الدنمارك - : 7 تحديات أمام تدريس اللغة العربية لأبناء الجالية المسلمة
هاني صلاح
على الرغم من الفرص المتاحة أمام تدريس اللغة العربية بالدانمرك في المدارس الخاصة أو حتى الحكومية إذا كان عدد الطلاب كاف ويتطلب ذلك؛ هذا بالإضافة لمدارس "الأحد" التي تدرس اللغة العربية لأبناء الأقلية المسلمة بالدانمرك خلال عطلة الأسبوع؛ إلا أنه مازالت هناك تحديات كثيرة تقف عائقاً تعليم اللغة العربية لأبنائها في الغربة بالشكل الذي يحقق الهدف المرجو منها.
جاء ذلك خلال حوار الأقليات المسلمة الذي يجريه موقع "الأمة" هذا الأسبوع من الدانمرك، وفي سياق الإجابة على سؤال للمشارك "عماد حلاق"، وهو مدرس اللغة العربية في جامعة كونكورديا في مونتريال بكندا، ومؤسس جمعية سلسبيل الضاد لتعليم العربية لغير الناطقين بها، حول الصعوبات التي تواجه تعليم اللغة العربية في الدانمرك.
وننشر اليوم الإجابة على هذا السؤال، على أن ننشر إجابات أسئلة الحوار كاملة بعد غدٍ الجمعة.
وقد أشارت ضيفة الحوار "منية البلطي"، رئيسة قسم النساء بالمجلس الإسلامي الدانمركي، إلى أنه يمكن تدريس اللغة العربية بالدنمرك في المدارس الخاصة التي تدرس إلى جانب البرنامج التعليمي العام اللغة العربية. وهذه المدارس مثل جميع المدارس الخاصة فى الدنمرك تتلقى دعما حكوميا.
ولفتت إلى أنه يمكن تدريس اللغة العربية في بعض المدارس الحكومية؛ إلا أن هذا مرتبط عموماً بسياسات البلديات المختلفة، ونسبة الأجانب، فيها فتدرس اللغات الأم ليس كمادة ثابتة؛ وإنما كبرنامج لمشاريع تطرح عند الحاجة.
إضافةً لم سبق، فهناك مدارس آخر الأسبوع، وهى مدارس أنشأتها جمعيات ومؤسسات أرادت بذلك سد العجز فى تعليم اللغة العربية من بينها المجلس الاسلامى الدنمركى الذى أنشأ سنة 2010مدرسة أبى بن كعب لتعليم اللغة العربية. بحسب "منية البلطي".
كما شارك في الرد على نفس السؤال،"على بن يحي"، الخبير في طرائق تدريس اللغة العربية بالدانمرك. وتحدث باستضافة عن الصعوبات والمعوقات التي تواجه تعليم اللغة العربية في الدنمارك.
أولاً: فيما يتعلق بالمعلم:
1 ـ عدم أو قلة أهلية المعلم أو المتطوع في تعليم اللغة العربية بالطرائق التربوية الحديثة في مجال أساليب التدريس والتقويم، وعلم النفس التربوي، وعلم نفس الطفل.
2 ـ قناعة المعلم بالطريقة التي علمه إياه معلمه العربية في طفولته، وإسقاطها على طلبته من أبناء هذا الجيل، وهذا ما يسبب نفوراً من تعلم العربية وعدم الرغبة فيتعلمها.
3 ـ جهل القائم على تعليم العربية بعلم فن إدارة الصفوف، والتعامل مع سلوكيات الطلبة.
ثانياً: فيما يتصل بمدير المدرسة:
إعطاء الأولوية لأمور أخرى على حساب تعليم العربية، والنظر إلى العربية من منظورين، أولهما، إيمانه المطلق بضرورة تعليمها، وثانيهما، ضرورة تسيير أمور المدرسة حتى لو كان ذلك على حساب تعليم العربية.!؟.
ثالثاً: حول ثنائية اللغة:
فلم تعد العربية هي اللغة الأم للطلبة، مما يجعل المفردات والمصطلحات الأولى في الذاكرة اللغوية والاتصالية لهم هي مفردات ومصطلحات البلد المُقام فيه.
رابعاً: الأهل أو ولي الأمر:
1 ـ قلة الوازع الديني لولي الأمر يجعله يقصر في التواصل مع أبنائه بالعربية. إلقاء العبء على المدرسة المعنية بتعليم العربية، لتنحية لوم الضمير، وظنا منه أنه قد أدى الواجب المطالب به.
2 ـ البيات الشتوي لولي الأمر واستيقاظه في مرحلة متأخرة، فالهرولة المتأخرة في تسجيل أولاده لتعلم العربية.
3 ـ عدم توفير المحطات التلفزيونية الهادفة والتي تساعد الأبناء في تعلم العربية تعبيرا.
خامساً: المناهج المستخدمة:
1 ـ وأقصد هنا ذاك النوع من المناهج التقليدية والتي لا تعلم من العربية إلا القراءة والكتابة، أو المناهج المستوردة والتي تخاطب أبناء البلد الذي أُلفت فيه، وتهمل الخصائص النفسية والاجتماعية والثقافية للطالب الذي يتعلم العربية في بلاد الغرب.
2 ـ أضف إلى ذلك قلة الوسائل التعليمية المرافقة للمناهج التي أعدت في الغرب، وغياب فلسفة واضحة لهذا المنهاج في الجانب النفسي والاجتماعي والتربوي...الخ.
سادساً: المتعلم نفسه:
فقد أصبحت خصائص المتعلم في خطر نتيجة سوء استخدام وسائل التقنية الحديثة كالألوان الالكترونية، والألعاب الالكترونية والهواتف المحمولة...الخ، مما يتطلب من القائمين على تعليم العربية البحث الدؤوب لابتكار طرق جديدة في التعليم تتماشى مع خصائص بعض المتعلمين والذين أصبحوا يعتمدون على الأداة الجامدة الخالية من الوجدان،أكثر من اعتمادهم على المعلم.!؟
سابعاً: المدارس المعنية بتعليم العربية:
وذلك من خلال عدم التوافق فيما بينها، فلا يوجد منهاج موحد، ولا حتى اجتماعات أو لقاءات تشاورية بهدف تخطي هذه العقبات، فكل على ليلاه يغني.
أمل في الأفق..
ولكن، ورغم ذلك... فهناك عنوان يلوح بريقه زارعا الأمل في نفس كل مهتم بتعليم لغة القرآن الكريم.. فقد تم بفضل الله تعالى إنشاء بعض المؤسسات التربوية الهادفة إلى تطوير طرائق تدريس العربية للناطقين بغيرها، وتأهيل معلم اللغة العربية، كمؤسسة بيت الضاد في الدنمارك والتي عقدت أزيد عن 29 دورة في مجال طرائق تدريس العربية، والتربية الإسلامية مخاطبة بذلك أكثر من 850 معلم ومتطوع في مجال تعليم العربية.
الأمة
|
|
|