كسر أفق التوقع في شعر نزار قباني

د. أحمد عبد الرحمن الحميد

يرى شوقي بزيع أن من يدرس شعر نزار قباني " يصب متعتين اثنتين في وقت واحد: متعة قراءة نزار من جديد ، ومن ثمّ إعادة الصلة بهذا المعين الهائل من الرؤى والأطياف والجمالات ، ومتعة إزاحة النقاب عبر الكتابة عن بعض الأسرار والمكونات  والكشوفات  التي جعلت من نزار واحدا من أجمل شعرائنا المعاصرين "(1) . ربما لا نختلف مع بزيع فيما ذهب إليه ، ولكن يجب أن لا نغفل عن حقيقة مهمة، وهي أن من يقارب عالم نزار باحثا وناقدا، سيجد نفسه أمام مهمة ليست باليسيرة، وهذا ما ألمح إليه محمد شكري عيّاد بقوله : " عندما ينزل الناقد بأرض نزار قباني يشعر بقلق غير عادي "(2)، ولعل لهذا القلق ما يبرره في نظر عبد السلام المسدّي "  فنزار ظاهرة  ، هو ظاهرة على الحقيقة لا على المجاز ، ولكل راصد وجهته في تحديد زاوية النظر حيال هذه الظاهرة . هي ذات حجم تاريخي لأن السنين قد توالت ، وبعض العقود قد تضافرت ، والاسم مع ذلك حاضر قائم .... وهي ذات عمق إبداعي إذا التفّت كثافة الكم كليا، على غزارة التنويع، فحوّلت المقول الشعري فيضا ضاغطا يزعج على قدر ما يريح ، فيطمئن بسكينة حينا ويربك بمتاهات القلق أحيانا وأحيانا" (3) . إن الحديث في هذه القضية طويل متشعب، لكننا آثرناه مدخلا لدراسة ظاهرة كسر أفق التوقع في شعر نزار قباني .
إذا كان مفهوم " أفق التوقع " من أهم المفاهيم التي طرحتها نظرية التلقي ، فإن كسر أفق توقع المتلقي من أهم ما ميّز شعر نزار قباني عن غيره من الشعر العربي الحديث ، وأكسبه هذا الحضور الذي لا يكاد يدانيه حضور شعر شاعر آخر من معاصريه؛ ولذلك قال عنه الأستاذ جبرا إبراهيم جبرا : "أن يكتب شاعر في الحب كما يكتب نزار قباني، بهذه النضارة ، وهذا التوقد ، وهذا النبض الحار المستمر طوال ثلاثين عاما ، فذلك شيء آخر. شعر كهذا يظل رفيقا لكل من يقرأ، مهما امتدت السنون ، وما دام في النفس رمق ، وفي العين نظر ، لأن المفاجأة فيه دائما متجددة ، والشباب فيه ينبوع لكل من يشرب"(4)، وإذا كان لكسر أفق التوقع درجات متفاوتة في بعدها أو قربها مما كان يتوقعه المتلقي ، فإن نزار يعمد إلى بلوغ أقصى درجات الإدهاش التي يمكن أن تصل حد الصدمة ، وكان يقوم بهذا العمل عن وعي تام ، وليس وليد مصادفات تأخذه إليها بعض القصائد . ولعل في تسليط الضوء على رؤية  نزار للتجربة  الشعرية، ما يكشف لنا بعض أسرار قصائده، ويساعدنا على استجلاء كثير من دوافعه الخفية ، في ما لاح له من رؤى ، وما اتخذه من مواقف .
