
مدارس هيئة المعرفة في دبي بحاجة إلى العربية
محمد إبراهيم
كشف تقرير رسمي، أعدته هيئة المعرفة والتنمية البشرية في دبي، عن أن جميع المدارس الخاصة المتميزة بحاجة تقريباً إلى تطوير مستويات التحصيل والتقدم الدراسي لدى طلبتها في مادة اللغة العربية لتواكب مستوياتهم في بقية المواد الدراسية الرئيسية .
وقال التقرير إن العام الدراسي الحالي، شهد تراجعاً إجمالياً طفيفاً في جودة تحصيل الطلبة وتقدمهم الدراسي في مادة التربية الإسلامية، و50% تقريباً منهم تقريباً حققوا مستويات تحصيل وتقدماً دراسياً جيداً أو متميزاً في تلك المادة، ولم يتم رصد تحسن إجمالي في جودة تحصيل الطلبة أو تقدمهم الدراسي في مادة اللغة العربية للناطقين بها، ولقد تم رصد تراجع في جودة التحصيل والتقدم الدراسي لدى طلبة المرحلة الابتدائية تحديداً .
أظهرت نتائج الرقابة المدرسية تحسناً بسيطاً جداً في تحصيل الطلبة الدراسي في مادة اللغة العربية لغير الناطقين بها، ولم يحدث تغيير في جودة تقدمهم الدراسي، حيث كان بمستوى جودة جيد أو متميز لدى 27% من هؤلاء الطلبة .
وأوضح التقرير أن مهارات تعلم الطلبة شهدت تحسناً طفيفاً، بمستوى جودة جيد أو متميز في 58% من تقييمات الرقابة المدرسية، وشهد العام الدراسي الحالي تحسناً في جودة الخدمات التعليمية في العديد من رياض الأطفال، ويتم حالياً توفير مزيد من فرص التعلم المستقل والعملي، ويعود 40% من التحسن في مهارات التعلم لدى الأطفال إلى التحسينات التي تم تحقيقها في مرحلة الروضة .
وأفاد التقرير أن تحصيل الطلبة في مواد اللغة الإنجليزية والرياضيات والعلوم، شهد تحسناً إجمالياً، وكان التحسن الأفضل في جودة التحصيل والتقدم الدراسي في مادة اللغة الإنجليزية لدى أطفال الروضة، وكان التحصيل والتقدم الدراسي بمستوى جودة جيد في هذا المواد على نحو دائم لدى طلبة المدارس الخاصة التي تطبق منهاج البكالوريا الدولية .
وأضاف التقرير أن الأطفال الناطقين باللغة الإنجليزية أو الذين يتعلمونها كلغة إضافية حققوا تقدماً دراسياً جيداً عند إتاحة الفرص لهم للمشاركة في أنشطة عملية، وفي مادة العلوم، ساعدت الأنشطة العملية الطلبة على تطوير مهاراتهم في التعلم، كما تمكن معظم الطلبة الأكبر سناً من تحسين جودة تحصيلهم وتقدمهم الدراسي في هذه المادة .
ورغم التحسينات، إلا أن مستويات التحصيل والتقدم الدراسي في هذه المواد كانت أدنى على نحو ملحوظ من توقعات التقييمات الدولية (PRLS, TIMMS, PISA) لدى طلبة المدارس الخاصة التي تطبق منهاجاً تعليمياً أمريكياً أو منهاج وزارة التربية والتعليم .
ووضعت الهيئة بعض التوصيات لتلك المدارس، تلخصت في العمل على ضمان فهم الكادر لمدى ارتباط تحسن تحصيل الطلبة وتقدمهم الدراسي بتحسن جودة التدريس والتخطيط والتصميم للمنهاج التعليمي، وتدريب المعلمين وتقديم الدعم اللازم لهم لإجراء تقييم دقيق لمستويات التقدم الدراسي لدى طلبتهم، ومساعدة المعلمين على فهم احتياجات التعلم لدى طلبتهم والتخطيط لتدريس الحصص الدراسية بما يتيح تلبية هذه الاحتياجات، وجودة التطور الشخصي والاجتماعي للطلبة جودة عمليات التدريس والتقييم .
