|
أنا عربي مشروع قصصي لمقاومة تغريب الأطفال
هدى الدلو
أفكار شبابية ريادية تحلق عاليًا لتصنع مستقبلًا لشباب في ريعان عمرهم، صمموا على استثمار عقولهم، وإعمالها في تحقيق كل ما يحلمون به من أفكار إبداعية مميزة.
مشروع "أنا عربي" الذي يقدم محتوى قصصيًّا للأطفال بطريقة جديدة ممزوجة بالرسوم الكرتونية التي يفضلها الأطفال نستعرضه أنموذجًا لتلك الأفكار الإبداعية، صاحبة المشروع كاتبة القصص فيه أسماء أبو تيلخ (25 عامًا) خريجة تكنولوجيا معلومات تخصص تطور برمجيات أطلعتنا على حيثيات هذا المشروع.
الثقافة العربية
فقالت: "أنا من هواة الرسوم و(الكرتون)، وكنت أتابع المسلسلات الكرتونية اليابانية وأفلام (الكرتون) بشغف، ولكن وجدتُ أن محتواها لا يناسب ثقافة العرب، وبدأت التفكير بإنتاج مسلسلات كرتونية تتوافق مع الثقافة العربية".
وأضافت أبو تيلخ: "إن إنتاج مثل هذه المسلسلات يحتاج إلى جهود تفوق الجهود الفردية ومكلفة ماديًّا، ففكرتُ بشيء يناسب قدراتنا وإمكاناتنا البسيطة"، مبينة أنهم في المشروع حاولوا تغطية النقص في المحتوى العربي الموجود في السوق من ناحية القصص المصورة، فتطرقوا إلى مجال الكوميديا، والثقافة، والمغامرة، والعلوم، والتاريخ، والثقافة العربية.
وأشارت إلى أنهم يهتمون بنشر اللغة العربية الفصحى، وخاصة بين الأطفال عند الجاليات العربية في الدول الأجنبية، لافتة إلى أن هذه القصص تستهدف المراحل العمرية ما بين (12 و18) سنة، ومتوافرة على موقع إلكتروني، وعلى تطبيقات الهواتف الذكية.
وبينت أنها استهدفت هذه الفئة تحديدًا؛ لأنها تعاني نقصًا في المحتوى العربي الموجه إليها، ويسلط عليها الغرب أفكاره التي لا تناسب ثقافة المجتمع.
رسوم رمزية
وتابعت أبو تيلخ: "كتبت القصص الأولى: "عالم الأعماق" وهي عبارة عن 4 أجزاء، و"إنقاذ المستقبل" (3 أجزاء)، ويمكن للأفراد قراءتها عن طريق الاشتراك في الموقع الإلكتروني الخاص بالمشروع، إذ ترسل القصص للمشترك شهريًّا على مدار عام كامل، مقابل رسوم اشتراك رمزية تبلغ (10 شواقل) في السنة".
وبينت أن الفريق لم يستبعد هدف الربح من المشروع؛ فهو الأساس الذي يعتمدون عليه في استمرار المشروع بعد انتهاء دعم مشروع "مبادرون" لهم، إلا أنهم يعملون في البداية على استقطاب فئات عمرية كبيرة يمكن الاعتماد عليها بعد ذلك في جذب تمويل للمشروع، أو نشر قصصه وأفكاره.
أما الصعوبات فكانت على عدة مستويات، منها: الاجتماعي وتقبل المجتمع والأهل فكرة عمل الفتاة في المشاريع الريادية، وصعوبة الوصول إلى المحتوى القصصي الذي يعمل على سد الفجوة في ثقافة وسلوكيات الطفل العربي، وصعوبة تكوين الفريق الذي كان التحدي الأكبر، إضافة إلى صعوبة التسويق والوصول إلى السوق الخارجية، على حد قول أبو تيلخ.
وتطمح أبو تيلخ إلى توسيع مشروعها، وإنتاج المزيد من القصص التي يمكن أن تؤثر في الأطفال، وطباعتها وتحويلها إلى رسوم متحركة، وتأسيس شركة قوية قادرة على توفير المحتوى العربي المنافس للمحتوى الأجنبي، والوصول إلى كل طفل عربي ليكون أنموذجًا من القيم والمفاهيم.
فلسطين
|
|
|
|