اللغة العربية: ليست لغة عنف أو حب

أ. محمد رياض العشيري

 

ينحو المتحدثون بالعربية، خاصة في يومها العالمي، في الثامن عشر من ديسمبر/ كانون الأول من كل عام، إلى الاحتفاء بلغتهم والاحتفال بجمالياتها، حروفا وأصواتا، وإسهاماتها في الحضارة.

ويميل بعض هؤلاء في الوقت ذاته إلى الشكوى من الخطر الذي تواجهه اللغة من قبل "هجمات" اللغات الأجنبية، واللهجات أو العاميات المحلية.

ووسط هذا الاحتفاء من جانب، والشكوى من جانب آخر، يغفل متحدثو العربية خطرا جللا آخر آخذ في التغلغل عبر وسائل الإعلام ووسائط التواصل الاجتماعي، يتمثل في خطاب العنف والتطرف، وإشاعة الكراهية ضد طوائف المجتمع بعضها بعضا.

هل هناك لغة عنيفة؟
ومن يتصفح المواقع الإخبارية هذه الأيام، ومواقع التواصل الاجتماعي يجدها مليئة بكلمات وتعبيرات من قبيل "عنف"، و"إرهاب"، و"قتل"، و"ذبح"، و"قطع رؤوس"، و"خطف"، و"رهائن"، خاصة في أعقاب ظهور تنظيمات وجماعات يتسم نهجها الفكري بالتشدد والتطرف المذهبي المتستر وراء غلالة نسيجها الدين. بل إن كثيرا من هذه التنظيمات والجماعات يتعمد استخدام مفاهيم دينية قديمة، من قبيل "خلافة"، أو "الدولة الإسلامية"، لها في أذهان كثير من الناس وقع إيجابي.

كلمات جديدة تدخل قاموس اللغة العربية
ويتوهم بعض متحدثي العربية أن شيوع مثل هذه الكلمات في اللغة المتداولة في الخطابين الديني والسياسي كليهما جعل من العربية لغة "عنيفة"، بل حولها - في رأيهم - من لغة عرفت بـ"الرقة" وشعر الغزل والحب والصوفية، إلى لغة طغى عليها العنف والتطرف.
 

بي بي سي