أ-  كسر أفق التوقع في الصورة :
    ثمّة شبه إجماع لدى النقاد الذين تعرضوا لشعر نزار قباني، على أن أهم ما ميّز هذا الشعر على مستوى الفن، هو الصورة، ولذلك يقول محمد شكري عيّاد:" وغاية ما يمكن القول: إن نزاراً يملك القدرة النظمية بدرجة عالية، وأنه شاعر مصور وليس شاعرا متفلسفا, ويبقى إبداعه العظيم هو في النهاية إبداع لغوي"(5). ويؤيد هذا الرأي ولكن بصورة أكثر عمقا وشمولية، قول المسدّي:" قد يكون نزار ولد شاعراً، وربما شاعرا ناثرا، فلا أحد بقادر على أن يرجم في ذلك بغيب، ولكن اليقين الذي ليس وراءه يقين أن صاحبنا قد ولد صائغا للصورة، وبالصورة قد دخل بيت الشعر وأقام في فناء التفعيلة."(6). من هنا كان لابد من الدخول إلى فضاء الصورة لتتبع مفاجآت نزار فيه، ولكننا سنكتفي بواحدة من هذه المفاجآت وهي:
التسامي الجمالي:
لم تكن غاية الصورة , في وقت من الأوقات , عند نزار إشباع غريزة أو شهوة في لحظة هياج أو اندفاع ، وإنما كانت غايته دائما ، ما عدا بعض الاستثناءات التي لا يقاس عليها         ( قصيدة أفكر بأصابعي)، إشباع متعة جمالية، وهذا الأمر مرتبط بحقيقتين : الأولى: تتعلق بمفهوم الجمال عند نزار, والثانية: تتعلق بمفهوم الشعر لديه . أما عن الأولى فإن  محيي الدين صبحي يقول: "والشاعر[ أي نزار قباني] على حقّ في هذا الموقف، من زاوية علم النفس والفلسفة الحديثين, يؤيده في موقفه اثنان من أكبر الثقاة في هذا العصر. يقول الفيلسوف جورج سانتيانا: ... وعلى الرغم من أننا نصرّ على اعتبار الجمال صفة لشيء, فهو في الواقع المتعة الحادثة فينا وفي نظرتنا العادية العامة إلى العالم"(7) ، وأما عن مفهوم نزار للشعر فإنه يراه، أولا وأخيرا، طريقة عرض، يقول نزار:" عندما أقرأ شاعرا من الشعراء فإنني لا أهتم بما يقوله بقدر ما أهتم  بكيف يقوله, فكل شعراء العالم ينفعلون بذات الطريقة، ولكن كل واحد منهم يعرض انفعاله بطريقته الخاصة. إن فن الشعر أولا وأخيرا طريقة عرض, والشعراء الذين لفتوا نظر الدنيا إلى شعرهم، هم الذين عرضوا عوالمهم الداخلية بطريقة متفرّدة واستثنائية"(8). لقد استطاع نزار قباني تحقيق هذا التسامي الجمالي من خلال تمازج لطيف ودقيق في آنٍ معا، بين المتعة الجمالية والإثارة الجنسية التي لا يلمحها إلا المدقق، وهذه بحد ذاتها مفاجأة للقارئ, وتجاوز لما يتوقعه, ولذلك جاءت صوره شديدة التأثير في  المتلقي، وهذه حقيقة لابد من الاعتراف بها، وقد أحكم نزار هذه الآلية بإتقان شديد,لأننا أمام خلطة لو زادت نسب المقادير المكونة لها لفسدت أيما فساد, وقد حدث ذلك في بعض القصائد، فجاءت دون المستوى المطلوب، منها على سبيل المثال لا الحصر: قصيدة" أفكر بأصابعي" التي هي قصيدة شهوة صريحة، وليست قصيدة متعة جمالية؛ ولذلك فهي ساقطة وفق المعايير الفنية الجمالية التي نعتمدها في هذه المقاربة. وقد استثنيناها من هذه المقاربة لننتقل إلى قصيدة " إلى ساق" التي يقول فيها:
            يا انضفارَ الرخامِ جاعَ بي الجوعُ
            لدى  رفَّـةِ   الرِدَا  المسـحوبِ
قِيلَ : ساقٌ تمرُّ... وارتجفَ الفلُّ حبالاً  على  طريقٍ  خصيبِ         
                إنّها طفلةٌ ســماويةُ العيـنِ ..
                بفيها، بعدُ، اخضلالُ  الحليـبِ
                عربدت  ساقها  نهير  أناقات ..
                وســالَ البريقُ في أنبوبِ ..
                أيّ إثمينِ أشقرينِ .... تمدينَ ؟
أضيفي  إلى  سجلِّ  ذُنوبي ..
