عجزت عن لم الشمل السياسي فعلى الأقل لتبادر في الشأن اللغوي.
وان تبادر الجامعة الى الطلب من الأمم المتحدة لتعديل تاريخ يوم اللغة العربية ليكون متلازما مع ذكر احد رموز هذه اللغة كالمتنبي مثلا.
تعديل مناهج تعليم اللغة العربية لتعود لغة تشويق وجمال، فلا ينفر منها الطالب ولا يعجز عن شرحها المعلمون.
ان يتعهد كل كاتب وكل أديب وكل معلم وأستاذ جامعي الى عدم الكتابة قطعا بالأحرف اللاتينية في كتابته نصا بالعربية على وسائل التواصل الإجتماعي، بل ان يعتذر عن تلقي أي رسالة بهذه الأحرف.
ان تمتنع الوزارات والإدارات الرسمية عن كتابة أي إعلان رسميٍ باللغة العامية.
ان تخصص المدارس جوائز للطلاب المتفوقين في اللغة العربية وأن تعمل على توسيع مكتباتها بما يشجع الطلاب على المطالعة باعتبارها وسيلة توسيع لمدارك الطلاب وثقافتهم والدفع بهم نحو الإبداع.
ان تشجع وزارة الثقافة، بما هو أكثر من الكلام، الهيئات الثقافية والمكتبات العامة لتفتح أبوابها أمام قراءات ومناقشات أدبية ولغوية.
ان تفرج وزارة المال عن المساعدة الهزيلة لاتحاد الكتاب اللبنانيين الذي يعمل بميزانية قيمتها صفر كي يسهم في النشاطات الأدبية والثقافية، وكي يكون قادرا على تمثيل لبنان في المحافل العربية وأمام اتحادات الكتاب العرب الذين تخصص لهم دولهم ميزانيات لا بأس بها".
الوكالة الوطنية للإعلام
|