اللغة العربية والمساواة بين الجنسين

أ. كريم مجدي

 

"نطمح للمساواة، نبني بذكاء، نبتكر من أجل التغيير"

هو شعار #يوم_المرأة العالمي المقرر إحياؤه في يوم 8 أذار/مارس، إلا أن الجزء الأول من الشعار لا يتحقق كاملا على مستويات مختلفة في العالم العربي.

وبينما يسعى العالم حاليا إلى تحقيق المساواة بين الرجل والمرأة في كل المجالات، قد تغيب المساواة في تواصلنا مع الآخرين يوميا في العالم العربي من دون أن نشعر، بسبب طبيعة اللغة.

وفي حين أن معظم لغات العالم تحاول المساواة بين المذكر والمؤنث في قواعدها، فإن اللغة العربية اعتمدت قاعدة تغليب المذكر على المؤنث، إذ رأى النحاة العرب أن التذكير هو الأصل وأن التأنيث اختصاص.

على سبيل المثال، لا تفرق صيغة الجمع في اللغة الإنكليزية بين الجنسين مثلما نقول Engineers, Players و Journalists، أما اللغة العربية تميل لتذكير الجمع مثلما نقول في صحافيون مهندسون ولاعبون.

لذلك، وضعت الأمم المتحدة دليلها الخاص لصياغة لغوية شاملة جنسانيا، لا تنطوي على تمييز ضد جنس أو نوع اجتماعي معين أو هوية جنسانية معينة ولا تكرس القوالب النمطية الجنسانية.

ويشمل دليل الأمم المتحدة مبادئ توجيهية يمكن أن تطبق على أي نوع من أنواع التواصل، سواء أكان شفهيا أم كتابيا، رسميا أم غير رسمي، موجها إلى جمهور داخل المنظمة أم خارجها.

وتقوم استراتيجية الأمم المتحدة في تحقيق المساواة بين الجنسين في اللغة العربية على ثلاث طرق:

1- استخدام عبارات غير تمييزية

مثال، قل :

"حضر الدكتور نبيل كريم وسميرة الاجتماع"

لا تقل:

"حضر كل من الدكتورة سميرة أمين والدكتور نبيل كريم الاجتماع"

2- الإفصاح عن نوع الجنس إذا كان ذلك ضروريا

وتقوم هذه الاستراتيجية على أساليب مثل الجمع بين المؤنث والمذكر، فعلى سبيل المثال:

قل:

"لدى العاملات والعاملين فرص متساوية"

لا تقل:

"لدى العاملين فرص متساوية"

3- عدم الإفصاح عن نوع الجنس إذا لم يكن ذلك ضروريا

 

الحرة