                ولدى الركبتينِ تعوي شراهاتِي
                على ثنيةِ اسمرارٍ رهيبِ(9) ....
إننا أمام لوحة فنية يتداخل فيها جمال الطبيعة بجمال الإنسان, فلا تدري بأيهما تفتن، بل ربما كان هذا الامتزاج ذاته هو بؤرة الفتنة والإدهاش معاً، حيث يجد المتلقي نفسه مفاجأ بكثرة الصور الفنية التي تصل إلى حد التزاحم, وهي صور ثرية بإيحائها المتنوع، فمنذ البيت الأول نحن مع انضفار الرخام, ثم الجوع الجائع كلما رفّ رداؤها أثناء سيرها. ولا نكاد نلتقط أنفاسنا من مفاجأة إيحاء الصورتين الأولى والثانية حتى نجد أنفسنا أمام المشهد الأعمّ وهو ارتجاف الفلّ على جانبي الطريق، وتداخل أمرين معاً، هما الجمال والإثارة, فالجمال في انضفار الرخام, والإثارة في الجوع الجائع, والفل المرتجف، ولكنها الإثارة التي تتسامى أشد ما يكون التسامي عن الاندفاع الغريزي الأعمى، الذي يمكن أن نجده عند غيره من الشعراء. وهكذا تمضي القصيدة في هذه التداخلات المتناوبة بين الجمالي والإثاري مشكّلة لوحة تدهش متلقيها, وتفتح مغاليق خياله على أمداء لا حدود لها. أما كثرة الصور في هذه القصيدة فهي أوضح من أن نقوم بعدها وإحصائها, على طريقة الأسلوبيين، وهذه الصور تقوم على التلميح لا على التصريح, وبذلك تتجاوز ظاهرها الحسي لتصبح صورا تعبيرية؛ بسبب تعدد أوجه الشبه بين الطرفين المكونين للصورة، وبالتالي تتعدد دلالاتها, فحين يقول:" سماوية العين" فهذا الوصف يوحي بلون بشرتها, وبلون شعرها, والأهم من ذلك مسحة الطيبة والبراءة والصفاء في هذه العيون، كما أوحت به كلمة " سماوية" والشاعر هنا دقيق في اختيار اللفظة ، فثمة فارق كبير في الإيحاء والدلالة بين قوله: زرقاء العين, وقوله: سماوية العين. على أن التميز والإبداع في الصورة يبلغ ذروته ومداه في قوله: "عربدت ساقها نهير أناقات" فنحن بعد تلك الصورة الطفولية التي يحملها ذلك الوجه السماوي, نصدم بقوله:" عربدت" التي توحي بما توحي به من فجور, وتهتك, ومجون, لكن نزارا يصر على أن يفاجئنا من جديد، ويتجاوز كل توقعاتنا حين ينسب هذه العربدة إلى الساق فقط وليس إلى الفتاة, وهذا موطن التميز والإبداع في هذه الصورة, فهذه الصورة لا تعدلها صورة في نقل الإحساس بجمال هذه الساق ومقدار الإثارة التي تحدثها في عيون الرائين، ولفظة عربدت في هذا الموضع، لا يمكن أن نجد لفظة أخرى توحي بما أوحت به, ومع ذلك فنزار يصر على أن يفاجئنا مرة أخرى, دون أن يترك لنا مجالا لالتقاط أنفاسنا، حيث يصف هذه العربدة المنسوبة إلى الساق بقوله: " نهير أناقات" لا أظن أن ثمّة أناقة في التعبير, وتساميا في الوصف يبلغ هذا المستوى, فهو يزيل من النفس أي إيحاء بابتذال يمكن أن تثيره كلمة عربدت؛ لأن العربدة تنقلب إلى "نهير أناقات" والتصغير هنا لا أظنه تعبيرا عن قلة, بل هو تعبير عن التحبب, ويؤكد هذا الظن أن هذا