اللغة العربية ولغة الانترنت

د. نور أحمد عثمان

 

واجهت اللغة العربية في العصور الماضية وما زالت تواجه تحديات جسام لمحاولة إضعافها، وإظهار قصورها إزاء مصطلحات أو عبارات جديدة فرضها التطور والإزدهار، وأولى هذه المحاولات هي عزوف شبابنا عن الكتابة باللغة العربية الفصحى، وحلول اللغة الموازية لها (لغة الانترنت) من دون إلتفاتهم إلى العواقب التي سوف تودي بلغتهم إلى التهلكة والدّمار حينما يجسّدون منطوقها أي حروفها وألفاظها وجملها برموز أخرى كالأرقام والأحرف اللاتينية وذلك بهدف، الوصول إلى كتابة حيادية لا مردّ ثابت لها. وهم في ذلك لم يسهموا بتدمير لغتهم فحسب، بل إنهم أسهموا أيضاً بضياع جهود أجدادنا الذين اكتشفوا الأبجدية العربية وأضاعوا في سبيلها أشواطاً من الزمن حتى رسموها ووضعوها.

فأين جهود «أبوأسود الدؤلي» واضع النقاط على الحروف في ظلّ زمن استغنى عن الحروف المنقوطة وغير المنقوطة؟ وأين جهود النّحاة وعلماء الصرف والبلاغة في ظل التنازل العربي الدائم عن الأسس المتأصلة، والتتبع الدائم للغرب؟
 

اللواء