|

الخط العربي.. فن النفحات الروحانية
أ. منار سليمة
للخط العربي مكانه خاصة جداً ظلت تتوارث عبر تلاحق الأجيال ، و رغم تعرض الكثير من أشهر تعبيراته و مرادفاته للإختفاء نظراً لتطورات العصر و إختلاف الإهتمامات و الإتجاهات ، لكن بقيت الإطلالات تأتينا من حين لآخر لتذكرنا بقيمة أشياء قد نفقدها وسط الزحام.
فمع شهر رمضان و النفحات الروحانية تنتعش خلايا ذكرياتنا بجماليات الخط العربي المحفورة منذ تاريخ الحضارة الإسلامية ، فنعيد بحثنا عنها لنجدها مع الزخارف علي جدران الجوامع و المساجد و علي صفحات أوراق قد خُطت لجمع القرآن الكريم ،و أخري تشكلت من زمن بعيد و حتي الآن علي قطع من فنون الخزف و الفخار العتيق و بعضها تجمعت حروفه علي سطح لوحة سبحت و تلونت بين مضامين الآيات الحكيمة أو تأكيداً علي قيمة أو معني لابد من غرسها و الأهتمام و الحث عليها .
فللخط العربي قوه يفرد بها عن باقي اللغات واللهجات بالعالم التي تحتاج للكثير من الأضافات و الأدوات الرمزية لتعطي معني و تقدم هدف واضح لكن يكفي ما يتفرد به خطنا لتحقيق تأثير غير مشكوك في فاعليته ، لتتعدد أدواره الجمالية أو الروحانية أو المتلامسة مع عبارات و عنوانين ترسخت و توطدت أقدامها بين صلابة العادات و التقاليد الشعبية ، لتضاء جميع تلك المعاني الرنانة خلال أيام رمضان من كل عام ، ثم يمر لتنطفيء بعده الكثير من ملامح هويتنا و تراثنا المنسيان .
لتبدأ كل نغمات النشاز في التطاول مرات أخري و تتبدل سماتُنا الغالبة لتصبح كلماتنا و كتاباتنا بلغة غير الخط العربي و كأننا بأيدينا نلقي به ، ونبعده خارج نطاق أهتماماتنا و نكتفي بجرعة الليال الرمضانية دونما أرساء لهذه الفنون و الحرف التي تحتاج لمن يحيها ، و هو أمر لا يحتاج منا لمجرد لوحات أو ورش فنية أو حصص بالمدارس لتعيد جماليات تلك الإبداعات و تتربي عليها أجيال جديدة ، فنحن نحتاج لأن ندرك أولاً قيمة و أهميه تلك الفنون و كجزء ثمين في تكوين محتويات ماضينا و كجسر يعبر بنا إلي المستقبل .
الأهرام
|
|
|
|