النهير غني بجماله إلى درجة جعلت البريق يسيل في أنبوب في منتهى الشفافية . هذا الثراء الموحي بجمال غير عادي يرافقه أيضا ثراء آخر في الإيحاء بثورة الشهوة واستبدادها ولكن من خلال التلميح والإشارة، متجنبا العبارة الصريحة التي تعرّي الصورة من كل مظاهر الفتنة والجمال. ففي قوله:"ولدى الركبتين تعوي شراهاتي"، نجد أنّ كلمة تعوي هنا صورت لنا مدى استبداد الشهوة وثورتها في نفس الشاعر، وليست هناك كلمة أخرى يمكن أن تحلّ محلّها وتكون بهذا الخصب الدلالي الذي أشاعته في القصيدة، فقد تحولت الشهوة وحشاً يتضور جوعا ولذلك هو يطلق هذا العواء تعبيرا عن معاناته الشديدة. إن كسر أفق التوقع تمظهر في أمور عديدة، منها: الغنى الإيحائي والثراء لدلالي، ثم الإيجاز في اللفظ، وأخيراً التسامي في التعبير عن هذا الفيض من المشاعر المتداخلة، بين متعة جمالية، وإثارة جنسية عبّرت عن نفسها بالعبارة الراقية، والصورة الأنيقة المتسامية
ب- كسر أفق التوقع في مجال اللغة:
    إن المتميزين من الشعراء، على امتداد تاريخ الشعر العربي،هم الذين خلقوا لغتهم . والخلق هنا لا يعني المجيء بمفردات من خارج معاجم اللغة وقواميسها ، وإنما هو إيجاد نسق خاص بالعبارة ، تنتظم وفقه المفردات، ويكون متوائما مع النسق العام للقصيدة. وإذا كان هذا الكلام ينطبق على المبدعين عموما، في أي عصر وفي أي مكان، فإنه يمثل السبيل الأمثل للدخول إلى فضاء التجربة الشعرية عند نزار قباني، نتلمس من خلاله المواطن التي كسر فيها أفق التوقع على مستوى اللغة:
بساطة العبارة وبلاغة الموقف :
مما لا شك فيه أن العبارة عند نزار تميّزت ببساطتها، ولكن البساطة لا تعني السطحية والسذاجة، وهذا ما ينبّه إليه نزار في كتاباته النثرية، مما يدلّ على أنه كان يعي أبعاد تجربته الشعرية، حيث يقول: " الثقافة لا تتناقض مع بساطة التعبير. البساطة لا تعني أن تكون ساذجا، أو بهلولا، أو سطحيا، أو أميا، فبإمكانك أن تكون بسيطا وجميلا في نفس الوقت"(10) لقد حقق نزار المعادلة الصعبة التي تجمع البساطة إلى العمق والجمال من خلال بلاغة التجربة أو الموقف، فالعبارة البسيطة الواضحة تعبّر عن تجربة عميقة في دلالاتها، غنية في إيحاءاتها وظلالها. من ذلك على سبيل المثال قصيدة " اللجوء" التي يقول فيها:
لو كنتُ أعرفُ ما أريدْ ..
ما جئتُ ملتجئاً إليكِ كهرةٍ مذعورةٍ ..
لو كنتُ أعرفُ ما أريدْ ..
 لو كنتُ أعرفُ أينَ أقضي ليلتِي
 لو كنتُ أعرفُ أينَ أسندُ جبهتِي ما كان أغراني الصعود ْ
لا تسألي: من أين جئتُ،  وكيف جئتُ،  وما أُريدْ ..
تلك السؤالاتُ السخيفةُ ما لديَّ لها ردودْ..
ألديكِ كبريتٌ وبعضُ سجائرٍ ..؟
ألديك أيُّ جريدةٍ..؟
ما همَّ ما تاريخُها..
كلُّ الجرائدِ ما بها شيءٌ جديدْ ..
ألديكِ – سيّدتي - سريرٌ آخرٌ؟
في الدارِ، إنّي دائماً رجلٌ وحيدْ
أنتِ ادخلي نامي ..
