اللغة العربية والرياضة

أ. محمد جميل عبد القادر

 ندما نقرأ بعض الصحف العربیة أو نسمع لغة بعض مقدمي البرامج الإذاعیة والتلفزیونیة ومنھا

الریاضیة، نشعر بالحزن لأنھم یستعملون اللغة العامیة بشكل یسھم في ھدم صرح ھذه اللغة
وتشتیت أھدافھا وقیمھا.
اللغة العربیة، كما قیل، ھي اللسان الناطق بھویتنا العربیة والمعبرة عن المقومات الفكریة والثقافیة
والمعرفیة للأمة العربیة، فالعربیة لغة القرآن الكریم، فقد شرفت بما حباھا الله جل وعلا من قدر
ومكانة مرموقة بین الأمم؛ إذ یقول المولى تبارك وتعالى ”كنتم خیر أمة أخرجت للناس“.
إن ما یحدث الآن ھو ثورة معرفیة حقیقیة، ھي ثورة المعلومات والاتصالات التي تعتمد التكنولوجیا
المتقدمة وشبكات التواصل الاجتماعي وعلى كفاءة استخدام ھذه التقنیة في جمیع مجالات الحیاة.
إننا لا ننادي باستعمال اللغة العربیة الصعبة في إعلامنا الریاضي، خاصة التعلیق الریاضي، بل
نرید لغة سلیمة بسیطة یستوعبھا الإنسان العربي مھما كانت ثقافتھ بیسر وسھولة وتحافظ على قیم
الریاضة نفسھا ولغتنا العربیة غنیة تستوعب ذلك.
في مرات كثیرة نقرأ أو نسمع أو نشاھد بعض العجب العجاب من مفردات وجمل غریبة على اللغة
العربیة، بعضھا یخترعھا ویفرضھا علینا المقدم أو المعلق أو الصحفي الذي یمعن في تكرارھا
لتصبح واقعا مفروضا علینا وعلى كل الأجیال، خاصة الأطفال والشباب.
إننا ندرك أن كل نوع من الإعلام یحتاج لأسلوب خاص في التخاطب وأن لون التخاطب في
التواصل الاجتماعي یختلف في مضمونھ ومحتواه وأسلوبھ عن وسائل الإعلام القدیم بعد تسمیة ھذا
التواصل بالإعلام الحدیث الذي أفرزتھ العولمة التي اعتمدت على تكنولوجیا الاتصال.
في أواسط الثمانینیات، تبنى الاتحاد العربي لكرة القدم، برئاسة الأمیر فیصل بن فھد -رئیس
الاتحاد- تعریب المصطلحات الریاضیة الأساسیة ووضع معجم لذلك التزم بھ عدد كبیر من
الإعلامیین الریاضیین العرب ونجحت التجربة، لكن ھذا الأمر تراجع مرة أخرى إلى العامیة
المطلقة التي أضاعت حلاوة ومعاني اللغة العربیة السلیمة، ما یستدعي إعادة النظر في ھذا
الموضوع المھم.

الغد