
اللغة العربية
د. عيسى صالح الحمادي
تتويجًا لصاحبة الجلالة ملكتنا «الضاد»، وعشقًا لأميرة اللسانيات، وتقديسًا لحروف النور التي نزلت من رب السماوات، والتي تربعت على عرش العلم والمعرفة والثقافات، خلال القرون الماضيات، نحتفي في هذا المشهد البديع بلغة الحياة، اللغة العربية.
إنها طموحات المجتمعات العربية والإسلامية، وأمانة تناقلتها الأجيال جيلًا بعد جيل، لنقف عند انتصارها العظيم لأن تكون ضمن اللغات الرسمية الست في الأمم المتحدة من بين أكثر من ستة آلاف لغة حول العالم، وقفة اعتزاز وإجلال، وفخر وامتثال، إنها اللغة العربية، الهوية الوطنية والعربية والإسلامية.
إنهُ تعهد رباني، فإذا تعهد الله بحفظ كتابه فقد تعهد بحفظ أداتها، اللغة العربية، إنها طموحات قياداتنا الرشيدة والقيادات الخليجية والعربية. إنها تطلعاتهم وطموحاتهم في تطوير تعليمها لأبنائنا وبناتنا، وأمانة تناقلتها الأجيال، جيلًا بعد جيل، ومن هذا المنطلق فقد سعى قادتنا الحكماء لتأسيس مركز متخصص في تطوير تعليمها وتعلمها، إنه المركز التربوي للغة العربية لدول الخليج، الذي تم إعلان إنشائه في اجتماع المؤتمر العام لوزراء التربية بدول الخليج في دورته التاسعة عشرة في مسقط 2007، والذي حظي بمبادرة كريمة لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة في احتضانه المركز في المدينة الجامعية بالإمارة الباسمة بالعلم والثقافة.
ونتتبع جهود دولة الإمارات في رعاية مبادرات اللغة العربية، السبّاقة والمتميزة، في النهوض باللغة العربية سعياً لتحقيق «رؤية الإمارات 2021» التي تهدف إلى جعل دولة الإمارات مقر امتياز في اللغة العربية، بتوجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، من خلال حزمة من المبادرات النوعية الهادفة إلى الحفاظ على اللغة العربية، والتي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله، التي تتمثل في العديد من البرامج والفعاليات والجوائز، تبوأت من خلالها الإمارات مكانة مرموقة في مقدمة الدول، في إطار الجهود الرامية للنهوض باللغة العربية وإعادة هيبتها ومكانتها التاريخية في مجال العلوم والمعرفة والتواصل الحضاري وتلمس رؤية القيادة وتوجيهاتها بالعناية باللغة العربية ومبادرة حاكم الشارقة في تأسيس رابطة للغة العربية وغيرها من المبادرات الواعدة.
إن اللغة العربية تحتاج إلى تضافر الجهود المجتمعية التي تجعل منها قاسماً مشتركاً، لهذا لا بد من أن نقوم جميعًا على العمل وبوقت واحد في المجالات التعليمية والإعلامية والمؤسساتية، وعلى جميع المستويات ببذل الجهد والعطاء وتقديم الرعاية لتطوير تعليم اللغة العربية وتعلمها وحمايتها.
الخليج
|
|
|