سأصنعُ  قهوتِي وحدِي
فإنِّي دائماً .. رجلٌ وحيدْ
تغتالُني الطرقاتُ .. ترفضُني الخرائطُ والحدودْ
أمّا البريدُ .. فمن قرونٍ  ليس يأتيني البريدْ (11)
من الواضح أن عبارات هذه القصيدة, واضحة سهلة بسيطة, لا يحتاج معها القارئ إلى أي معجم لتفسير معنى أي مفردة فيها، كما أن النسق الذي انتظمت وفقه المفردات داخل العبارة لا يكاد يخرج عن المألوف، ولا توجد انزياحات كبيرة عن الاستعمال العادي اليومي للمفردات، ومع هذا فالتجربة التي تحملها هذه القصيدة مثقلة بدلالاتها، بليغة في تأثيرها، فهو من البداية يعيش حالة من الحيرة والإحباط ، أفقدته القدرة على التصرف، فهو لا يعرف إلى أين يتوجه؟ ولا من أين أتى؟ ولا إلى أي مكان سيذهب؟ فالأماكن لم تعد تعني شيئا، والمأساة أفدح مما تتصور محاورته، ولذلك يطلب منها أن لا تسأله : من أين؟ وكيف؟ ولماذا؟ ..فكل الأسئلة غدت سخيفة؛ لأنها لا تجدي نفعا في حلّ مأساته؛ فالأولى بها أن تتوقف  عن طرح أي سؤال، وكل ما هو مطلوب منها أن توفر له  بعض لفافات التبغ والكبريت، وأي جريدة لديها، مهما كانت قديمة أو حديثة، فتاريخها غير مهم لأنّ المضمون متشابه معاد، لا جديد فيه. وهنا بدأت الدلالات السياسية تطلّ برأسها من خلال هذا المشهد لتوحي لنا أن مأساته ذات أبعاد سياسية، وليست عاطفية وجدانية، وأن لا بارقة أمل توحي بحل قريب لها. كما أن الذي زاد من مرارة هذه المأساة، الإحساس بالوحدة؛ أي أنه يواجه أزماته وحيدا دون سند من صديق أو قريب، أو حبيب، ولذلك يترك لنفسه هامشا من الحرية لتعلن عن جوانب من هذه المأساة، فالطرقات تغتاله، وترفضه الخرائط والحدود، وكأنه غدا كائنا غريبا عن الكرة الأرضية بأسرها، وكل ما فيها يرفضه، إنها حالة مركبة من اليأس والإحباط والغربة، تبعث الشعور بعبثية كل ما يحيط بنا، إنها عبثية تقود إلى العدمية، فكل شيء فقد معناه، ولم يعد وجوده أو عدمه، يضيف شيئا أو ينقص شيئا، ولذلك هو يلجأ إلى الأشياء البسيطة ليستعين بها على إحساسه بوقوف الزمن عند لحظة من أسوأ اللحظات التي يمكن أن يعيشها الإنسان. إن بلاغة الموقف هي التي فرضت نفسها على القارئ، وكسرت أفق التوقع لديه، فعلى الرغم من بساطة العبارة، إلا أن التجربة التي حملتها القصيدة في تضاعيفها شكلت صدمة للقارئ، ونقلته ليعيش اللحظة بكل مأساويتها وأبعادها، ويتفاعل معها بالطريقة ذاتها التي تفاعل معها الشاعر، وربما بتوتر أعظم مما عاشه الشاعر، فلربما كان الشاعر يتوقع أن يمرّ بمثل هذه اللحظات، لكن القارئ هو الذي يقف مذهولا من هذه الحالة المفاجئة التي وضعه الشاعر وسط دوّامتها.
1-    نجم ، محمد يوسف - نزار قباني شاعر لكل الأجيال - إشراف:  سعاد الصباح، دار سعاد الصباح ، الكويت : 1998، مج1 : 33
2-    نفسـه : 307
3-    نفسـه : 425
4-     نفسه ، مج2 : 48
5-    نفسه ، مج1 : 327
6-    نفسه : 434  .
7-    صبحي ، محي الدين – الكيان الشعري عند نزار قباني – دار الخيال بيروت 1999: 173 .
8-     نفسه : 22 .
9-     قباني ، نزار –  الأعمال الشعرية الكاملة، ج1 –  منشورات نزار قباني ،  بيروت ، لبنان ، د . ت : 128 .
10-    نفسه ، مج8 : 94 .
11-    نفسه ، مج2 : 95