الطـب باللغـة العربـيـة .. عـود على بـدء

زهير أحمد السباعي


 كتـبـت مقالتي السابقة عن ضرورة تدريس الطب باللغة العربية بالإضافة إلى إجادة لغة أو أكثر أجنبية على اثر محاضرتين ألقيتهـما حول نفس الموضوع. الأولى كانت بجامعة الملك عبدالعزيـز ، والثانية في منتدى الروضة بدعوة من أخي الدكتور واصف كابلي .. إليكم بعض الأرقام التي أبرزتـها في محاضرتي كأساس لدعوتي ودعوة كثير من الزملاء لتدريس الطب والعلوم الطبية باللغة العربية.
1ــ نسبة المصطلحات الطبية في كتب الطب ومراجعه لا تزيـد على 3.3% من مجموع الكلمات إذا استثنينا التكرار.
2 ــ حصيلـة طالب الطب من اللغة الانجليزية في كليات الطب في البلاد العربية لا تساعده على سرعة القـراءة أو طلاقة الحديث باللغة الانجليزية . ذلك أن دراسته للطب باللغة الانجليزية لا تؤدي إلى تطويـر لغته الانجليزيـة كما يؤدي إلى ذلك دراسة اللغة كلغة. وهذا ما يفعله طلاب الطب في فنلندا والسويد والدنمرك والنرويج وإسرائيل. يتعلم أحدهم الطب بلغـته الأم وفي الوقت نفسه يجيد لغة أو لغات أجنبية ولا يعطى شهادة لممارسة الطب إلا إذا اجتاز امتحانا عاليا في لغة أجنبية.
3 ــ سرعة القـراءة ومدى الاستيعاب يزدادان بمقدار 80 % على الأقل إذا قـرأ الطالب العربي مقالا طبيا باللغة العربية عنه باللغة الانجليزيـة.
4 ــ الكتب والمـراجـع الطبية باللغة العربية المتوفرة حاليا أكثر بكثير من حاجة طالب الطب حتى مرحلة البكالوريوس ( ولا أتحدث هنا عن الدراسات العليا فلكل حدث حديث).
5 ــ يوجد في كليات الطب بالعالم العربي أكثر من 25.000 أستاذ لو أن كلا منهم كلف بتأليف أو ترجمة مقال طبي كل سنة وكتاب طبي كل سنتين لتوفر لدينا في السنة الواحدة 25.000 مقال طبي و 12.500 كتاب طبي باللغة العربية.
أتمنى أن يأخذ المسؤولون في وزارة التعليم العالي البادرة بعقد ندوة يتناظر فيها الفريقان المحبذون والمعارضون لتعليم الطب وعلومه باللغة العربية . ويعرضون تجربة ظاهرة للعيان عن الفرق بين سرعة واستيعاب طلاب الطب إذا ما قرؤوا فصلا من كتاب طبي باللغة الإنجليزية ونفس الفصل باللغة العربية. وإذا ما تبدى لها وجـه الصواب أخذت به وسيتبعها في ذلك بقية الجامعات في الوطن العربي. وأجدني أكرر للمرة المائة بعد الألف أن طالب الطب يجب أن يجيد لغة أجنبية أو أكثر. هذه الإجادة لا تتأتى بتدريس الطب بلغة أجنبية بقدر ما تتأتى بدراسة اللغة كلغة.


عكاظ