المدارس الخاصة بدبي ضعيفة في تدريس العربية

وجيه السباعي

أفادت رئيس جهاز الرقابة المدرسة في هيئة المعرفة والتنمية البشرية في دبي، جميلة سالم المهيري، بأن نتائج التقارير التحليلية، للمدارس الخاصة للعام الجاري أظهرت أن 75% من المدارس الخاصة في دبي ضعيفة في تدريس اللغة العربية للناطقين بها ولغير الناطقين بها.

ولفتت إلى أن مهارات الطلبة في التحدث والاستماع باللغة العربية تحسنت بشكل بسيط في بعض المدارس، لكن التحسن في مهارات القراءة والكتابة كان ضئيلاً جداً، إذ تعتمد أساليب تعليم اللغة العربية على التلقين غالباً، ولا تشجع الطلبة على المشاركة.

وقالت المهيري إنه حسب التقارير تحتاج الكثير من المدارس الخاصة إلى تطوير جوانب عدة فيها، منها عمليات التقييم الذاتي التي تحتاج إلى الموضوعية والاستناد إلى أدلة صحيحة، إذ لاتزال هذه العمليات بمستوى جودة «مقبول» أو أقل في نصف المدارس تقريباً.

وأوضحت أن 50% من المدارس الخاصة لا تطبق متابعة دقيقة في التحقق من مدى صحة وموضوعية معلومات التقييم فيها، لذلك لم يكن لدى بعضها معرفة دقيقة بمستويات التقدم والتحصيل الدراسي لطلبتها والصعوبات التي تواجهها.

وحسب التقارير، فإن التدريس حقق مستوى جودة «جيد» في 60% من المدارس الخاصة في دبي، لكنه كان أضعف وبحاجة إلى تطوير في المدارس التي لم توفر تدريباً مهنياً جيداً لكادرها التعليمي، فيما شهد العام الدراسي الجاري تحسناً في علاقات الشراكة بين المدارس الخاصة وذوي الطلبة، إلا أن المدارس لم تستفد من آرائهم في تحسين العملية التعليمية.

وأكدت أن القيادات والإدارات المدرسية في أكثر من ثلث المدارس الخاصة في دبي لم تبادر إلى اتخاذ إجراءات وتدابير حاسمة وفعالة لمعالجة مواطن الضعف فيها بالسرعة المطلوبة، خصوصاً التي حددتها تقارير الرقابة المدرسية.

وطالبت التقارير المدارس الخاصة، بمختلف مناهجها التعليمية، ومراحلها الدراسية، بالعمل المشترك، وتبادل تجاربها التطويرية المميزة، لتحقيق المعدلات المطلوبة لإمارة دبي في الاختبارات الدولية، في الدورة المقبلة، وذلك بهدف تحقيق مستهدفات الأجندة الوطنية للدولة 2021.

وأوضحت المهيري أن الهيئة عملت على ربط عمليات التحليل المنهجية لنتائج الرقابة المدرسية على مدى الأعوام الستة الماضية، بنتائج التقييمات الدولية، ومنها دراسة البرنامج الدولي لتقييم الطلبة «PISA 2012»، ودراسة الاتجاهات الدولية في العلوم والرياضيات «TIMSS 2011»، إضافة إلى قياس جودة التعليم في مختلف المناهج التعليمية المطبّقة في دبي على مدى ست سنوات متواصلة من تنفيذ الرقابة المدرسية بدبي.

ووفقاً للمهيري فإنه على الرغم من أن مدارس خاصة في دبي حققت معدلات تتوافق مع المعدل العالمي، البالغ 500 نقطة في كل من التقييمين الدوليين على حدة، فإن مدارس خاصة أخرى أنجزت معدلات عالية تفوق المعدل العالمي، فيما لاتزال مدارس أخرى دون المعدل العالمي.

وكانت 12 مدرسة خاصة حصلت خلال الدورة السادسة من الرقابة المدرسية في دبي، والتي تم الكشف عن نتائجها نهاية أبريل الماضي، على تصنيف «متميز»، و57 مدرسة على تصنيف «جيد»، و64 مدرسة على تصنيف «مقبول»، فيما حصلت ثماني مدارس على تصنيف «ضعيف».

وأشارت المهيري إلى أن الهيئة تشدد على أهمية إطلاع ذوي الطلبة على تفاصيل تقرير الرقابة المدرسية لمدرسة أبنائهم، إذ يشتمل التقرير الفردي على نبذة حول المدرسة، ومستوى الأداء العام، ونقاط القوة الرئيسة، والتوصيات، ومدى التقدم الذي حققته، واتجاهات الاداء العام، وتقييم أداء المدرسة في مؤشرات جودة التعليم، بما في ذلك مدى جودة أداء المدرسة في تدريس اللغة العربية، وآراء ووجهات نظر ذوي الطلبة، والمعلمين، والطلبة.

وتبعاً لتقرير تحليل نتائج ست دورات متتاليية من الرقابة المدرسية بدبي، فإن ثمة تقدماً ملحوظاً حققته مدارس دبي على صعيد المحاور الرئيسة لجودة التعليم، بدءاً من تقييم عمليات التعلم والشراكة مع ذوي الطلبة، والمواد الدراسية الرئيسة، مع التركيز على اللغة العربية والتربية الإسلامية، والتقييم الذاتي، في وقت حققت فيه ثماني مدارس خاصة ارتفاعاً في أدائها العام، مقابل عدم تراجع أداء أي من المدارس الخاصة، مقارنة بالدورة الماضية.

الإمارات اليوم