وحول جودة عمليات التدريس والتقييم، أوضح التقرير أن عمليات التدريس شهدت تعلماً فعالاً وتحسناً بسيطاً، وتركز التحسن في المدارس الخاصة التي تطبق منهاج البكالوريا الدولية أو المنهاج التعليمي الفرنسي، وجاء التدريس بمستوى جودة مقبول أو أقل في 37% من المدارس الخاصة، لم تتحسن جودة التدريس في المدارس الخاصة التي تطبق منهاجاً تعليمياً أمريكياً .
وأوصت الهيئة بزيادة أعداد المعلمين المؤهلين والمُدَرَبين فيها من خلال تحسين جودة التطوير المهني المستمر الذي توفره لهم، تحقيق التوازن بين استراتيجيات التدريس التي تركز على تحضير الطلبة للتقييمات أو الاختبارات، وتدريس مهارات ومعارف محددة في المادة الدراسية، وزيادة الفرص المتاحة للطلبة للتفكير بعمق والعمل باستقلالية، وتقليل الاعتماد على استراتيجيات التدريس التي ترتكز على الكتب المدرسية فقط، ومتابعة ورصد مستويات تقدم الطلبة وتحصيلهم الدراسي بدقة، واتخاذ الإجراءات والخطوات اللازمة لمعالجة مواطن الضعف التي يتم رصدها .
كما أوصت بتقييم جودة مهام العمل التي يتم تقديمها للطلبة بما في ذلك الواجبات المنزلية أو المهام التي ينفذها الطلبة أثناء الحصة الدراسية، للتأكد من مدى ملاءمتها لتلبية احتياجات جميع الطلبة، لضمان حصول أولياء الأمور على معلومات أفضل حول ما يستطيع أطفالهم فعله أو إنجازه، ليتمكنوا من تقديم دعم أفضل لجوانب عمل المدرسة .
التقييم الذاتي
أكد التقرير أن عمليات التقييم الذاتي حققت مستوى جودة جيداً في 44% من المدارس الخاصة وبمستوى متميز في 14% منها، وكانت نتائج التقييم الذاتي غير موضوعية ومتفائلة جداً في عدد كبير من المدارس الخاصة، وأوصت الرقابة المدرسية 30 مدرسة خاصة خلال العام الحالي بضرورة العمل على تحسين جودة عمليات التقييم الذاتي فيها، لكن 9 فقط منها نجحت في تحسين جودة عمليات التقييم الذاتي فيها، في حين شهدت 6 مدارس منها تراجعاً في جودة هذا الجانب من عملها، فضلاً عن وجود علاقة وثيقة بين جودة عمليات التقييم الذاتي في المدرسة وجودة أدائها العام، حيث كانت عمليات التقييم الذاتي ضعيفة في المدارس الأضعف أداء . وتعد جودة عمليات التقييم الذاتي مؤشراً قوياً على مدى قدرة المدرسة على تحقيق التطوير .
مواطن الضعف
ينبغي أن تعالج المدارس الخاصة بسرعة مواطن الضعف الموجودة في الجوانب المتعلقة بمادة اللغة العربية للناطقين بها، وللذين يتعلمونها كلغة إضافية . ويمكن لبعض المدارس الاستفادة من العمل الجيد الذي بدأت به في تحسين مهارات طلبتها في التحدث والاستماع، وأن تعمل على تطوير مهارات طلبتها في القراءة والكتابة باللغة العربية . ويجب على المدارس تطبيق منهجيات أوسع في تعليم وتعلم اللغة العربية، على النحو الذي يتيح تعزيز ثقة الطلبة بأنفسهم، وتشجيعهم على التحدث والقراءة والكتابة باللغة العربية بطلاقة .
الخليج
|
|
|