إيطاليا - رهانات تعليم اللغة العربية للأطفال المغاربة بإيطاليا محور لقاء ببيرغامي
شكلت رهانات تعليم اللغة العربية لأبناء المغاربة المقيمين بإيطاليا محور لقاء نظمه مؤخرا لفيف من الجمعيات المغربية في شمال هذه البلاد حول موضوع "واقع وآفاق اللغة العربية بإيطاليا".
ويهدف هذا اللقاء المنظم بمدينة نيمبرو من طرف "تنسيقية الجمعيات المغربية ببيرغامو وبريسكيا" بشراكة مع إقليم بيرغامي، إلى تسليط الضوء على أهمية تدريس اللغة العربية باعتبارها أداة تسمح للأطفال المنتمين للجيل الثاني من المهاجرين المغاربة إلى الحفاظ على روابطهم مع بلدهم الأصلي وصيانة هويتهم الثقافية.
وأوضح المنظمون في بلاغ توصلت به وكالة المغرب العربي للأنباء أن هذا اللقاء الذي شارك فيه باحثون وفاعلون من المجتمع المدني، ومسؤولون محليون وأساتذة سمح بإبراز عدة قضايا من بينها تنوع مناهج التتبع في مجال تدريس اللغة العربية، وهو التتبع الذي غالبا ما يسند للمنظمات غير الحكومية أو المؤسسات الدينية مثل المساجد ومعاهد الثقافة الإسلامية.
وأكد القنصل العام للمملكة بميلانو، محمد بنعلي، في كملة بالمناسبة، أن القنصلية تشجع كل مبادرة تصدر عن الجمعيات ومراكز تعليم اللغة العربية التي تشكل عاملا أساسيا في الحفاظ على الهوية الثقافية للمغاربة المقيمين بالخارج، وفي صيانة دينهم وتشبثهم ببلدهم الأم.
وأضاف السيد بنعلي أن قضية تعليم اللغة العربية تحتاج إلى "دراسة علمية أكاديمية" وتضافر جهود كافة الفاعلين المعنيين من أجل إيجاد الحلول الملائمة.
واعتبر أن مستقبل تعليم اللغة العربية بإيطاليا يمر عبر إدخالها في المقررات الدراسية للمدرسة العمومية كلغة أجنبية.
من جانبه، قال أحمد العمري، الأستاذ السابق بكلية الآداب بجامعة محمد الخامس بالرباط، إن "انعدام النجاعة" في تعليم اللغة العربية لأطفال المغاربة المقيمين بالخارج يعود إلى غياب برامج دراسية جيدة، والنقص الحاصل في عدد الأساتذة، ونقص المختبرات اللسانية والغياب التام للتنسيق بين الفاعلين المعنيين بهذه القضية.
من جهته، تحدث السيد محمد حسون، الذي تم إرساله من طرف مؤسسة الحسن الثاني للمغاربة المقيمين بالخارج من أجل تعليم اللغة العربية والثقافة المغربية بإيطاليا، عن تجربته في هذا المجال، مؤكدا ضرورة بذل الجهود خاصة من أجل النهوض بوضعية المدرسين بالخارج.
وأشار، في هذا السياق، إلى أن خمسة أساتذة فقط يدرسون اللغة العربية ل23 ألف تلميذ ممدرس في منطقة لومباردي. واعتبر أن هذا العدد من الأساتذة ضئيل مقارنة مع عدد المدرسين المغاربة في بلدان أخرى مثل فرنسا أو بلجيكا.
وفي نفس الاتجاه، أبرز الفاعل الجمعوي محمد ملتوف الجهود التي تبذلها الجمعيات في مجال تعليم اللغة العربية، مشيرا إلى الصعوبات التي تعترض عمل هذه الجمعيات ومن بينها المدة الزمنية القصيرة جدا المخصصة للدروس، وغياب البرامج البيداغوجية الموحدة، والنقص الحاصل في عدد قاعات الدرس في أغلب المساجد.
وأضاف أن قلة الكفاءات التي تلقت تكوينا في تعليم اللغة العربية، وغياب استراتيجية دقيقة، وتعدد المتدخلين كلها عوامل تقف حجر عثرة أمام كل المبادرات الرامية إلى النهوض بتعليم اللغة العربية في بلدان المهجر، داعيا إلى تقنين هذا المجال عبر وضع حد "للفوضى والارتجال".
وشارك في هذا اللقاء إضافة إلى رئيس الجمعية المنظمة، محمد أمراني، ممثل إقليم برغامي، ورئيس بلدية نيمبرو، إلى جانب أكاديميين إيطاليين وفاعلين من المجتمع المدني المغربي.
منارة
|
|
|