فـي حـــال اللغـة العربيــــــة

 

عودة الحديث عن إصلاح المنظومة التربوية تؤدي بنا إلى الحديث عن حال اللغة العربية، وهو حال لا يقل تدهورا عن اللغة الفرنسية. والملاحظ بخصوص اللغة العربية أن عملية اختيار النصوص الأدبية المعتمد للقراءة، هو الذي يجب إعادة النظر فيه. فكيف يتسنى لتلميذ في الثانوي أن يتمكن من إدراك مغزى نص شعري في غاية التعقيد، مثل تلك النصوص المستمدة من الشعر الجاهلي، ولشعراء أمثال  عنتر ابن شداد˜، ولغته العربية الصعبة التي لا يمكن فهمها وإدراك معانيا إلا في مرحلة متقدمة من التعليم. والملاحظ أن هذه الصعوبة التي تواجه الطالب الثانوي وهو يسعى لتعلم أسرار اللغة العربية بقصائد شعرية في غاية التعقيد، هو الذي يخلق النفور من اللغة العربية، ويؤدي للأسف الشديد إلى تدني المستوى. كان على المشرفين على الكتب المدرسية اختيار نصوص أدبية أقل صعوبة من نصوص عنتر ابن شداد، الذي يصف حياة اجتماعية غابرة. فنصوص السهل الممتنع، أو نصوص العصر الحالي هي التي تعطي لهذا التلميذ قدرة على الاستيعاب والفهم، وحب اللغة العربية وإتقانها، وكل تعقيد في النصوص المختارة سيؤدي حتما إلى مزيد من النفور من هذه اللغة التي كتب بها طه حسين وتوفيق الحكيم ومفدي زكريا وعبد الحميد بن هدوقة نصوصا جميلة بلغة سهلة يفهما الجميع. إن العصر الحالي هو عصر النثر، وليس عصر الشعر. 

 

المحور